تعهدت مجموعة من 36 فرداً من "شيتاجونج" في بنغلاديش باستخدام جزء من ربحهم غير المتوقع لتقديم الإغاثة الفورية لضحايا الفيضانات في وطنهم. وقد توحدت المجموعة، التي فازت مجتمعة بمبلغ 15 مليون درهم إماراتي في أحدث سحب على جوائز"بيج تيكيت أبوظبي"، بشعور بالواجب تجاه أولئك الذين يعانون في وطنهم.
وعلى مدى خمس سنوات، جمعت هذه المجموعة أموالها، واشترت التذاكر على أمل أن تتغير أحوالها يوماً ما. وقال "نور ميا" الذي ساهم بمبلغ 25 درهما وحصل على 350 ألف درهم: "في يوم الثلاثاء، حدث ذلك أخيراً. تم شراء التذكرة الفائزة، رقم 201918، باسمي". كما ساهم أعضاء آخرون في المجموعة بمبالغ متفاوتة - بعضهم بمبلغ 25 درهمًا إماراتيًا، والبعض الآخر بمبلغ 70 درهمًا إماراتيًا - مع تحديد حصتهم من الجائزة حسب مساهماتهم.
ولكن وسط البهجة، لم يضيع الوقت في اتخاذ قرار جماعي: سيذهب جزء كبير من أموال الجائزة لمساعدة مواطنيهم الذين دمرتهم الفيضانات الأخيرة. قال ميا: "أول شيء اتفقنا عليه جميعًا هو إرسال الأموال إلى بنغلاديش. لقد دمرت الفيضانات المنازل والأرواح. لقد كنا محظوظين للغاية بهذا الفوز، والآن حان دورنا للمساعدة في إعادة البناء".
وبينما كان الفائزون يتأملون في مصيرهم الذي غير حياتهم، ظلت المكالمة التي أكدت فوزهم بمبلغ 15 مليون درهم حاضرة في ذهن ميا. وقال ميا: "تلقينا المكالمة في الساعة الثالثة بعد الظهر. كنت في المستشفى في ذلك الوقت، أتلقى العلاج. وعندما أخبروني أنني فزت، شعرت بعدم التصديق. كنت متشككاً في البداية، ولكن بعد ذلك تعرفت على صوت المضيف. بدا الأمر سريالياً".
ميا رسام ويخطط لمواصلة عمله لبضعة أشهر أخرى قبل البدء في مشروع تجاري في الإمارات العربية المتحدة. وقال ميا: "أريد أن أبدأ متجراً لبيع الدهانات وسيكون لدي استوديو الرسم الخاص بي في الإمارات العربية المتحدة".
وأضاف ميا "إن أعضاء آخرين في المجموعة يستعدون لاستثمار مكاسبهم في بناء مستقبل أكثر إشراقا لأنفسهم ولأسرهم".
وكانت المجموعة تدرك أنه في حين حظيت بثروة جديدة، فإن آخرين كانوا يعانون من خسارة لا يمكن تصورها. وكانت غريزتهم الأولى عدم الاستمتاع بالرفاهية، بل اتخاذ إجراءات سريعة لجلب الأمل والراحة لضحايا الفيضانات. وقال ميا: "نحن عازمون على مساعدة المحتاجين. هذا الفوز ليس لنا فقط - بل للأشخاص الذين يعانون".