لا يستطيع العديد من المراهقين الوحيدين رسم خط فاصل بين المجال الافتراضي والعالم الحقيقي. 
الإمارات

الذكاء الاصطناعي: ملاذ الأطفال الوحيدين في الإمارات

قال أحد الخبراء إن الشباب يتجهون غالباً إلى العالم الرقمي بحثاً عن الراحة والصحبة

نسرين عبدالله

بما أن الشباب يميلون إلى قضاء الكثير من الوقت على الإنترنت، فإنهم يصبحون أكثر تأثراً بالعالم الرقمي وأكثر عرضة للعديد من المخاطر. وقد ظهرت حالات صادمة عديدة حيث لا يستطيع العديد من المراهقين الوحيدين رسم خط فاصل بين المجال الافتراضي والعالم الحقيقي.

وتذكر الخبراء حالات حيث واجه المراهقون خطراً حقيقياً عبر الإنترنت، ونصحوا الآباء بأن يكونوا أكثر انتباهاً وبأن يفكروا في الأسباب التي جعلت أبنائهم يبحثون عما يخفف عنهم ويسليهم عبر الإنترنت.

الطبيب النفسي المختص في علاج الأطفال الدكتور "سي بي بينو"، كبير الأطباء النفسيين والمدير الطبي في مركز الفشت الطبي، تحدث عن تجربته مع مريضة صغيرة بدأت تعيش كشخصية في لعبة على الإنترنت. قال: "كانت مدمنة على اللعبة لدرجة أنها بدأت تشعر بصدمات تلك الشخصية وتتصرف وفقاً لها. لقد مرت عدة سنوات، لكنها لم تتعافَ تماماً من المرض".

وبحسب الدكتور "بينو"، فإن الشباب الوحيدين والمستضعفين يلجؤون غالباً إلى العالم الرقمي أو "الأصدقاء" عبر الإنترنت بحثاً عن الراحة والصحبة. وتأتي تعليقاته بعد أن رفعت أم من فلوريدا دعوى قضائية ضد شركة ناشئة لروبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي متهمة إياها بالتسبب في انتحار ابنها البالغ من العمر 14 عاماً في فبراير. وتزعم أن الصبي أصبح مدمناً ومرتبطاً بروبوت الدردشة الواقعي بشكل مخيف لدرجة أنه لم يرغب في العيش بدونه.

الدكتور سي بي بينو، كبير الأطباء النفسيين والمدير الطبي في مركز الفشت الطبي

وقال الدكتور "بينو" إن هذه القضية ذكرته بتحدي الحوت الأزرق الذي اجتاح العالم الإلكتروني قبل بضع سنوات. بدأ التحدي كلعبة بريئة، ثم شجع المشاركين على إيذاء أنفسهم قبل أن يطلب منهم الانتحار في النهاية. وأضاف: "كان العامل الأكثر أهمية في هذا التحدي هو أنه استهدف أشخاصاً ضعفاء بالفعل. وبالمثل، فإن الأشخاص المحتالين عبر الإنترنت، وأشياء مثل برامج الدردشة الآلية، تصطاد الأشخاص الضعفاء، مما يدفعهم في النهاية إلى حافة الهاوية".

الهروب الرقمي

وبحسب "أنطوني باينبريدج"، المدير السريري في "ريسي كير ألاينس" (Resicare Alliance)، وهي خدمة إقامة للشباب الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية والسلوك، فإن الإنترنت يوفر "مخرجاً سهلاً على ما يبدو" من مشاكل الحياة الواقعية للعديد من المراهقين.

وقال: "قد يلجأ الأطفال والشباب إلى المنصات الإلكترونية حيث يمكنهم مقابلة الغرباء، بحثاً عن المصادقة أو التواصل عندما يشعرون بالوحدة". وأوضح أن "عزلتهم قد تنجم عن عوامل مثل التنمر في المدرسة، أو مشاكل الأسرة مثل الطلاق، أو الآباء المشغولين، أو تفاعلات الأسر المتوترة، أو التغييرات المرتبطة بالجائحة التي عطلت الأنشطة الاجتماعية والروتين، مما دفع الأطفال إلى الاعتماد بشكل أكبر على التفاعلات الرقمية. يمكن أن تؤدي كل من هذه العوامل إلى زيادة خطر الأفكار الانتحارية بين هذه الفئة ".

