أعلنت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي عن تعديلٍ جديد يلزم المدارس الخاصة في العاصمة بالتأكد من أن وزن حقيبة الظهر التي يحملها الطلاب لا يتجاوز 5 إلى 10% من وزنهم، مما لاقى ترحيباً واسعاً من أولياء الأمور.
وجاء هذا القرار استجابةً للمخاوف المتزايدة بشأن تأثير وزن الحقائب الثقيل على صحة الطلاب، خاصةً في ظل تنامي مشاكل الظهر بين الأطفال في سن المدرسة، والتي سبق أن سلطت صحيفة "خليج تايمز" الضوء عليها في تقارير سابقة.
وقد أعربت "شيخة م"، وهي أم لطفلين في الصف السادس والتاسع، عن ترحيبها بهذا القرار، قائلةً: "يعكس هذا القرار اهتمام الجهات المعنية بصحة أطفالنا. لقد كان من المؤلم رؤية أطفالي يُعانون من ثقل حقائبهم المدرسية، و كثيراً ما كانوا يعودون إلى المنزل مرهقين. كنت قلقة بشأن التأثير طويل المدى على صحتهم."
وقالت شيخة، مشيرة إلى العبء الذي يفرضه هذا على أطفالها: "إن هذه السياسة تظهر حقاً مدى الاهتمام بأطفالنا. ومن المؤلم أن نرى الأطفال يكافحون مع حقائب مدرسية ثقيلة. وكثيراً ما يعودون إلى المنزل وهم يشعرون بالإرهاق، وأنا قلقة بشأن التأثيرات المحتملة طويلة الأمد على صحتهم.
وأضافت: "من المُفرح أن نرى السلطات تُولي أولوية لصحة الأطفال البدنية. آمل أن يُسهم هذا القرار في تحسين صحة وسعادة الطلاب، وأن يُساعدهم في التركيز على التعلم دون هذا العبء الثقيل."
وأعربت "نور حاتم"، وهي مغتربة مصرية تعيش في أبوظبي وأم لطالب في الصف الثاني، عن سعادتها الغامرة بهذا القرار، مستذكرةً معاناتها الشخصية مع ثقل الحقيبة المدرسية في صغرها، قائلةً: "أتذكر جيداً شعوري بالضيق وأنا أحمل حقيبة ثقيلة كل يوم إلى المدرسة. لم تكن لدينا خزائن، وكنا نضطر لحمل جميع الكتب والأدوات الدراسية طوال اليوم. كان والدي يُساعدني في حملها أحياناً، لكن كان الأمر مرهقاً بالنسبة لي."
وأضافت: "أنا مُمتنة لهذا القرار الذي سيُخفف العبء عن أطفالنا. فهم لا يزالون صغاراً على حمل هذا الوزن الثقيل. من المُطمئن أن السلطات تُدرك أهمية صحة أطفالنا وراحتهم. سيساهم هذا القرار في تحسين حياتهم اليومية وخلق بيئة تعليمية أفضل."
اعتمدت هيئة التعليم في حساب حدود الوزن المُحددة للحقائب المدرسية على توصيات الجمعية الأمريكية لتقويم العمود الفقري، مع مراعاة العوامل الفردية لكل طالب، مثل حالته الصحية العامة، وقوته البدنية، وأي ظروف صحية أخرى، وذلك لمنع أي تأثيرات سلبية على العمود الفقري والجسم.
وأشادت "إيمان العليلي"، وهي أم إماراتية لأطفال في إحدى المدارس الخاصة في أبوظبي، بهذا القرار الذي سيساعد في الحد من الإجهاد البدني والمشاكل الصحية المُحتملة على المدى الطويل، قائلةً: "إنها خطوة رائعة من هيئة أبوظبي للتعليم للحفاظ على سلامة أطفالنا."
وترى إيمان أن هذه الخطوة تعكس نهجاً تعليمياً مدروساً ومسؤولاً يُولي أولوية لصحة الطالب ورفاهيته. وقد لاقى هذا القرار استحسان أولياء أمور من إمارات أخرى، الذين أعربوا عن أملهم في أن تحذو السلطات المحلية في إماراتهم حذو أبوظبي، وأن تُطبّق سياسات مُماثلة لضمان صحة وسلامة جميع الطلاب في الإمارات.
وتمنت "أم فاضل"، وهي أم إماراتية لطالب في الصف الرابع من دبي، أن تُطبق هذه السياسة في دبي أيضاً، قائلةً: "نتمنى أن تُحذو دبي حذو أبوظبي في تطبيق هذه السياسة التي ستُخفف العبء عن أطفالنا. كما نأمل أن تتوفر خزائن في المدارس ليحافظ الطلاب على كتبهم وأدواتهم الدراسية فيها، وأن تُستخدم بوابة التعلم الإلكتروني للمراجعة وحل الواجبات المنزلية."
وكانت الدكتورة "ماماتا بوثرا"، طبيبة الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى "إنترناشيونال مودرن دبي"، قد حذرت في وقت سابق من أن حمل الحقائب الثقيلة يمكن أن يُسبب آلام الرقبة والظهر للأطفال. وأوضحت كيف يؤثر وزن الحقيبة الثقيل على وضعية الجسم، حيث يجبر الطفل على الانحناء إلى الأمام وتقويس ظهره للحفاظ على توازنه، مما يؤدي إلى آلام في الرقبة والظهر والكتف.
وتهدفُ سياساتُ دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي المُعدّلة إلى تعزيز سلامة ورفاهية الطلاب، ومن المُتوقع أن تلتزم المدارس بتطبيقها بشكل كامل بحلول الأول من فبراير 2026، وفقاً للدائرة.