هناك اتجاه جديد يكتسب شعبية: يتم تسويق أجهزة التبخير القابلة للاستنشاق باعتبارها مساعدات للنوم. تزعم هذه الأجهزة أنها تساعد المستخدمين على الاسترخاء وتحسين جودة النوم وتعزيز التركيز. تتميز بنكهات غنية بالمكونات الطبيعية مثل الميلاتونين والخزامى والبابونج. ومع نمو هذا الاتجاه، يحذر الخبراء المستهلكين من المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بهذه المنتجات.
وتبلغ تكلفة هذه الموزعات التي تستخدم لمرة واحدة، والتي تتخذ شكل أقلام، حوالي 70 درهماً إماراتياً وهي مصممة لتوفير ما يقرب من 400 إلى 600 استنشاق، وتستمر لمدة شهر تقريباً. وقد تمت مناقشة طرق الاستخدام المختلفة على مواقع الانترنت التي تروج لهذه المنتجات أو شاركها المستهلكون على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن للمستخدمين الاستنشاق مباشرة من خلال الفم أو استنشاق الرذاذ الذي يطلقه الموزع.
تم تصميم أجهزة التبخير للمساعدة على النوم (الميلاتونين، اللافندر، البابونج)، والاسترخاء (الأشواغاندا، اللافندر، الياسمين)، والتركيز (المنشطات الذهنية، النعناع الطبيعي، فيتامين ب 12)، والطاقة (الكافيين، المانجو، فيتامين ب 12).
يزعم المصنعون أن هذه المنتجات خالية من المخاطر بنسبة 100% بسبب مكوناتها الطبيعية. ومع ذلك، صرح الدكتور محمد هاريس، أخصائي أمراض الرئة في ميديكير الشارقة: "من الصعب تحديد ما إذا كانت آمنة في غياب الدراسات السريرية الكافية. وإذا لزم الأمر، فإن أقراص الميلاتونين هي خيار أكثر أماناً للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و65 عاماً. ومع ذلك، يجب على المرء دائماً استشارة الطبيب قبل البدء في تناول أي مكمل جديد".
وأوضح الدكتور هاريس أنه من الصعب تقييم فعالية تبخير الميلاتونين بسبب عدم كفاية التجارب السريرية. وأضاف: "نحن نفتقر إلى فهم تأثيرات الشكل المستنشق، والتركيزات المطلوبة للنوم الكافي، والسمية المحتملة". وأضاف: "من الصعب اعتباره آمناً. الحبوب هي خيارات أكثر أماناً ولكن يجب تناولها فقط بعد استشارة الطبيب".
لا تحتوي هذه الأجهزة العصرية على النيكوتين أو ثنائي الأسيتيل أو أسيتات فيتامين إي، والتي يمكن أن تعطل أنماط النوم وجودته، مما قد يؤدي إلى الأرق ومشاكل الجهاز التنفسي. وأوضح الدكتور هاريس: "هناك اعتقاد خاطئ شائع بأن التدخين الإلكتروني لا يساهم في مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD). ومع ذلك، فإنه يمكن أن يزيد من انتشار وشدة الربو". وأضاف: "بشكل عام، يؤثر التدخين الإلكتروني سلباً على صحة الشخص بعدة طرق. بالإضافة إلى تأثيره على صحة الرئة، فإنه له أيضاً آثار جانبية على القلب والأوعية الدموية".
وأكد الدكتور محمد أسلم، أخصائي أمراض الرئة في مستشفى إنترناشيونال مودرن في دبي، أنه على الرغم من تسويق هذه المنتجات على أنها آمنة وخالية من النيكوتين ورباعي هيدروكانابينول وكانابيديول، إلا أنها لا تزال تشكل مخاطر كبيرة، وخاصة بالنسبة للأفراد الذين يعانون من حالات تنفسية سابقة. يمكن أن يؤدي استنشاق الزيوت العطرية المهدرجة إلى زيادة التهاب مجرى الهواء وتضيق القصبات الهوائية، مما قد يؤدي إلى حدوث نوبات الربو أو تفاقم حالات الرئة المزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن.
وأضاف أن "حتى الأفراد الأصحاء يمكن أن يعانوا من ضعف جودة الهواء الداخلي بسبب التعرض لفترات طويلة للمركبات العضوية المتطايرة (VOCs) التي يتم إطلاقها أثناء التبخير، والتي قد تهيج الجهاز التنفسي بمرور الوقت".
وأوضح الطبيب أن بعض الزيوت العطرية عند تحويلها إلى رذاذ يمكن أن تعمل كمهيجات أو مسببات للحساسية، ما يؤدي إلى أعراض مثل السعال، أو الصفير، أو حتى تفاعلات فرط الحساسية.
وأوضح أنه "على الرغم من أن المنتج مصمم للاستخدام دون استنشاق عميق، فإن أي رذاذ أو مادة متبخرة تدخل إلى مجرى الهواء يمكن أن تشكل مخاطر إذا تم استنشاقها بشكل متكرر أو لفترات طويلة".
ونصح الطبيب المستهلكين بإدراك هذه المخاطر واستخدام مثل هذه المنتجات بحذر، خاصة في الأماكن المغلقة أو سيئة التهوية، كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز التنفسي تجنب استخدامها تماماً.