أنتوني باينبريدج، المدير السريري في Resicare Alliance

وقالت مدربة المراهقين ومدربة علم الأعصاب "مادوميتا أدهيا" إن الشباب غالباً ما يرفضون التحدث إلى أصدقائهم أو والديهم أو معلميهم، لكنهم يكونوا منفتحين مع الغرباء. وأضافت: "من المرجح أن ينفتح هؤلاء الطلاب افتراضياً على الشخصيات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن توفر لهم الصداقة أكثر من الأشخاص الذين يعرفونهم". وتابعت: "يتطور الفص الأمامي أو الجبهي للمراهقين، لذا فإن أي شكل من أشكال الثناء سيشعرهم بالإعجاب، دون إمكانية رؤية كيف يمكن التلاعب بأدمغتهم من قبل الشخصيات الافتراضية. على وجه التحديد، تتضاعف مستقبلات "هرمونات السعادة" الأوكسيتوسين والدوبامين في جزء من الدماغ يسمى المخطط البطني، مما يجعل المراهقين أكثر حساسية للاهتمام والإعجاب من قبل الآخرين".

مدربة المراهقين ومدربة علم الأعصاب، مادوميتا أدهيا

يجب على الوالدين أن يكونوا يقظين

وقال الدكتور "بينو" إنه من الضروري أن يظل الآباء يقظين بشأن أنشطة أطفالهم على الإنترنت. وأضاف: "من المدهش مدى سذاجة الآباء في ما يتعلق بالبصمة الرقمية لأطفالهم". وأوضح: "غالباً ما أرى آباءً وصلوا للقمة في حياتهم المهنية، وهم أذكياء للغاية، لكنهم لا يعرفون كيفية الحفاظ على سلامة أطفالهم على الإنترنت. عندما يمنحون أطفالهم إمكانية استخدام جهاز ما، يتعين على الآباء مراقبة ما يفعلونه عليه باستمرار. وهذا أمر غير قابل للتفاوض".

وقد تحدث عن حالة فتاة صغيرة تعرفت على فتى عبر الإنترنت ظناً منها أنه في مثل عمرها، فبدأت في إرسال صور فاضحة له. وقال: "لم تدرك الأسرة هذا الأمر إلا عندما اتصلت بهم الشرطة. ومع ذلك، كان "الصبي" عصابة تدير مواقع غير قانونية على الإنترنت، وقد تم نشر العديد من صور الفتاة عليها. ولو لم تكن الشرطة حريصة للغاية ولم تتخذ إجراءات صارمة ضد هذه الأفعال الشريرة الضارة، فربما لم تكن الأسرة لتدرك ذلك أبداً".

وأضاف "أنتوني" أن الآباء لا يدركون في كثير من الأحيان المخاطر التي يواجهها أطفالهم على الإنترنت. "فبدون الإشراف المناسب، يمكن للأطفال والشباب الوصول بسهولة إلى غرف الدردشة أو المنتديات أو منصات التواصل الاجتماعي، حيث قد يقدم لهم الغرباء الاهتمام أو الدعم. وهذا يخلق فرصاً للتلاعب بهم من قبل المفترسين عبر الإنترنت، الذين يمكنهم استغلال نقاط ضعف الأطفال من خلال المحادثات غير المنظمة، ويدفع الأطفال لمشاركة معلومات شخصية، مما يعرض سلامتهم للخطر".

دبي: فعاليات رعب وإبداع استعداداً لـ"الهالوين وديوالي"

200 مليون درهم قيمة بيع فيلا في "مالديف دبي"

طلاب الشارقة يساهمون في زراعة 20 ألف شجرة غاف

أطباء الإمارات: التدخين الإلكتروني يهدد صحة المراهقين

ترحيب بغرامات عبور المشاة من الأماكن غير المخصصة