يختار العديد من المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل متزايد السفر بمفردهم إلى وجهات شهيرة، بهدف اكتشاف الذات والاستمتاع بحرية استكشاف الأماكن بالسرعة التي تناسبهم، بالإضافة إلى تعلم كيفية أن يصبحوا أكثر استقلالية وقدرة على التكيف.
سواء كانوا يبحثون عن المغامرة أو الاسترخاء أو التجارب الثقافية، فإن هؤلاء المسافرين ينجذبون إلى الأماكن النابضة بالحياة التي تقدم تجارب لا تُنسى بعيدًا عن المنزل.
اختار عدنان، وهو مسؤول تنفيذي في مجال تكنولوجيا المعلومات يعمل في دبي، السفر بمفرده بسبب الحرية التي يوفرها ذلك. وقال لصحيفة خليج تايمز : "أحب إنشاء مسار رحلتي دون الحاجة إلى تعديله وفقًا لرغبات أي شخص آخر. تتيح لي هذه المرونة الاستكشاف بالسرعة التي تناسبني واتخاذ قرارات عفوية على طول الطريق".
بفضل تاريخ سفره الذي يشمل سبع دول هي رومانيا وكازاخستان وتركيا وجورجيا وأذربيجان وفيتنام وتايلاند، زار عدنان بعض الوجهات عدة مرات، وخاصة جورجيا وكازاخستان، والتي وجدها خلابة.
تعد جورجيا وأذربيجان من أفضل وجهات السفر بالنسبة له نظرًا لقربهما من دبي وأوقات الرحلات القصيرة. ويخطط لاستكشاف المزيد من الدول الأوروبية في المستقبل.
عادة ما يأخذ عدنان إجازة لمدة 10 أيام للسفر، ويقضي أسبوعًا في معظم الأماكن. وعادة ما يستغل العطلات السنوية أو الرسمية للسفر إلى الخارج.
ومع ذلك، يمكن تمديد الرحلات إذا وجد خيارات متاحة لأطعمة مفضلة لديه. فهو يستمتع بتذوق مختلف المأكولات الآسيوية والأوروبية الحلال، فضلاً عن التقاط اللحظات الجميلة من خلال التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو.
وفيما يتعلق بالتكاليف، أشار إلى أن السفر الفردي قد يختلف بشكل كبير في السعر بناءً على التخطيط والمدة. وتتمثل النفقات الرئيسية في الطعام والسفر والتسوق. وأعرب عدنان عن تقديره لتوفر شركات الطيران منخفضة التكلفة في الإمارات العربية المتحدة، مما يجعل الرحلات أكثر بأسعار معقولة.
وبالنسبة لرحلاته، يرى أن جورجيا وأذربيجان هما الخياران الأرخص بحوالي 3000 درهم، في حين أن فيتنام وتايلاند قد تكونان أكثر تكلفة، حيث تتراوح التكلفة بين 6000 و8000 درهم لرحلة مدتها أسبوع. وأضاف أن الرحلات إلى بعض الدول الأوروبية تصل تكلفتها إلى 15000 درهم.
قال ثابو، وهو شاب يبلغ من العمر 25 عامًا من جنوب إفريقيا ويقيم في دبي: "بصفتي مسافرًا منفردًا، أقدر الحرية في الاستكشاف بالسرعة التي تناسبني. أحب الانغماس في ثقافات مختلفة واكتشاف الجواهر المخفية. مع الرحلات إلى أماكن مثل تايلاند والمغرب والبرتغال، أستمتع بإثارة المغامرات العفوية".
وبالنسبة للميزانية، أشار تابو إلى أن السفر بمفرده قد يختلف بشكل كبير. وكانت أرخص رحلة له إلى المغرب مقابل حوالي 3500 درهم، في حين بلغت تكلفة أسبوعه في تايلاند حوالي 8000 درهم. وقال: "غالبًا ما أخطط لرحلاتي خلال العطلات الرسمية، مما يسمح لي بتعظيم وقت سفري دون أخذ الكثير من أيام الإجازة من العمل".
بالنسبة لجيمس وارد، وهو متخصص في تكنولوجيا المعلومات يبلغ من العمر 30 عاماً من المملكة المتحدة ويعيش في دبي منذ ما يقرب من عامين، فهو يحب الحرية التي تأتي مع جواز سفره البريطاني.
"بعد أن زرت 15 دولة، من اليابان إلى البرازيل، أستمتع بالمغامرات التي خضتها بمفردي. ولكنني أشعر أن سفري بمفردي سيتوقف عند سن الخامسة عشرة - قريبًا، سأتزوج، وأتطلع إلى استكشاف العالم مع شريكي وخلق ذكريات جديدة معًا."
تحدث سينيل راج، وهو مسؤول تسويق مقيم في دبي، عن شغفه بالسفر الفردي، مسلطًا الضوء على الحرية والفرص التي يوفرها لاكتشاف الذات.
وقال "السفر بمفردي يتيح لي تحديد وتيرتي الخاصة والتركيز على ما أستمتع به أكثر - سواء كان ذلك قضاء وقت إضافي في متحف أو استكشاف المواقع المحلية".
