أصبحت تجربة الواقع الافتراضي التي تهدف إلى مساعدة الآباء والمعلمين ومقدمي الرعاية على فهم العبء الحسي الذي يواجهه الأشخاص المصابون بالتوحد متاحة الآن في أبوظبي. وفي الأشهر المقبلة، ستتوفر نسخة محمولة من الغرفة للوصول إلى جمهور أوسع في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة.
وتوصف بأنها أول غرفة غامرة من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط، والثانية في العالم، حيث ستساعد تجربة الواقع التوحدي أولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد على تعلم كيفية رعايتهم بشكل أفضل.
وفي حديثه لصحيفة خليج تايمز ، قال "آندي فوكنر"، الرئيس التنفيذي لشركة "توب لاند"، الشركة التي تقف وراء التجربة، إن أكثر من 550 شخصًا جربوا المحاكاة بالفعل في الأشهر الثلاثة الماضية. وقال فوكنر: "كان لدينا أمهات خرجن يبكين، وأشخاص لم يتمكنوا من إكمال التجربة لأنها كانت ساحقة للغاية".
"جاءت سيدة مع ابنها وقالت: "عاش ابني 22 عاماً في عالمي، والآن أمضيت 10 دقائق في عالمه". كما شارك فوكنر بردود أفعال أخرى على المحاكاة، قائلاً: "قالت سيدة أخرى تعمل في منشأة إنها ستذهب وتحتضن شخصاً مصاباص بالتوحد بشدة لأنها تعرف الآن كيف يشعر".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة توبلاند إن أحد الأفراد الذين يمتلكون مركزاً للتوحد أخبرهم بعد هذه التجربة أنه سيقوم بإزالة جميع مواد التعلم الحالية، وستعمل على أساليب جديدة تعتمد على ما تعلمه حديثا.
تم تطوير المحاكاة، التي افتتحت في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، من قبل شركة"تريننج تو كير" Training 2 Care ومقرها المملكة المتحدة بمساعدة 140 شخصاً، بما في ذلك الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد. يمكن لأولئك الذين يرغبون في تجربة المحاكاة حجز فترة زمنية من خلال نظام الحجز عبر الإنترنت.
داخل غرفة مظلمة، يرتدي المشاركون نظارات لتشويش رؤيتهم وقفازات يد سميكة لتقييد قدرتهم على الإمساك بالأشياء، بينما يتم تشغيل أصوات دقات الساعة، وقطرات الماء، والمكنسة الكهربائية من خلال سماعات الرأس.
يتم تضخيم الأصوات، مع إضافة الروائح المختلفة إلى الجو، حيث يُطلب منهم إكمال مهام بسيطة، مثل الكتابة على ملاحظات لاصقة أو وضع البنسات في حصالة نقود.
وقال فوكنر أيضًا إن الخطط تتضمن إنشاء نسخة متنقلة أصغر حجمًا من الغرفة، في شاحنة صغيرة، للوصول إلى جمهور أوسع في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأشهر المقبلة.