أعلن مسؤولون، أمس الاثنين، أن الإمارات العربية المتحدة تستعد لمواجهة ظواهر جوية قاسية مماثلة للأمطار الغزيرة التي شهدتها في أبريل الماضي، مع توقعات بزيادة كثافة هطول الأمطار بنسبة تتراوح بين 10 و20%، وارتفاع درجات الحرارة المتوسطة بمقدار 1.7 درجة مئوية في السنوات المقبلة.
وقال الدكتور محمد العبري، مدير إدارة الأرصاد الجوية في المركز الوطني للأرصاد الجوية، أن هذه التغيرات متوقعة على المدى القريب والبعيد.
كما شدد على ضرورة الاستعداد لمواجهة التغيرات المناخية الكبيرة المتوقعة في المستقبل، قائلاً: "نتوقع زيادة في معدلات هطول الأمطار خلال العقد المقبل، ويجب علينا إصدار التحذيرات اللازمة، بغض النظر عن دقة توقعاتنا".
جاءت هذه التصريحات خلال ندوة نظمتها شرطة دبي حول "إدارة الأزمات والكوارث الطبيعية"، حيث استعرض الدكتور العبري الآليات المُتبعة للتعامل مع الظروف الجوية غير الاعتيادية، مستشهداً بالأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد في أبريل الماضي.
وتحدث الدكتور العبري عن التوقعات في ظل سيناريو الانبعاثات المنخفضة، قائلاً: "بحلول نهاية القرن، ستشهد البلاد ارتفاعاً تدريجياً في متوسط درجات الحرارة السنوية، مما سيزيد من عدد الليالي التي تتخطى فيها درجات الحرارة الدنيا 30 درجة مئوية، وعدد الأيام التي تتجاوز فيها درجات الحرارة القصوى 40 درجة مئوية.".
ومن المتوقع أيضاً حدوث تغيرات في أنماط هطول الأمطار، مع توقع زيادة فعالية هطول الأمطار بنسبة 20%. وأكد الدكتور العبري على أهمية هذه التوقعات، قائلاً: "قد نشهد ارتفاعاً ملحوظاً في أعلى معدل هطول أمطار مُسجل في يوم واحد، بنسبة تتراوح بين 10% إلى 25% مقارنة بإحصاءات المناخ الحالية".
وتُعد البنية التحتية للأرصاد الجوية في دولة الإمارات العربية المتحدة ركيزة أساسية في جمع البيانات وتحليلها، حيث تضم 140 محطة أرصاد جوية برية وبحرية، و7 رادارات للطقس، بالإضافة إلى أنظمة مراقبة مُتطورة.
وذكر الدكتور العبري الأمطار الغزيرة الاستثنائية التي هطلت خلال الفترة من 14 إلى 17 أبريل، حيث تجاوزت بعض المناطق 100 ملم، مشيراً إلى أن أعلى كمية أمطار تم تسجيلها كانت 259 ملم في خطم الشكلة، بينما سجلت المرموم 219 ملم، وهي الأعلى في دبي.
وأكد مسؤولون أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة بأسرها ستتأثر بالأحداث المناخية المرتبطة بتغير المناخ خلال العقد المقبل.
شدد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، على خطورة التحديات التي يفرضها التغير المناخي، قائلاً: "إن التغير المناخي الذي يواجه عالمنا اليوم يُعد من أكبر التحديات التي تؤثر على الأفراد والمؤسسات والدول على حد سواء، حيث تُشكل الأمطار الغزيرة والفيضانات اختباراً حقيقياً لقدرتنا على التخطيط والاستجابة الفعالة للتخفيف من آثار الأزمات".
كما أكد على أن إدارة الأزمات تتجاوز مجرد الاستجابة الفورية للكوارث، موضحاً أن "الأمر يتطلب استراتيجيات شاملة تبدأ بالتخطيط المسبق، وتعزيز التعاون المجتمعي، والتركيز على إعادة التأهيل وإعادة البناء بشكل أفضل بعد انتهاء الأزمة".