أعرب العديد من الآباء عن قلقهم بشأن الحقائب المدرسية الثقيلة لأطفالهم، مطالبين المدارس بالسماح بحمل عدد أقل من الكتب. وأشاروا إلى أن المدارس غالباً ما تمتلك مساحات مدرسية واسعة، مما يتطلب من الطلاب المشي لمسافات طويلة أو صعود السلالم، وهو ما يصبح صعباً عندما يحملون حقائب ثقيلة على ظهورهم.

في الوقت نفسه، حذّر الأطباء من المخاطر الصحية على الأطفال بسبب حمل حقائب تتجاوز الوزن الموصى به. وقالوا إن هذا لا يؤثر فقط على أدائهم الأكاديمي، بل يؤثر أيضاً على نموهم على المدى الطويل.

كما أوصى الأطباء بألا يزيد وزن حقيبة الطفل عن 20% من وزن جسمه.

شاركت آمنة الحمادي، وهي أم إماراتية، معاناة ابنها في إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي للآباء. وقالت: "شعرت بالحزن عندما رفعت حقيبة ابني البالغ من العمر 8 سنوات.. عليه أن يحمل كل هذا الوزن يومياً". وأضافت أنه رغم وجود مصعد في المدرسة، إلا أنه مخصص للطلاب الذين يعانون من حالات طبية.

ووصفت آمنة أيضًا كيف رأت الأطفال يكافحون لرفع حقائبهم على الدرج، مضيفة: "يتطلب الأمر الكثير من الجهد لأنهم لا يستطيعون سحبها بسهولة".

منى محمد، أم أخرى، تحدثت أيضًا عن معاناة ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات. وقالت: "تواجه ابنتي صعوبة في حمل حقيبتها على الدرج. وفي الأسبوع الماضي، عادت إلى المنزل تشكو من آلام في يديها وساقيها. لا ينبغي للأطفال ذوي الأجسام الصغيرة أن يحملوا مثل هذا الوزن الثقيل، فهو يسبب لهم الألم".

أم أحمد، في حديثها إلى خليج تايمز، أشارت إلى أن الكتب الموضوعة في الملفات وصناديق الطعام تزيد من وزن الحقائب. وأضافت: "في العام الماضي، كانت محطة الحافلات قريبة من الفصول الدراسية، لكن هذا العام تقول ابنتي إنها بعيدة، وعليهم السير لمسافة طويلة بحقائبهم الثقيلة، مما يجعلها متعبة. لا أفهم لماذا لا يمكن الاحتفاظ بالكتب في المدرسة لتخفيف الحمل".

وقد شرح الأطباء تأثير الحقائب الثقيلة على صحة الأطفال.

الدكتورة "ماماتا بوثرا"، أخصائية الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى "إنترناشونال مودرن" في دبي، أوضحت أن "حمل الحقائب الثقيلة يمكن أن يتسبب في آلام في الرقبة والظهر. حيث يجذب الوزن الطفل للخلف، مما يجبره على الانحناء للأمام عند الوركين وتقوس الظهر للحفاظ على التوازن. هذا الوضع غير الطبيعي يؤدي غالباً إلى آلام في الرقبة والظهر والكتفين".

كما أشارت الدكتورة "بوثرا" إلى أن حمل الحقيبة على الكتف قد يجهد الذراع، في حين أن الأشرطة الضيقة قد تسبب خدراً ووخزاً وضعفاً في اليدين. وحذرت قائلة: "إذا لم تتم معالجة هذه المشكلات، فقد تؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد في وضعية الجسم".

أكد الدكتور شريف محمد مسعد كامل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى زليخة دبي، على التأثيرات النفسية والعقلية التي يمكن أن تخلفها الحقائب الثقيلة على الأطفال.

وقال: "العبء الجسدي الناتج عن الحقيبة الثقيلة غالباً ما يؤدي إلى الإحباط والتوتر. قد يبدأ الأطفال في ربط المدرسة بالشعور بعدم الراحة، مما يقلل من حماسهم للتعلم. وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤثر ذلك على أدائهم الأكاديمي وصحتهم النفسية."

ونصح الدكتور كامل كلاً من الآباء والمدارس باتخاذ خطوات استباقية. وأوصى الآباء باختيار حقائب مصممة بشكل مريح، تحتوي على أشرطة مبطنة وأقسام لتوزيع الوزن بالتساوي. كما اقترح أن توفر المدارس خزائن لتقليل عدد الكتب التي يجب على الطلاب حملها.