استناداً إلى أحدث دراسة أجرتها " هوستنغ أدفايس" HostingAdvice حول سلوكيات التسوق عبر الإنترنت لأبناء جيل ألفا، يتضح أن أكثر من 63% من أطفال هذا الجيل يطلبون من والديهم شراء منتجات الموضة والجمال ومستحضرات التجميل التي يصادفونها على الإنترنت.
كما أظهرت دراسة مقدم خدمة الاستضافة أن نحو 70.4% من الآباء والأمهات الذين تتراوح أعمار أطفالهم بين 7 و14 عاماً يتلقون هذه الطلبات على الأقل أسبوعياً، في حين يواجه 28% من الآباء طلبات يومية من أطفالهم.
وأبرزت الدراسة الاهتمام الكبير بالعناية بالبشرة ومستحضرات التجميل منذ سن مبكرة، حيث يسعى 37% من أطفال جيل ألفا ليصبحوا مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
نايا، شقيقة زين أسامة، التي تبلغ من العمر تسع سنوات وتعيش في الإمارات العربية المتحدة، مولعة بالمكياج والعناية بالبشرة والعطور. تراقب والدتها وشقيقتيها الأكبر سناً وهم يستخدمون هذه المنتجات.
"نحاول عدم تشجيع هوسها، خاصة أنها لا تزال في التاسعة من عمرها. ومع ذلك، تستخدم أحياناً منتجاتنا أو حتى منتجات والدتي. نحاول السيطرة على الوضع وتقليل الاستخدام إلى منتجات أكثر أماناً وأساسية، كالمواد الطبية. لكنها، مع ذلك، تحب كل هذه الأشياء."
وأضافت زين: "أعتقد أن حبها لبعض المنتجات يعود إلى كونها في متناول الجميع وتناسب ميزانيتها. كما أنها تتابع العديد من القنوات العائلية على يوتيوب، مما يؤثر عليها بلا شك. وبحكم ممارستها للجمباز، فهي تفضل الأسلوب الرياضي. ومن المحتمل أن تؤثر تحديات المكياج التي تشاهدها على تلك القنوات في اختياراتها للأزياء أيضاً."
وأوضحت أن الأسرة تهدف إلى منح نايا المساحة لاستكشاف هويتها مع تقديم التوجيه أيضاً عند الضرورة، خاصة فيما يتعلق بالآثار السلبية المحتملة لاستخدام مكونات العناية بالبشرة والشعر المصممة لعلاج البشرة الناضجة.
وأضافت الفنانة البالغة من العمر 23 عاماً: "في الآونة الأخيرة، أصبحت مهتمة حقاً بتسريحة الكعكة الأنيقة، باستخدام الجل لتسوية شعرها للخلف. إنها تحب المظهر، لكننا نحاول أن نشرح لها أنه قد لا يكون الأفضل لشعرها على المدى الطويل".
وفي الوقت نفسه، ومع تزايد الوقت الذي يقضيه الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات عبر الإنترنت، أشار 65% من الآباء إلى أنهم زادوا إنفاقهم على أطفالهم، وفقاً لاحصائيات.
قالت أفرين إقبال: "ابنة أختي ميرين، التي تبلغ من العمر 14 عاماً، تحب استخدام العلامات التجارية الكورية. بينما كنا نميل في جيلنا إلى أحمر الشفاه، تفضل هي الألوان غير اللامعة التي تمنحها توهجاً طبيعياً دون المظهر التقليدي. تدخر المال لشراء المكياج وتطلبه غالباً كهدية عيد ميلاد. تتابع الممثلات ونجمات البوب الكوري عبر الإنترنت، وتتابع العلامات التجارية والإكسسوارات التي يروجون لها، بما في ذلك حقائب اليد. أذكر أن والدتها أنفقت 850 درهماً إماراتياً على قصة شعر وإضاءة في عيد ميلادها الأخير."
وأضافت: "تؤثر الممثلات الهنديات مثل كاترينا كيف وغيرها من المشاهير أيضاً على الأطفال الآسيويين هنا. فعلى سبيل المثال، كان لتعاون كاترينا مع هدى بيوتي تأثير كبير، خاصة في دبي حيث تحظى بشعبية واسعة. بعد رؤية الحملة، طلبت ابنة أختي أحمر الشفاه الخاص بكاترينا كيف، وبدأت تبحث عبر الإنترنت لطلبه."
وأشار الخبراء إلى أن التسوق متاح لأي شخص يمتلك جهازاً، ويعتمد على تكتيكات تسويقية مستمرة وجذابة للغاية، مما يخلق دائرة مفرغة من الرغبة المتجددة في المزيد.
قال كريستيان دي لوبر، خبير تكنولوجيا المستهلك في "هوستنغ أدفايس" HostingAdvice: "العلاج بالتسوق أمر حقيقي، وقد انتقل إلى العالم الرقمي. لم يكن الأطفال والمراهقون في يوم من الأيام محصنين ضد جاذبية الإعلانات، ولكن في عالم الإنترنت، تصبح الرغبة في الحصول على أشياء جديدة قوية للغاية، بغض النظر عن أعمارنا. ومع ذلك، فقد تفاقم هذا بالتأكيد بسبب الإعلانات على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك."
وأكد خبراء الصحة أن منتجات التجميل والأزياء بالنسبة لجيل ألفا لم تعد مجرد سلع بل أصبحت رموزاً للانتماء والهوية.
إنها في كثير من الأحيان عبارة عن امتداد لنفس أنماط تحقيق وتقدير الذات التي قد يقوم بها أو يشجعها الآباء من جيل الألفية دون وعي، والذين عانى الكثير منهم من تحقيق ذاتهم الخارجية للمجتمع.
قال "جيريش هيمناني"، مدرب الحياة المقيم في دبي: "باعتبار جيل ألفا من مواطني وسائل التواصل الاجتماعي، فلا عجب أن أكثر من 63% منهم يتجهون الآن لشراء منتجات الموضة والجمال والمكياج التي يشاهدونها على الإنترنت. إذ تلعب منصات التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك، دوراً جوهرياً في تشكيل أذواقهم وصورتهم الذاتية. لقد نشؤوا في بيئة تشجع على المشاركة والتأثير، مما يجعلهم يتفاعلون بقوة مع المحتوى البصري والطموح الذي يقدمه المؤثرون والأقران، لتصبح الجمال والموضة رموزاً يسعون لتحقيقها."
وأضاف: "لقد لاحظت في ممارستي اتجاهاً واضحاً بين الآباء، خصوصاً الذين لديهم بنات صغيرات، للتعبير عن قلقهم حيال هذا الهوس. يشعر الكثير من الآباء بعدم الراحة وهم يرون أطفالهم، الذين لا يزالون في سن صغيرة، ينجذبون بشكل مفرط نحو الجماليات واتجاهات الاستهلاك."