سلاح ذو حدين 
الإمارات

الإمارات: حظر وسائل التواصل الاجتماعي خطوة إيجابية لحماية الأطفال

من خلال تقييد الوصول إلى سنٍّ أكثر نضجاً فإننا نمنح مراهقينا فرصة لتطوير أساس أكثر صحة

نسرين عبدالله

مع استعداد أستراليا للحدّ من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المراهقين الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً، دارت مناقشات ومناظرات في العالم حول التشريع الرائد، سألت صحيفة خليج تايمز خبراء من الإمارات العربية المتحدة عما إذا كانت التدابير، مثل الحظر تثبط عزيمة الشباب بالفعل. وبينما أيّدَ بعضهم الحظر، قال آخرون: إنه قد يكون ضاراً بنموّ الأطفال.

قال "نيك هارت"، مدير مدرسة هورايزون الإنجليزية: "هذه ليست إجابة بنعم أو لا، فالمشكلة أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، ولكن على الرغم من ذلك، أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال أقرب إلى لا من نعم، لدينا بالفعل قيود عمرية على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن العديد من الأشخاص يتجاهلون هذه القيود دون عواقب، وحتى إذا تمكنا من منع الأطفال من إنشاء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، فربما لا نستطيع التحكم في العديد من الحالات التي يسمح فيها الآباء لأطفالهم باستخدام منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم على أجهزتهم".

نيك هارت

أعلنت الحكومة الأسترالية الأسبوع الماضي أنها ستضع حداً أقصى للعمر يبلغ 16 عاماً لبدء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتحمّل المنصات مسؤولية ضمان الامتثال.

قالت "آن جاكسون"، مدرّبة الحياة المقيمة في الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة شركة "ون لايف كوتشينغ" One Life Coaching، إنّ هذه الخطوة هي حاجة اليوم.

"وبوصفنا آباء، لا ينبغي لنا أن نترك أطفالنا مع إمكانية الوصول غير المقيّدة للمواد الضارّة أو القرارات المالية المحفوفة بالمخاطر، ونثق فقط في "محادثات التوعية" للحفاظ على سلامتهم"، كما قالت: "لذا لماذا نعتمد فقط على المحادثات حول مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما نترك المراهقين تحت رحمة المنصات المصمّمة لاستغلال انتباههم؟ لو تمّ إجراء بحث مكثّف حول تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تصبح راسخة في حياتنا، فربما كان من الممكن أن تكون هناك تدابير حماية أكثر في الوقت الحاضر".

وأضافت أنه مع "الأدلة المتزايدة والاستفادة من التجربة"، أصبح من الواضح أنه هناك حاجة إلى نهج مختلف تجاه وسائل التواصل الاجتماعي، وأعربت عن أملها في أن تكون خطوة أستراليا "خطوة أولى حاسمة نحو نهج أكثر صحة ووعياً تجاه الشباب والتكنولوجيا".

سيف ذو حدين

وبحسب سارة معماري، أخصائية علم النفس للأطفال والمراهقين من عيادة سيج، فإن وسائل التواصل الاجتماعي كانت بمثابة سلاح ذي حدّين، وقالت: "بالنسبة لبعض المراهقين، فإن مشاركة الإنجازات الشخصية عبر الإنترنت يمكن أن تجلب لهم الفخر والإثارة، ولكن إذا واجهوا تعليقات سلبية أو انتقادية، فقد يؤثر ذلك على ثقتهم وحماسهم".

"ومن ناحية أخرى، قد يجد المراهقون صعوبة في التواصل شخصياً مع مجتمعات داعمة على الإنترنت، وفي مثل هذه المواقف، يمكن للتفاعلات عبر الإنترنت أن تعزّز الصداقات وتقلّل من مشاعر العزلة."

سارة معماري

وقالت: إن الآباء يواجهون العديد من التحديات مع إدخال وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال إلى عالم خارج عن سيطرتهم، وفي كثير من الأحيان، خارج نطاق فهمهم الكامل. وأضافت: "غالباً ما يُقابَل تطبيق القيود بالمقاومة، خاصة عندما يزعم الأطفال أنّ أصدقاءَهم ليس لديهم قواعد مماثلة".

