تعرضت إحدى المقيمات في أبوظبي لعملية اختراق عبر حسابها على إنستغرام، بعد أن وقعت ضحية عرض استثماري وهمي بعملة البيتكوين، مما أدى إلى تعرض متابعيها للاحتيال وخسارة عشرات الآلاف من الدولارات.
وبدأت القصة عندما تلقت منى تميم، وهي مدربة إسعافات أولية من أصل فلسطيني كندي، رسالة على حسابها على الإننستغرام من شخص ادعى أنه شقيق صديق قديم لها، كان قد انتقل إلى لندن قبل سنوات.
وقالت تميم، مسترجعة تفاصيل الواقعة: "حاول إقناعي بالاستثمار في عملة البيتكوين، وقال إنه سيفتح لي حساباً وسيرسل لي رمزاً على هاتفي عليّ مشاركته معه".
وأضافت: "شاركت الرمز معه عبر الإنستغرام، وفجأةً تم حظر حسابي. اتصلت بشقيقة صديقي وسألتها عما يحدث، فأخبرتني أن شقيقها تعرض للاختراق أيضاً".
ولحسن الحظ، نجت تميم من هذا الاحتيال ولم تُسرق أموالها، لكن العديد من متابعيها لم يحالفهم الحظ نفسه وتعرضوا لخسائر مالية فادحة.
وتابعت قائلة: "استيقظت في اليوم التالي على عشرات الرسائل تحاصرني بأسئلة عن استثماري وكيف فزت بمئة ألف درهم!"
كان القراصنة يُغرون متابعيها بصور مزيفة لعملات ذهبية وأموال "تطير في الهواء"، مرفقة بتشويقات مثل "منى فازت بهذا المبلغ، هل تريد الفوز أيضاً؟"
وعلى الرغم من محاولات تميم المستميتة لاستعادة حسابها على مدار أسبوعين، إلا أن المخترق نجح في إيقاع ثلاثة ضحايا في فخه، حيث دفع كل منهم مبلغاً تجاوز 10 آلاف درهم.
وقالت منى تميم: "اتصلت بي إحدى مُتابعاتي، وهي موظفة مصرفية في دبي، وقد انهارت باكية، شاكية من أنها خسرت 30 ألف دولار بعد أن أرسلت لها رسالة عبر إنستغرام أشجعها فيها على الاستثمار مع إحدى الوكالات لتحقيق أرباح مثلي. بل إنها طالبتني بإعادة الأموال التي خسرتها!"
ولم تكن تلك الضحية الوحيدة، فقد تواصلت معها ضحية أخرى من المملكة العربية السعودية، وكشفت لها أنها اقترضت بطاقة ائتمان زوجها دون علمه لدفع ألفي دولار للمحتالين.
وأضافت تميم: "بدأت أتلقى سيلاً من المكالمات من أصدقاء أصدقائي الذين لم أرهم منذ سنوات. أخبرتني إحداهن، وكانت عاطلة عن العمل آنذاك، أنها تشاجرت مع شقيقتها الكبرى لتقرضها بعض المال حتى تتمكن من دفع حوالي 30 ألف درهم للمحتالين"
وتابعت: "لم تكن تعلم أنها وقعت ضحية احتيال، واتصلت بي بينما كنت أتدرب في صالة الألعاب الرياضية، وطلبت النصيحة للفوز مثلي. وعندما أخبرتها أنها خدعة، شعرت بالصدمة".
وفي نهاية المطاف، وجدت تميم حلاً لإغلاق حسابها مقابل دفع 500 درهم لخبير تكنولوجيا معلومات في دبي.
وقالت: "لقد أرسلت رسائل عديدة إلى إدارة إنستغرام، ولكنهم لم يردوا. كنتُ أُمني النفس باستعادة حسابي من قبل المخترق، لأتمكن من الحفاظ على متابعي. لكن سرعان ما أدركت فداحة الضرر الذي لحق بالكثيرين، وأن العديد من الناس يخسرون مدخراتهم بسبب حسابي المخترق، فقررت إغلاقه بأي ثمن."
وبعد فتح حساب جديد، أكدت تميم أنها تعلمت الدرس ولن تقبل بعد الآن رسائل أو طلبات متابعة من غرباء.
وأضافت: "لن أفتح أي روابط من أرقام غريبة على الواتساب أيضاً".
قال المقدم علي النعيمي، مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في شرطة أبوظبي، إن حالات استيلاء المحتالين على حسابات الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي لاستدراج أصدقائهم شائعة جداً.
وقال: "هذا ما يسمى بالهندسة الاجتماعية. إنهم يحاولون خداعك للحصول على اسم المستخدم وكلمة المرور الخاصين بك، بحجة التسجيل في نوع من اليانصيب أو الاستثمار، ليتمكنوا من الاستيلاء على حسابك واستخدامه لخداع متابعيك، مستغلين ثقتهم بك."
لا يعتمد المحتالون دائماً على اختراق الحسابات بشكل مباشر لتنفيذ مخططاتهم، ففي بعض الأحيان يلجؤون إلى سرقة الهوية.
وأوضح: "قد يقومون بإنشاء صفحة ويب مزيفة تشبه صفحة إنستغرام، حيث يُطلب منك إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور الخاصين بك. وبمجرد إدخال هذه المعلومات، يصبح بإمكانهم الوصول إلى حسابك دون الحاجة إلى اختراقه، فأنت قدمت لهم المفتاح بمحض إرادتك. وبهذا، يمكنهم بسهولة انتحال شخصيتك والتواصل مع أصدقائك بثقة".