يختار بعض الأزواج الاحتفال بزفافهم على متن السفن السياحية، حيث ينفقون مبالغ تبدأ من 3 ملايين درهم، وفقاً لخبراء يشيرون إلى أن هذا أصبح خياراً مفضلاً للعائلات ذات الثروات الكبيرة في الدولة.

قال "نارش راوال"، نائب الرئيس الأول للمبيعات والتسويق في شركة "ريزورتس وورلد كروزس": "في الشهر الماضي، استضفنا حفل زفاف ابنة أحد رجال الصناعة الهنود هنا في الإمارات العربية المتحدة. كان لديهم أكثر من 1000 ضيف واستأجروا السفينة السياحية بأكملها لهذا الحدث، حيث أحضروا العديد من المشاهير لتقديم عروضهم خلال الحفل".

وبحسب المدير العام لشركة السياحة "هوليداي ماكرز"، "سفير محمود"، فإن تكلفة حفل الزفاف على متن سفينة سياحية قد تصل إلى نحو 3 ملايين درهم. وأضاف: "ستحتاج السفينة متوسطة الحجم إلى 1500 شخص على الأقل حتى يتم اعتبارها تأجيراً كاملاً للسفينة. وسيكلف هذا نحو 2000 درهم للشخص الواحد على أساس المشاركة المزدوجة، شاملة كل شيء. لذا، نحن نتحدث تقريباً عن نحو 3 ملايين درهم أو أكثر".

شهدت سياحة الرحلات البحرية ارتفاعاً سريعاً في الإمارات العربية المتحدة، مما أدى إلى زيادة الطلب على هذه الرحلات كوجهات لحفلات الزفاف. قال سمير حمادة، الرئيس التنفيذي لشركة إيلفيت دي أم سي: "تتضمن رحلات الزفاف البحرية عروض الزواج وشهر العسل، وتوفر حزمة كاملة في تجربة واحدة سلسة. يبحث الأزواج اليوم عن طرق فريدة للاحتفال بيومهم الخاص، وتوفر الرحلات البحرية مزيجاً من الرومانسية والفخامة والمغامرة".

الأسباب

قال سمير إن أحد الأسباب التي جعلت الرحلات البحرية تحظى بشعبية كبيرة لحفلات الزفاف هو القدرة على التخصيص. وأضاف: "من مراسم غروب الشمس الحميمية إلى الاحتفالات الكبرى على سطح السفينة، يمكن تخصيص كل التفاصيل، والاحتمالات لا حصر لها. ينجذب الأزواج إلى الحصرية، والخلفيات المذهلة، وراحة وجود كل شيء في مكان واحد - من المكان والتموين إلى الإقامة والترفيه."

وقال نارش إن هذا الأمر تم وضعه عندما استضافت السفينة السياحية الحفل الشهر الماضي. وقال: "لقد قمنا بتخصيص القائمة لتناسب رغبات الضيوف". "تم تأجيل وقت المغادرة المعتاد من الساعة 9 مساءً إلى منتصف الليل. كما تم تغيير جميع أوقات فتح وإغلاق مطاعمنا لتناسب احتياجاتهم. يمكن تخصيص كل شيء".

وبحسب سمير، فإن العائلات تختار أيضاً مدة الرحلة البحرية بناءً على عوامل محددة. وقال: "تزداد شعبية الرحلات البحرية القصيرة، التي تستمر عادةً من ثلاث إلى أربع ليالٍ، بين المسافرين لأول مرة والمسافرين من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وهي جذابة بشكل خاص لمجموعات الزفاف التي تبحث عن حدث لا يُنسى ولكن يمكن التحكم فيه. وعلى النقيض من ذلك، تحظى الرحلات البحرية الأطول بشعبية خاصة بين الجنسيات غير الخليجية، حيث تمتد حفلات الزفاف غالباً لتشمل إجازات شهر عسل. وغالباً ما يختار الأزواج الذين يفضلون هذه الرحلات الأطول مسارات تجمع بين وجهات متعددة."

حفلات أكثر حميمية

ومع ذلك، أضاف نارش أن بعض العائلات تختار إقامة حفلات الزفاف على متن السفن السياحية دون الحاجة إلى حجز السفينة بالكامل. وقال: "في الشهر المقبل، قمنا بحجز حفل يضم 300 ضيف. لقد حجزوا رحلة بحرية إلى عُمان، حيث سينزلون من السفينة لإقامة حفل الزفاف في مكان ذي أهمية دينية. وفي طريق العودة، سيحتفلون بحفل الزفاف على متن السفينة."

واتفق سمير على أن هذا هو الاتجاه الذي لاحظه أيضاً. وقال: "غالباً ما تحجز المجموعات عدة كبائن وتحدد أماكن معينة على متن السفينة ليوم الزفاف نفسه. هذا النهج فعال من حيث التكلفة، ولكنه لا يزال يوفر الفخامة والراحة المرتبطة بحفلات الزفاف على متن الرحلات البحرية. من خلال الانغماس في مسار الرحلة البحرية المنتظم مع حجز أماكن خاصة لحدثهم، يمكن للضيوف الاستمتاع مزيج مثالي من الاثنين - احتفال فاخر وتجارب غنية تقدمها الرحلة البحرية."