أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي مبادرة استشارية عامة لمعالجة جودة الهواء والتلوث الضوضائي في الإمارة. وتهدف المبادرة، التي تسعى إلى جمع آراء المجتمع حول السياسات واللوائح والاستراتيجيات، إلى تحسين صحة ونوعية حياة السكان من خلال معالجة القضايا المشتركة المتمثلة في جودة الهواء المحيط والداخلي والضوضاء والرائحة.
ويهدف مشروع الاستشارة، الذي يتضمن مسحاً موسعاً، إلى تقييم الوعي العام والتجارب والمخاوف بشأن تلوث الهواء والضوضاء. كما سيجمع المسح اقتراحات حول كيفية تحسين جودة الهواء وخفض مستويات الضوضاء في جميع أنحاء الإمارة.
وستتم عملية الاستشارة العامة في شكلين رئيسيين: استطلاع رأي عبر الإنترنت يتم إجراؤه على منصات التواصل الاجتماعي وسلسلة من جلسات التشاور المجتمعية الشخصية. والهدف من ذلك هو ضمان عملية مشاركة واسعة النطاق وشاملة، مما يمنح السكان الفرصة للتعبير عن آرائهم بشأن هذه القضايا الحرجة.
وأكدت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، على أهمية مشاركة الجمهور في صياغة سياسات بيئية فعّالة. وقالت الدكتورة الظاهري: "إن استشارة أفراد مجتمعنا أمر بالغ الأهمية لأن جودة الهواء تؤثر على صحة الأفراد ورفاهتهم وحياتهم اليومية. ومن خلال دمج آراء الجمهور، ستصبح السياسات البيئية في أبوظبي أكثر قوة وأكثر ملاءمة لمعالجة التحديات الحقيقية من منظور شامل.
"وهذا يؤدي إلى حلول أكثر فعالية وشاملة ومقبولة على نطاق واسع، ويدفع بشكل غير مباشر الكيانات الحكومية ذات الصلة إلى تبني الحلول المطلوبة لمعالجة التحديات والمخاوف العامة."
وتراقب هيئة البيئة - أبوظبي حاليًا جودة الهواء ومستويات الضوضاء في جميع أنحاء الإمارة من خلال أكثر من 20 محطة مراقبة، وتجمع أكثر من 4 ملايين نقطة بيانات سنويًا. وتساعد هذه البيانات الشاملة في إعلام قرارات السياسات والتخطيط. وأشار الدكتور الظاهري إلى أن التعاون مع مجلس أبوظبي للصحة العامة هو مثال رئيسي على كيفية عمل الهيئة مع الشركاء لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.
وأكد الدكتور أحمد الخزرجي، المدير العام بالإنابة لمركز أبوظبي للصحة العامة، على أهمية جودة الهواء على الصحة العامة، وخاصة بالنسبة للأفراد الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن. وقال: "جودة الهواء عامل حاسم يؤثر بشكل كبير على صحة الفرد. ولا تعمل هذه المبادرة على تعزيز الوعي المجتمعي فحسب، بل توفر أيضًا بيانات تساعد في تحديد مجالات التركيز الرئيسية لتحسين جودة الهواء والحد من الضوضاء".
وسيتم تحليل نتائج الاستطلاع من قبل فريق التشاور العام للسياسات في هيئة البيئة بأبوظبي، والذي سيستخدم البيانات لتحديد المخاوف المشتركة والاقتراحات ومجالات التحسين. سيتضمن التحليل تحليلاً موضوعيًا وتحليلاً للمشاعر لفهم وجهات نظر الجمهور بشكل أفضل وتحسين استراتيجيات الاتصال للمضي قدمًا. سيتم أيضًا مشاركة الملاحظات مع أصحاب المصلحة الحكوميين المعنيين لإبلاغ الإجراءات وضمان دمج المخاوف العامة في تطوير السياسات المستقبلية.
وتأمل هيئة البيئة – أبوظبي ومركز أبوظبي للصحة العامة أن يتمكنا من خلال إشراك السكان في هذا الحوار من تطوير سياسات أكثر استجابة لاحتياجات المجتمع وتوقعاته. وتشكل هذه المبادرة جزءًا من جهد أوسع نطاقًا لتحسين الاستدامة البيئية والصحة العامة في أبوظبي، بهدف خلق بيئة أكثر صحة وملائمة للعيش لجميع السكان.