بعد إيقاف اختبار الإمارات القياسي "إمسات"، تعطي الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة الأولوية لتطوير معايير قبول بديلة، بهدف تبسيط عملية التقديم وجعل القبول أكثر كفاءة.
وتأتي هذه التغييرات بعد أن أعلنت وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلغاء اختبار الإمارات القياسي لطلبة الصف الثاني عشر بشكل فوري، إلى جانب التحول إلى معايير قبول جامعية منقحة.
لن يكون اختبار الإمارات القياسي جزءاً من متطلبات القبول لطلاب الصف الثاني عشر الذين يلتحقون بالتعليم العالي.
وبدلاً من ذلك، ستضع كل جامعة معاييرها الخاصة بناءً على التخصص الأكاديمي الذي ينوي الطالب متابعته. ويهدف هذا القرار إلى تسهيل الانتقال إلى التعليم العالي بشكل أكثر سلاسة، والسماح للطلاب باتباع تطلعاتهم مع منح الجامعات مزيداً من المرونة في تحديد معايير القبول الخاصة بها.
بالنسبة للبرامج الطبية والهندسية، ستعطي القبولات الآن الأولوية لدرجات الطلاب في المواد العلمية بدلاً من درجاتهم الإجمالية.
وقال الدكتور يوسف محمد العساف، رئيس معهد روتشستر للتكنولوجيا في دبي: "ستعكس معايير القبول الجديدة إلى حد كبير نهجنا الحالي. وسنمضي قدماً في اختبارات تحديد المستوى الخاصة بنا في الفيزياء والرياضيات واللغة الإنجليزية، إلى جانب متطلبات :"الأيلتس و التوفل" IELTS وTOEFL القياسية.
"بالإضافة إلى ذلك، سنلتزم بمتطلبات الوزارة لطلاب المدارس الثانوية ومعايير القبول المعمول بها من معهد روتشستر للتكنولوجيا في نيويورك. وستحدد اختبارات تحديد المستوى المستوى المناسب لكل طالب، مثل تحديد المستوى في الفيزياء 100 أو الفيزياء 102."
وأكدت الجامعات أنها تظل مطلعة على النظر في التقييمات الدولية مثل "اختبار سات و اختبار أكت" SAT أو ACT إذا كانت تتوافق مع معايير القبول.
قالت ناهد أفشان، رئيسة قسم القبول في جامعة بيتس بيلاني في دبي: "إن إلغاء امتحان الإمارات القياسي من شأنه تبسيط رحلة التقديم للجامعة وسيجعل عملية القبول أكثر سلاسة. كما سيخفف من الضغوط الإضافية على الطلاب، مما يسمح لهم بالتركيز على درجاتهم في المدرسة الثانوية وإظهار نقاط قوتهم وقدراتهم.
وأضاف أن معايير القبول لدينا ستعتمد على المجموع الإجمالي الذي حصل عليه الطالب في امتحان الثانوية العامة مع متطلبات الحد الأدنى من الدرجات في المواد ذات الصلة، بناءً على التخصص المفضل. وبالنسبة لإتقان اللغة الإنجليزية، سننظر في امتحانات بديلة مثل "الايلتس" IELTS في غياب اختبار الإمارات القياسي.
وعلاوة على ذلك، فإن هذا التحول من شأنه أن يسمح للمؤسسات بتبني نهج أكثر شمولاً لتقييم المرشحين، مع مراعاة مجموعة أوسع من المهارات والإنجازات، مثل الأداء الأكاديمي، والمشاركة في الأنشطة اللامنهجية، وغيرها من المعايير الشخصية.
وقالت سارة سليم، المديرة المساعدة لاستقطاب وقبول الطلاب في الجامعة الأمريكية في دبي: "تظهر متطلبات القبول لدينا التزاماً قوياً بالتنوع من خلال استيعاب المتقدمين من بلدان وأنظمة تعليمية متنوعة. بالنسبة لإتقان اللغة الإنجليزية والرياضيات، نقدم خيارات اختبار مرنة، بما في ذلك اختبارالإمارات القياسي (حتى الآن) وغيرها من البدائل المقبولة دولياً. يمكن للطلاب استيفاء إتقان اللغة الإنجليزية من خلال "أليتس أو توفل أو اختبار الامارات القياسي" IELTS أو TOEFL أو EMSAT، بينما يمكن تلبية متطلبات الرياضيات من خلال "اختبار سات SAT أو اختبار تحديد مستوى الرياضيات في الجامعة الأمريكية في دبي. مع التحديثات الأخيرة لمتطلبات اختبار الامارات القياسي من قبل وزارة التعليم، فإن استخدامنا المستمر للخيارات البديلة يواصل تزويد الطلاب بعملية قبول أكثر سهولة ومرونة ".
ومع ذلك، فإن التفاصيل ستعتمد على ملفات الطلاب الفردية والبرامج التي يتقدم الطلاب إليها.
وأكد الأكاديميون أن هذا من شأنه أن يساعد في تخريج كوادر مؤهلة في مجالات متخصصة، قادرة على التكيف مع احتياجات سوق العمل المتطورة.
وقالت البروفيسورة "ماندا فينكاترامان"، نائبة رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية وعميدة كلية الطب في جامعة الخليج الطبية: "بعد إيقاف اختبار الإمارات القياسي، ستركز جامعتنا الآن على معايير بديلة للقبول، بما في ذلك اختبار الكفاءة من "كولج بورد" College Board، ودرجات الصف الثاني عشر، ودرجات اختبار القبول في جامعة الخليج الطبية. وسننظر أيضاً في المتطلبات المحددة في كل من المواد العلمية لضمان استيفاء المرشحين للكفاءات اللازمة للتعليم الطبي. وستطبق هذه المعايير على الطلاب الإماراتيين وغير الإماراتيين، مما يسمح بإجراء تقييم أكثر شمولاً لإمكانات كل مرشح".
وأوضح رؤساء الجامعات أن إزالة شرط اختبار الإمارات القياسي وتوسيع معايير القبول في الجامعات الطبية يسمح بتقييم أفضل للمتقدمين، مع التركيز على الدرجات والمهارات العلمية بدلاً من الدرجات الإجمالية.
وعلى المدى الطويل، من المتوقع أن تؤدي الاستراتيجية إلى رفع جودة التعليم الطبي والرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يؤدي على الأرجح إلى تحسين النتائج.
وأضافت فينكاترامان: "تتمتع جامعتنا بالفعل بإجراءات قبول قوية، والتي تتضمن اختبار قبول ومقابلة شخصية لقياس مدى استعداد المرشحين للتعليم الطبي بشكل أفضل. وعلى الرغم من إيقاف اختبار الإمارت القياسي، فإن استمرار اختبار الإمارت القياسي باللغة الإنجليزية وحده كان ليكون أفضل".