من المقرر أن يتم فتح أبواب المزيد من المزارع في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة للزوار في ظل مبادرة تجربة السياحة الزراعية. وقال مسؤول كبير لصحيفة خليج تايمز إن وزارة التغير المناخي والبيئة ستتعاون مع العديد من المزارع ضمن المبادرة التي تعد جزءاً من برنامج "ازرع الإمارات" الذي انطلق في الشهر الماضي.
وقال محمد سعيد سلطان النعيمي وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة: "تهدف المبادرة إلى تثقيف الجمهور والطلاب حول كيفية قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بتنمية إمداداتها الغذائية، وعرض بعض المنتجات الزراعية المحلية الناجحة في الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن توفير الدعم للمجتمع الزراعي".
وستصل حملة السياحة الزراعية إلى "كل إمارة وتتضمن شراكات مع السلطات المحلية والمزارع".
وقال النعيمي: "نعمل حالياً مع هؤلاء الشركاء لتحديد إمكانات البرامج السياحية، مع التركيز بشكل خاص على حملة أبرد شتاء في العالم خلال الموسم المقبل".
تنطلق هذا العام حملة السياحة الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت شعار "أبرد شتاء في العالم" تحت عنوان "السياحة الخضراء"، حيث سيتم دعوة المقيمين والسياح لزيارة أفضل المزارع المحلية في الدولة والتعرف على المنتجات الزراعية وكيفية زراعتها.
على الرغم من التحديات التي تواجهها زراعة النباتات في الصحراء، فقد انتشرت المزارع في مختلف أنحاء البلاد. وباستخدام أساليب إنتاج فريدة، يزرع المزارعون في البلاد كل الأصناف، من الفراولة إلى القمح والزعفران. وبعض هذه المزارع مفتوحة للزوار.
قال المزارع الإماراتي أحمد الحفيتي إن أول مزرعة افتتحها للجمهور حققت شهرة كبيرة لدرجة أنه استأجر مزرعة أخرى.
ورغم أن مساحة مزرعته في وادي دفتا في الفجيرة لا تتجاوز مساحتها 200 متر مربع، إلا أنها أصبحت نقطة جذب رئيسية، إذ يزرع فيها الكاجو والفستق والجاك فروت، فضلاً عن التوابل مثل القرفة والكركم والهيل. ويقول: "نظراً لكون الدخول مجانياً، فإن شركات السياحة تتصل بي باستمرار لجلب عملائها".
وأشار الحفيتي إلى تزايد الطلب على الزيارات التعليمية والثقافية، وقال: "استأجرت مزرعة أكبر... لزراعة نباتات متنوعة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الأشجار الاستوائية من آسيا وأفريقيا وأوروبا. وستضم المزرعة الورود والنباتات العطرية والفواكه وأشجار الزينة والنباتات المائية والنباتات البرية المحلية. ومن المتوقع افتتاحها في غضون عامين تقريباً. يطلب العديد من الأشخاص زيارتها على الرغم من أنها ليست جاهزة بعد".
وأكد أن الطلب على السياحة الزراعية مرتفع جداً، ويبحث الناس عن طرق لقضاء وقت هادئ في أجواء الطبيعة مع عائلاتهم. وأضاف: "أشجع أي شخص لديه مزرعة على جعلها جذابة للسياحة".
وكان خلفان حميد المطيوعي، الذي يدير مزرعة للفراولة في منطقة حتا بدبي، من بين الذين افتتحوا مزرعتهم الخضراء أمام الجمهور، وكان أول زائر له هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وأضاف "ابتداء من العام الماضي، كانت الزيارة الأولى والأهم من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو ما جعل مزرعتي مشهورة، كما زارها طلاب وشخصيات مرموقة، بما في ذلك شيوخ وشخصيات بارزة".
وبحسب المزارع الإماراتي، فإن السياحة الزراعية تعود بالنفع على الاقتصاد والثقافة على حد سواء، فهي "تضرب عصفورين بحجر واحد، حيث تتيح لك المساهمة في اقتصاد الدولة وتعزيز ثقافة الزراعة وتطورها، وفي الوقت نفسه، يستمتع السائح بتجربة فريدة من نوعها ويكوّن انطباعاً إيجابياً عن الإمارات".