رحلة تراثية تاريخية في معرض الشارقة للكتاب 
الإمارات

إحياء التراث الثقافي العربي في "الشارقة للكتاب"

صحف وكتب قديمة تمثل كنزاً ثميناً لمن يرغبون في القيام برحلة عبر الذاكرة

وعد بركات, نسرين عبدالله

سيتاح لزوار الدورة الثالثة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام تصفح وشراء الكتب القديمة والصحف والقصص المصورة وأسطوانات الفينيل في جناح مؤسسة الأرشيف العربي للتراث؛ من القواميس المكتوبة في ثلاثينيات القرن العشرين إلى الصحف والمجلات من الخمسينيات والستينيات، تحتوي المؤسسة على مواد من جميع أنحاء العالم العربي.

بالنسبة لمحمد الصادق، الذي يرأس المؤسسة، فإن عمله لا يقتصر على بيع المقتنيات. يقول: "هذه المهنة مهمة للغاية وتتطلب أن يكون لديك شغف عميق بالثقافة. الأمر لا يتعلق فقط ببيع الكتب؛ بل بربط الناس بتراثهم. أعتقد أن كل قطعة ورق أو منشور قديم لها قيمتها الفريدة وقصتها الخاصة التي تحكيها".

سواءً تحدثنا عن قصص ماجد المصورة أو الأعداد من مجلة تايم أو الصحف التي تتناول الأيام التي شهدت تطورات مهمة في العالم العربي، يشكل هذا المعرض كنزاً ثميناً لمن يرغبون في العودة بالذاكرة إلى الماضي، حيث تملأ الكتب الأرفف ويُرحب بالزوار لتصفحها أو شرائها.

الآن في الستينيات من عمره، تتمثل مهمة محمد في "الحفاظ على الذاكرة الثقافية للمنطقة العربية" من خلال جمع الكتب والمجلات والصحف والصور القديمة التي تعكس التاريخ الغني للمنطقة. وعلى الرغم من أن المؤسسة نفسها تأسست في عام 2018، إلا أن عملها بدأ منذ عدة عقود. وقال: "تمتد مشاركة عائلتي في هذا المجال لأكثر من 120 عاماً". "وضع جدي حجر الأساس لهذا العمل، وقد أسسنا سمعة طيبة لمساهماتنا الثقافية في مصر. لطالما كنا باعة كتب، وهي مهنة عريقة مرتبطة بالتقاليد، حيث نجمع مواد متطورة مثل الأدب والتاريخ والفلسفة والإصدارات العلمية النادرة. أنا أريد أن أواصل هذا الإرث الغني".

المجموعة

يجمع محمد المواد اللازمة للمؤسسة من خلال إجراء عمليات بحث وجمع التبرعات من الأفراد الراغبين في الحفاظ على تراث عائلاتهم. وقال: "اشتهر اسم عائلتنا بحماية التراث، وأنا فخور بترميم العناصر التالفة لتبقى للأجيال القادمة". "لذلك يأتي لي الكثير من الناس بأنفسهم ويتبرعون لي بالأشياء التي يريدون الحفاظ عليها. أنا ممتن لثقتهم بي".

وعلى وجه التحديد، يسعى إلى اقتناء "الأعداد الأولى من المجلات" لأنها تحمل قيمة خاصة لهواة الجمع. ويقول: "غالباً ما تمثل هذه الإصدارات بداية محادثات ثقافية هامة ومحطات بارزة في تاريخنا".

وقال إنه يعمل بجد لضمان ترميم العناصر التالفة. وأضاف: "على سبيل المثال، أقوم بإصلاح الصفحات الممزقة، وتجليد الكتب، واستخدام مواد واقية مثل السيلوفان لضمان طول عمرها. هدفي هو الحفاظ على هذه الكنوز في حالة ممتازة للأجيال القادمة".

مثلما يحرص محمد على مواصلة إرث أجداده، فهو حريص على إشراك عائلته في العمل. وقد جاء إلى المعرض برفقة عائلته وأطفاله، بما في ذلك ابنه الذي يبلغ من العمر سنة ونصف. وقال: "آمل أن أغرس حب الثقافة والتراث في أطفالي، تماماً كما فعلت عائلتي معي". وأضاف: "من خلال إشراكهم في هذا العمل، أهدف إلى ضمان استمرار رسالة الحفاظ على تاريخنا. إن هدفي هو جعل هذه الموارد في متناول الجميع، وخاصة للطلاب، مما يسمح لهم بالتعرف على تاريخهم بشكل مباشر".

السجن 20 عاماً لمحتال انتحل صفة ديبلوماسي إماراتي لسرقة الملايين

شاحنة تصطدم بـ7 مركبات في أبوظبي بسبب تشتت الانتباه

تمديد مواعيد مترو دبي الأحد لمواكبة الفعاليات الرياضية

دبي: تطوير شارع الجمايل بجسور جديدة وتوسعة لتحسين المرور

الإمارات: تذبذب أسعار الأسماك يثير قلق البائعين والمستهلكين