أبدى مديرو مدارس في الإمارات قلقهم إزاء قيام مدرس بريطاني بتلقي رشاوى من الطلاب مقابل التلاعب بنتائج امتحاناتهم.

وأثارت القضية، التي قضت بسجن المعلم لمدة ثلاث سنوات وغرامة 5000 درهم والترحيل، نقاشات حول أهمية السلوك الأخلاقي والشفافية داخل المؤسسات التعليمية.

وقال زبير أحمد، مدير العمليات في مدرسة "سبرينجديليس" في دبي، إن المدارس بحاجة إلى إعطاء الأولوية للنزاهة وأنظمة القيم إلى جانب التميز الأكاديمي. وقال أحمد: "إنه لأمر محزن للغاية أن نسمع هذا الخبر. التدريس مهنة نبيلة، ومن المحزن أن يتورط معلم في مثل هذا السلوك غير الأخلاقي".

"يتعين على المدارس تنفيذ تدريب شامل حول السلوك الأخلاقي. وبينما نركز على التعليم، لا يمكننا أن نتجاهل نظام قيمنا."

وأضاف أحمد أنهم اتخذوا إجراءات صارمة لمعالجة مثل هذه القضايا في المدرسة. وقال أحمد: "لقد فرضنا على المعلمين التوقيع على مدونة سلوك أخلاقية كجزء من تدريبهم. كما أن التقييمات المنتظمة والتحقق الشامل من خلفيات المعلمين أمر ضروري لمنع حوادث سوء السلوك".

وأكد أن مدرستهم تطبق سياسة شاملة لحماية الموظفين. وقال أحمد: "هذه السياسة مصممة للموظفين الذين يعملون مع الأطفال وتحدد بوضوح التوقعات لجميع الموظفين. فهي لا تدعمهم فقط في الوفاء بواجبهم في حماية الأطفال، بل تضمن أيضاً سلامة مجتمع المدرسة بأكمله، بما في ذلك حماية أنفسهم"، مضيفاً أن السياسة تركز على إعطاء الأولوية للطفل في جميع الإجراءات.

وأضاف أحمد أن أنظمة الدعم مثل برامج الإرشاد والاستشارة وفرق حل النزاعات لها أهمية بالغة في مساعدة المعلمين على التغلب على التحديات والحفاظ على أعلى معايير الاحتراف.

وعلى نحو مماثل، سلطت "أبهيلاشا سينغ"، مديرة مدرسة "شاينينج ستار" الدولية في أبوظبي، الضوء على أهمية أخلاقيات العمل في منع مثل هذه الحوادث. وقالت سينغ: "أخلاقيات العمل مهمة للغاية. نحن نوجه المعلمين لتجنب قبول الهدايا من الآباء لأن ذلك يخلق التزامات. مدرستنا لديها سياسة سلوك جيدة تتضمن عنصر عمل أخلاقي، مما يوجه المعلمين للعيش وفقًا لقواعد أخلاقية".

يعاقب كل من يطلب أو يقبل أو يعد بالرشوة في القطاع الخاص بغرامة تعادل قيمة المنفعة التي قبلها (على ألا تقل الغرامة عن 5000 درهم)، ومصادرة المنفعة الفعلية التي قبلها، والسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات.

وقالت "ماري دوبوا"، وهي مهاجرة فرنسية تدرس ابنتها في مدرسة بدبي: "الأخلاقيات تشكل أهمية أساسية لأي مؤسسة تعليمية، ومن الضروري أن تكون هناك سياسات واضحة لمنع مثل هذه الحوادث. ونعتقد أن المدارس هنا تطبق بالفعل تدابير صارمة في هذا الصدد. وربما تشمل هذه التدابير التدقيق في إجراءات التصنيف، لضمان عدم وجود فرص للرشوة داخل النظام".

وأضافت أن "تعزيز ثقافة المساءلة، من خلال التدريب المنتظم للموظفين على النزاهة، يمكن أن يساعد في الحماية من أي سوء سلوك في المستقبل. كما يمكن أن تكون آلية الإبلاغ المجهولة مفيدة".