أعلن مسؤول كبير عن هدف طموح لدولة الإمارات العربية المتحدة يتمثل في غرس مفاهيم الزراعة في "كل مدرسة وبيت" على امتداد ربوع الدولة، وفي إطار برنامج "ازرع الإمارات"، ستشجع السلطات المواطنين على زراعة أهم المحاصيل في منازلهم.
وفي تصريح لصحيفة "خليج تايمز"، أفاد محمد سعيد سلطان النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة، بأن الوزارة ستنظم سلسلة من الفعاليات التي تتيح لسكان الإمارات العربية المتحدة فرصة حضورها والتواصل مع المزارعين المحليين، بهدف التعرف على أنواع المحاصيل الغذائية المناسبة للزراعة المنزلية.
وسيتم تشجيع السكان على استغلال حدائقهم لزراعة تشكيلة متنوعة من الخضروات والفواكه. وقال النعيمي: "تتعدد أنواع الأشجار والفواكه والخضروات التي يمكن للمجتمع زراعتها في حدائق منازلهم، منها الليمون والمانجو والنبق والجوافة والتين، بالإضافة إلى الفاصوليا والبصل الأخضر والجرجير والبامية والخس والفجل، إلى جانب الأعشاب الطبية والعطرية كالريحان والنعناع والبقدونس والكزبرة والزعتر، مشيراً إلى أنه سيتلقى السكان تدريباً على اختيار النباتات المناسبة، وصيانة التربة، وفهم العوامل التي تؤثر على نمو نباتات الزينة، والنباتات الخارجية، ونباتات الظل.
وأكد النعيمي: "نسعى من خلال تشجيع زراعة المنتجات في المنازل إلى زيادة الوعي بأهمية الغذاء والحد من هدره. وتأتي هذه المبادرة في سياق التزامنا بتوسيع المساحات الخضراء في جميع أنحاء الإمارات".
وقد انطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة ببرنامج "ازرع الإمارات" هذا الشهر سعياً لتعزيز أمنها الغذائي.
خلال اللقاء التعريفي الذي جمع وزارة التغير المناخي والبيئة بالجهات المعنية، سلّط النعيمي الضوء على أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، والتي تشمل نقص المزارع الإنتاجية والعضوية، والافتقار إلى القوى العاملة المتخصصة، بالإضافة إلى ضعف جهود تسويق المنتجات المحلية.
وفي هذا الصدد، يهدف البرنامج الوطني إلى التغلب على هذه التحديات من خلال دعم المزارعين وتشجيع الابتكار، كما سيسعى إلى الترويج للمنتجات الزراعية المحلية عبر إطلاق الحملات والأسواق الموسمية والمعارض، بما في ذلك المهرجان والمنتدى العالمي.
وأضاف: " لطالما أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية بناء نظام غذائي مستدام يحقق الاكتفاء الذاتي. وبالرغم من مساحات الصحراء الشاسعة وقلة الأمطار، فإننا نُمثل منارة لما يمكن تحقيقه عند توظيف الإبداع والطموح والابتكار للتغلب على التحديات الزراعية".
ومن أبرز مبادرات برنامج "ازرع الإمارات" إنشاء المركز الوطني للزراعة. وفي هذا الصدد، قال النعيمي: "سيُعنى المركز بدعم المزارعين والمزارع المحلية لزيادة الإنتاج، وسيشمل ذلك مبادرات وبرامج استراتيجية تُركز على التخفيف من آثار تغيّر المناخ والتكيف معها، عبر تبني حلول ذكية للمناخ".
وسينظم المركز دورات تدريبية متخصصة تتيح فرصاً للتواصل وتبادل المعرفة والخبرات العملية.
وأشار إلى أن المركز سيُقدم الدعم الفني لمساعدة المُنتجين الزراعيين الوطنيين على زيادة الإنتاجية والقدرة التنافسية، إلى جانب توفير خدمات التدريب والاستشارات المتخصصة لتمكين المزارعين من التقنيات الزراعية الحديثة.
وسيُولي المركز أولوية للحلول المبتكرة بهدف تحسين إنتاجية المحاصيل، وخفض التكاليف، وتعزيز سلسلة التوريد. وتتمثل أهدافه للخمس سنوات القادمة (2025-2030) في: زيادة المزارع الإنتاجية بنسبة 20%، وتعزيز الزراعة العضوية بنسبة 25%، وتحقيق اعتماد الزراعة الذكية مناخياً بنسبة 30%، وتقليل النفايات الزراعية بنسبة 50%، وزيادة استخدام المنتجات الزراعية المحلية في قطاع الضيافة بنسبة 25%، وضمان حصول 85% من المزارع المحلية على شهادة الجودة.
سيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل حول المركز الوطني للزراعة، وإدارته، والمهام الموكلة إليه في العام المقبل.