كان طفل يبلغ من العمر 8 سنوات ووالدته يجلسان على الشاطئ عندما ضربتهما موجة مفاجئة بشكل غير متوقع، وعلى الرغم من وعيه، فقد كان الطفل يكافح من أجل التنفس بعد أن ابتلع الماء عن طريق الخطأ.
ولحسن الحظ، قام أحد رجال الإنقاذ الموجودين على مقربة من مكان الحادث بتفعيل خطة عمل طارئة على الفور وأجرى تنفساً اصطناعياً حتى تحسنت حالة الصبي. وبدون هذا التدخل السريع، كان من الممكن أن يفقد الصبي الأكسجين ويموت.
وأوضح "جيسي كامبوس"، وهو منقذ سباحة سابق، أن الصبي تعرض لما يعرف بالغرق الجاف، حيث وقعت الحادثة قبل أربع سنوات على شاطئ الممزر في دبي.
وحذر كامبوس الآباء من تجاهل علامات الغرق الجاف، والتي يمكن أن تحدث حتى في المواقف التي تبدو غير ضارة مثل الموقف المذكور أعلاه. وقال كامبوس لصحيفة خليج تايمز : "يجب أن يعرف أحد أفراد الأسرة على الأقل عن وسائل دعم الحياة الأساسية". وأضافت بأنه يجب على كل مدرسة إجراء تدريبات إنقاذ الحياة لجميع الطلاب مرة واحدة على الأقل في الشهر، وإخبار الطلاب بمشاركة معرفتهم مع عائلاتهم.
وأوضح كيف يمكن أن يحدث الغرق الجاف: "قد يتعرض الأطفال الذين يلعبون في المسبح لخطر الغرق الجاف. على سبيل المثال، عندما يرشون الماء أو إذا قفز طفل بالقرب من طفل آخر أثناء الطفو على ظهره، يمكن أن تتسبب الأمواج في ابتلاع الطفل العائم للماء.
وأوضح أن "هذا قد يحدث أيضاً على الشاطئ عندما تكون هناك أمواج هائجة. بالإضافة إلى ذلك، قد يحدث الغرق الجاف أثناء شرب الماء؛ فإذا قام شخص ما بتشتيت انتباهك أو تخويفك أثناء شرب الماء، فقد يتسبب ذلك في ابتلاعك للماء. كما أن الاستلقاء على ظهرك قد يؤدي إلى هذا أيضاً في حالات نادرة".
وفي الوقت نفسه، أوضحت الدكتورة "رايزا حميد"، أخصائية أمراض الرئة في عيادة "أستر"، أن ابتلاع الماء يمكن أن يؤدي إلى "تشنج الحنجرة"، حيث تغلق الحبال الصوتية مجرى الهواء لمنع دخول الماء إلى الرئتين. "يؤدي هذا إلى دخول الماء إلى المعدة بدلاً من ذلك. وفي حين يمنع تشنج الحنجرة الماء من دخول الرئتين، فإنه يعطل أيضًا التنفس الطبيعي.
وفي بعض الأحيان، قد يستمر انسداد مجرى الهواء حتى حدوث السكتة القلبية، مما يؤدي إلى ما يسمى بالغرق الجاف، حيث لا يدخل الماء إلى الرئتين.
وأوضحت أن الغرق وحالات الغرق شبه الكامل من الأسباب الرئيسية للوفاة لدى الأطفال، مشيرة إلى أن الشخص قد يغرق في دقائق معدودة حتى في مياه ضحلة يصل عمقها إلى بوصة واحدة، وتتشابه أعراض الغرق الجاف مع أعراض الغرق.
بغض النظر عن عدد المصطلحات المستخدمة لوصف الغرق أو مدة استمرار الأعراض، يظل الغرق يشكل خطراً كبيراً على الأطفال. يجب على مقدمي الرعاية تثقيف أنفسهم حتى يتمكنوا من رعاية الأطفال ومساعدتهم بشكل فعال في حالة وقوع حوادث الغرق.
وقالت الدكتورة "سودها راو"، طبيبة الأطفال في عيادة "أستر رويال"، إن الأطفال الذين يعانون من حالات تنفسية موجودة مسبقًا، مثل الربو أو الحساسية، هم أكثر عرضة للمشاكل الناجمة عن استنشاق الماء، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تهيج مجرى الهواء وصعوبات التنفس اللاحقة.
علاوة على ذلك، يواجه الأطفال الذين يعانون من اضطرابات عصبية أو نمائية، مثل الشلل الدماغي أو متلازمة داون، مخاطر متزايدة لاستنشاق الماء عن طريق الخطأ بسبب ضعف التحكم الحركي.
كما أوضح الدكتور راو كيفية تصرف مقدمي الرعاية في حالة غرق الطفل:
يعد تثقيف الآباء ومقدمي الرعاية حول الوقاية من الغرق أمرًا بالغ الأهمية. يجب أن تتضمن برامج التثقيف المجتمعي حول سلامة المياه تدريبات الإنعاش القلبي الرئوي ودروس السباحة وتقنيات الإنقاذ في الماء.
يعد الحفاظ على الهدوء أمراً ضرورياً لتقييم الموقف إذا كان الطفل يعاني من الغرق. تشمل أعراض الغرق التي يجب البحث عنها صعوبة التنفس والسعال المستمر وألم الصدر. في الأطفال الأكبر سناً، قد يُلاحظ تغيرات سلوكية مفاجئة أو ارتباك أو انفعال أو لون مزرق للوجه أو الشفتين.
الخطوة الحاسمة التالية هي الاتصال بخدمات الطوارئ ومراقبة الطفل. إذا أصبح التنفس صعبًا أو توقف تمامًا، فيجب البدء في الإنعاش القلبي الرئوي من قبل شخص مدرب. يجب وضع الطفل في وضع مريح ومنتصب لتسهيل التنفس.
إذا تم العثور على طفل مغمور في الماء ولا يوجد نبض، فإن بدء الإنعاش القلبي الرئوي وتنبيه خدمات الطوارئ الطبية أمر بالغ الأهمية. بالإضافة إلى ذلك، إذا تم العثور على طفل ولكن لديه نبض ولكنه لا يتصرف بشكل طبيعي - مثل عدم الاتساق أو الخمول أو السعال المفرط أو إظهار تنفس غير طبيعي (مثل التنفس السريع أو الرغوة في الفم) - فإنه لا يزال يحتاج إلى عناية طبية فورية.