يحتفل مترو دبي، حجر الأساس في شبكة النقل العام في المدينة، اليوم الاثنين الموافق 9 سبتمبر، بمرور 15 عاماً على تشغيله. ويصادف هذا الحدث مرور 15 عاماً بالضبط منذ أن افتتح حاكم دبي أول نظام مترو بدون سائق في المنطقة وأطول نظام مترو في العالم.
في ذلك اليوم التاريخي، التاسع من سبتمبر 2009، وبالضبط في الساعة التاسعة والدقيقة التاسعة والثانية التاسعة من مساء ذلك اليوم، استخدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بطاقة نول الأولى، معلناً رسمياً بدء تشغيل مترو دبي.
كان الحماس يغمر المكان. وكما ذكرت صحيفة خليج تايمز سابقاً، أضاءت الألعاب النارية وعروض الليزر السماء بينما تجمع الآلاف من الناس ليشهدوا الحدث التاريخي حيث استقل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مع كبار المسؤولين الحكوميين وكبار الشخصيات والصحفيين أول رحلة بالمترو من محطة مول الإمارات إلى محطة الراشدية على الخط الأحمر.
قام السكان بالتصفيق، وملأ شعور بالرضا والفخر الشديد قلوب الجميع عندما شهدوا التشغيل الافتتاحي للمترو، وهو الحدث الذي اعتقد الكثيرون أنه سيغير حياة المدينة ومناظرها الطبيعية للأفضل.
وفي الساعة 9:11 مساءً، صعد الشيخ محمد ومعه مئات من كبار الشخصيات ووسائل الإعلام إلى القطار. وكانت المحطة الأولى مركز دبي المالي العالمي، حيث ترجّل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ووضع عملة تذكارية ذهبية.
وانطلقت الألعاب النارية مجدداً بين محطتي المركز المالي وخالد بن الوليد. وفي محطة ميدان الاتحاد، وقع الشيخ محمد رسالة سرية موجهة إلى شباب الإمارات. وكانت الرسالة محفوظة في حاوية خاصة تفتح في وقت يحدده هو.
كما تضمنت محطات المترو الأخرى علامات تراثية، بما في ذلك قصيدة محفورة في محطة خالد بن الوليد (برجمان)؛ ولوحة فسيفسائية في محطة مطار دبي المبنى 3؛ ومنحوتة ليغو في محطة الراشدية.
وبعد ساعة وأربع دقائق من انطلاق رحلته الرسمية الأولى، وصل القطار إلى محطة الراشدية عند الساعة 10.15 مساءً.
وفي ختام الرحلة التاريخية، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إن مترو دبي "مصدر فخر واعتزاز لشعب الإمارات والشعوب العربية الشقيقة"، وأشاد بجهود ومثابرة هيئة الطرق والمواصلات "في تحقيق هذا الإنجاز الضخم الذي من شأنه أن يضيف قيمة إلى اقتصادنا الوطني ويعزز صناعة السياحة في بلادنا".
وأضاف مطر الطاير رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات: "إن المترو سيغير أنماط الحياة والتصورات، فقد حققنا في أربع سنوات ما لم تحققه سنغافورة وسويسرا في عشر سنوات مجتمعة".
وكانت عشر محطات من أصل 29 محطة على طول الخط الأحمر هي الأولى التي تم افتتاحها في ذلك الوقت. وقال الطاير إن سكان دبي كانوا في البداية يخشون ركوب المترو عندما بدأ تشغيله في سبتمبر 2009 بسبب عدم وجود سائق.
وبشأن تلك المخاوف، نفذ الطاير، الذي كان مسؤولاً عن المشروع، استراتيجية تقضي بوضع شخص أمام قطار المترو ليبدو وكأنه سائق. وكان هذا التكتيك جزءاً من جهد أوسع نطاقاً لبناء الثقة العامة في النظام الجديد.
في البداية، كان عدد الركاب قليل، حيث تراوحت الأعداد اليومية بين 20 ألفاً و 30 ألف راكب، وهو رقم بعيد كل البعد عن عدد الركاب اليومي الحالي الذي يبلغ نحو 730 ألف راكب.
والآن أصبح مترو دبي وسيلة النقل الأكثر شعبية في المدينة، فمنذ عام 2009، خدم مترو دبي نحو 2.4 مليار راكب عبر 4.3 مليون رحلة، عبر 53 محطة بأسطول يضم 129 قطاراً. كما حافظ على دقة مواعيده بنسبة 99.7%، متجاوزاً بذلك معايير السلامة العالمية بكفاءته التشغيلية الاستثنائية.
في 30 يونيو من هذا العام، أعلن المجلس التنفيذي لدبي عن خطط لتوسيع مترو دبي إلى 96 محطة (بطول 140 كيلومتراً) بحلول عام 2030، مع خطط لإضافة 140 محطة (بطول 228 كيلومتراً) بحلول عام 2040. ويهدف توسع مترو دبي على مدى السنوات القادمة إلى زيادة حصة النقل العام في جميع أنحاء الإمارة إلى 45 في المائة، وخفض انبعاثات الكربون إلى 16 طناً للفرد، وتحسين كفاءة وراحة النقل المستدام، وفقاً لهيئة الطرق والمواصلات.