بالنسبة لراج، فإن السفر الفردي لا يوفر السعادة فحسب، بل يعزز أيضًا النمو الشخصي، مما يدفعه إلى أن يصبح أكثر استقلالية وقدرة على التكيف.
بعد أن سافر بمفرده إلى العديد من البلدان بما في ذلك الصين وجورجيا وعمان، فإن وجهاته المفضلة هي جورجيا والصين. وهو يستعد حاليًا لمغامرة قادمة إلى إسبانيا.
ولكي يتمكن من القيام برحلاته، يأخذ راج 14 يوم إجازة كل عام، ويقضي عادة أسبوعاً في الخارج في كل رحلة. وأكد على أهمية التخطيط المسبق، والتأكد من إدارة مسؤوليات عمله قبل مغادرته.
وأوضح قائلاً: "أتواصل مع العملاء بشأن خططي في وقت مبكر وأقوم بتعديل المواعيد النهائية حسب الحاجة، مما يسمح لي بالسفر دون تعطيل العمل".
يستمتع راج بالانغماس في الثقافات المحلية من خلال استكشاف المواقع التاريخية وتجربة المأكولات الإقليمية والمشاركة في المغامرات الخارجية. وأضاف: "هناك دائمًا شيء جديد لاكتشافه، سواء كان سوقًا محليًا أو محادثة مع زملاء المسافرين"، مشيرًا إلى أنه نادرًا ما يشعر بالملل أثناء السفر بمفرده.
فيما يتعلق بالتكاليف، ذكر راج أن السفر الفردي قد يكون إما رخيصًا أو مكلفًا، حسب التخطيط. "يميل الأمر إلى أن يكون أكثر تكلفة من السفر الجماعي لأنك لا تستطيع تقاسم التكاليف، ولكن هناك طرق للتوفير، مثل الإقامة في بيوت الشباب أو تناول الطعام في الأسواق المحلية". كانت أرخص رحلة له إلى جورجيا، حيث حافظ على انخفاض النفقات، بينما كانت أغلى رحلة له إلى الصين، حيث أنفق بسخاء على التجارب.
ويوضح أن تكاليف السفر تختلف بشكل كبير، حيث تشمل الرحلات الجوية والإقامة والأنشطة. على سبيل المثال، تضمنت رحلته إلى جورجيا رحلة ذهاب وعودة بتكلفة 1000 درهم، وإقامة لمدة خمس ليالٍ بقيمة 750 درهمًا، ونفقات طعام تتراوح بين 600 إلى 1000 درهم. وعلى النقيض من ذلك، تضمنت رحلته إلى الصين رحلة ذهاب وعودة بتكلفة 3000 درهم وتكاليف إقامة بقيمة 1400 درهم.
وأكد راج على التجارب الفريدة التي تأتي مع السفر الفردي. وقال: "إن كونك بمفردك يجعلك أكثر سهولة في التعامل، مما يؤدي إلى اتصالات عفوية تعمق فهمك للثقافة". وبالنسبة له، فإن السفر الفردي ليس مجرد رحلة؛ بل هو تجربة قيمة ومثمرة.
وفي الوقت نفسه، شارك عبد الله أبو بكر، المدير العام لمنتجع نوفا المالديف، أفكاره حول جاذبية جزر المالديف للمسافرين المنفردين. وقال: "ينجذب المسافرون المنفردون إلى جزر المالديف للاستمتاع بتجارب شاملة ومفعمة بالحيوية مصممة لإثارة الفرح والتواصل والشعور بالمجتمع".
ويأتي العديد من الزوار للاسترخاء والاستمتاع بلحظات من الهدوء وسط المناظر الخلابة للمحيط الهندي، في حين يسعى آخرون إلى رحلات اكتشاف الذات، والاستفادة من عروض العافية التي تعمل على تجديد شباب الجسم والعقل.
فيما يتعلق بالأنشطة، ينجذب المسافرون المنفردون من الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى بشكل خاص إلى المنتجعات الصحية الفاخرة وتجارب تناول الطعام الفاخرة. كما ينخرط العديد منهم في مغامرات مائية مثيرة، حيث تعد رحلات الغوص والتزلج على الماء من الخيارات الشعبية. وإلى جانب هذه المغامرات، يستكشفون إبداعاتهم من خلال ورش العمل الفنية ويكتشفون النكهات المحلية في دروس الطبخ المالديفية (الديفيهية).
كما تحدث مأمون حميدان، الرئيس التنفيذي للأعمال في ويجو، عن تفضيلات المسافرين المنفردين من ذوي الميزانية المحدودة في الإمارات العربية المتحدة. وقال لصحيفة خليج تايمز : "تسلط بياناتنا الضوء على الهند ومصر وباكستان والمملكة العربية السعودية والفلبين والأردن كوجهات رئيسية لهؤلاء المسافرين".
وقال حميدان إن المسافرين المنفردين عادة ما يختارون الرحلات القصيرة التي تستمر من يوم إلى ثلاثة أيام، بمتوسط إنفاق يبلغ نحو 1000 درهم.
وأشار إلى أن "هؤلاء المسافرين يبحثون عن وجهات مريحة وبأسعار معقولة، وهذه الوجهات توفر المزيج المثالي من الثقافة والمغامرة والقيمة".