مع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لاحظ الأطباء تزايداً في أعداد المرضى الذين يعانون من تفاقم الآلام المزمنة وجفاف الجلد. ويُعزى ذلك إلى التقلبات الجوية المفاجئة التي تشهدها البلاد، والتي تتمثّل في تغيّرات في الضغط الجوي وأنماط الرياح، مما يُؤدي إلى تغيرات سريعة في الطقس، فضلاً عن انخفاض مستويات الرطوبة الذي يُفاقم بعض المشاكل الصحية.
وقالت الدكتورة ميس موفق، أخصائية الطب الباطني في مستشفى جامعة ثومبي: "نشهد زيادة ملحوظة في عدد المرضى خلال فصل الشتاء، وعلى الرغم من اعتدال الطقس في دولة الإمارات العربية المتحدة مقارنةً بالعديد من الدول الأخرى، إلا أنَّ انخفاض درجات الحرارة يمكن أن يُؤدّي إلى بعض المُشكلات الصحية، مثل آلام الجسم التي تصيب العديد من الأشخاص، والتي قد تكون مرتبطة بأسباب أخرى مثل نقص فيتامين "د"، وهي مشكلة شائعة في دولة الإمارات نظراً لمحدودية التعرّض لأشعة الشمس."
ويوصي الأطباء المرضى بفحص مستويات فيتامين "د" والكالسيوم في أجسامهم، وممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي غني بالعناصر الغذائية المفيدة، للمساعدة في تخفيف هذه الآلام.
وأضافت الدكتورة ميس: "مع انخفاض درجات الحرارة، تتصلّب أجسامنا بشكل طبيعي، مما قد يُسبّب الشعور بعدم الراحة. كما يميل الناس إلى قلة الحركة في الطقس البارد، مما قد يُفاقم أيّ مشاكل صحيّة مُسبقة. فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من نقص فيتامين "د"، فقد تزداد آلامه مع سعي جسمه للحفاظ على قوة العظام والعضلات."
ولفت الأطباء الانتباه إلى مشكلة أخرى شائعة خلال فصل الشتاء، وهي جفاف الجلد، وأوضحوا أنَّ الكثير من الناس يُقلّلون من شرب الماء في الطقس البارد، مما يُؤدّي إلى انقباض الأوعية الدموية، وانخفاض تدفق الدم إلى سطح الجلد.
وتابعت: "قد يتسبب ذلك في الإصابة بالجفاف ومشاكل جلدية مثل الأكزيما".
وأوضح خبراء الرعاية الصحية أنَّ أعراض جفاف الجلد قد تشمل الحكة والتقشّر والاحمرار، وفي الحالات الشديدة قد يُصاب الجلد بالتشقّق أو النزيف.
وأوضحت الدكتورة "بارول جولباني ديكسيت"، أخصائية الأمراض الجلدية في مركز "برايم الطبي موتور سيتي": "يجب أن نُدرك التغيّرات البيئية التي تحدث خلال فصل الشتاء، فالهواء البارد يحتفظ بنسبة رطوبة أقلّ، ومع ازدياد جفاف البيئة المحيطة بنا، يصبح الجلد أكثر جفافاً أيضاً، لكنّ العوامل الخارجية ليست وحدها المسؤولة عن ذلك، فهناك العديد من العوامل الأخرى التي تُؤثّر على حالة بشرتنا".
وأضافت: "تتطلّب العناية بالبشرة في فصل الشتاء اتّباع بعض العادات الجديدة، واختيار مُنتجات مناسبة لنوع البشرة. أولاً، يساعد تقليل مدّة الاستحمام وعدد مرّاته على الحفاظ على رطوبة الجلد. فقد يبدو الاستحمام بالماء الساخن لفترة طويلة أمراً مغرياً في الطقس البارد، لكنّهُ يؤدّي إلى تجريد البشرة من زيوتها الطبيعية."
وتابعت قائلة: "كما أنّ نوع وقوام المرطّبات التي نستخدمها يُعدّ أمراً بالغ الأهمية. فعلى الرغم من سهولة استخدام المستحضرات، إلا أنّها قد تحتوي على الكحول الذي يسبب المزيد من جفاف الجلد. ويُفضل وضع المرطّبات خلال 10 دقائق من الاستحمام، حيث يساعد ذلك على امتصاصها بشكل أفضل، واحتجاز الرطوبة داخل الجلد. كما يُنصح باستخدام منظّفات خالية من الصابون للمساعدة في الحفاظ على رطوبة البشرة."
كما يمكن أن يساهم استخدام جهاز ترطيب الجو خلال فصل الشتاء في تحسين رطوبة البشرة، وذلك من خلال تجديد الرطوبة في طبقاتها العُليا.
وقالت "ليلدي سير"، خبيرة التجميل والليزر في مستشفى قطينة التخصصي بدبي: "نُشدّد على أهمّية الالتزام بروتين يومي للعناية بالبشرة باستخدام منتجات لطيفة ومرطبة على مدار العام، مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على صحة البشرة وحيويتها في جميع الفصول".