"بالإضافة إلى ذلك، قد يكون شرح الحدود للأطفال بطريقة مناسبة لأعمارهم وواضحة أمراً صعباً، قد يواجه الآباء صعوبة في توصيل عمق مخاوفهم - مثل المخاوف بشأن الخصوصية أو الأمان عبر الإنترنت - دون تخويف أطفالهم، ويمكن أن يؤدي هذا إلى الإحباط لكلا الطرفين، حيث يشعر الآباء بعدم فهمهم بشكل كامل، ويشعر الأطفال بالقيود غير العادلة".

وأضاف نيك أنّ تأثير الدوبامين يشكل تحدياً آخر، وقال: "تم تصميم وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الانتباه، وهو ما قد يكون دافعاً سلوكياً أقوى بكثير من القيام بما يريده آباؤهم منهم".

"وهناك سبب آخر يتمثّل في ضغوط الأقران، فكل ما يتطلّبه الأمر هو منح عدد صغير من الأطفال في مجموعة الأقران هاتفاً، أو السماح لهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن يصبح الشعور بالحاجة إلى اتباع نفس النهج قوياً للغاية".

وقال: إن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون مجالاً شاقاً بالنسبة للآباء. وأضاف: "يطوّر الأطفال بسرعة قنوات الاتصال الخاصة بهم ولغتهم الخاصة، وهذا ليس بالأمر الجديد. كل جيل يفعل ذلك، ولكن مع وسائل التواصل الاجتماعي، يتم تضخيمه، لذلك، فإن مجرد معرفة المنصات التي يستخدمها الأطفال وما يتحدثون عنه يصبح صعباً للغاية، ناهيك عن محاولة تعديل سلوكهم".

التعامل معها

اتّفق جميع الخبراء بالإجماع على أنّ الآباء أو المعلّمين لا يستطيعون معالجة هذه القضية بمفردهم، وقال نيك: "يجب أن يكون حظر الهواتف في المدارس أمراً شاملاً، وفي حين يمكن للمدارس أن تلعب دوراً مجتمعياً مهماً في محاولة دفع سلوك الآباء والأطفال، إلا أنّ التأثير الواقعي خارج البوابات ربما يكون ضئيلاً".

وقالت سارة؛ إن الآباء يجب أن يكونوا قدوة لأطفالهم، وأضافت: "من المهم ملاحظة أن الأطفال غالباً يعكسون ما يلاحظونه؛ فعندما يقتدي الآباء بسلوكيات مثل تخصيص وقت للقراءة، أو ممارسة الأنشطة الخارجية، أو الانتباه إلى وقت استخدام الشاشات، فقد يخلقون مثالاً قوياً يدوم طويلاً". "للمساعدة في تعزيز الحدود، قد يفكّر الآباء والمدارس في تشجيع الأنشطة الخالية من الشاشات التي تعزّز التواصل وجهاً لوجه، مثل الرياضة، أو النوادي الاجتماعية، أو الهوايات".

ومع ذلك، أضافت آن أن هذه الأساليب وحدها لا يمكنها "مقاومة الطبيعة الإدمانية لوسائل التواصل الاجتماعي" وأن تقييد الوصول قد يكون خياراً جيداً، وقالت: "لا يزال المراهقون يطوّرون قدرتهم على تنظيم أنفسهم وتقييم ما يواجهونه بشكل نقدي، وهنا يصبح التنظيم ضرورياً، من خلال تقييد الوصول إلى سنٍّ أكثر نضجاً، فإننا نمنح مراهقينا فرصة لتطوير أساس أكثر صحة، تماماً كما يفعلون مع المواد أو القرارات التي تحمل قيوداً قانونية على السن".

سائق تاكسي يفوز في"تحدي رأس الخيمة للسكري 2024"

التأشيرة الذهبية للمعلمين وقادة المدارس في رأس الخيمة

ولي عهد دبي ..واحد منا في عيد ميلاده الـ42

الإمارات تقود"درع الغابة" وتعتقل 58 مشتبهاً وتضبط 32 كيلوجراماً من الذهب غير القانوني في الكونغو

هالاند ومبابي ورونالدو وميسي يتنافسون في جوائز "دبي جلوب سوكر"