إن تتبع السيارات والقيادة عن قرب شديد هي أحد أكثر سلوكيات القيادة عدوانية وتمثل خطراً شائعاً، وفي الإمارات العربية المتحدة يحذر الخبراء من أن هذا السلوك قد يؤدي إلى غرامة قدرها 400 درهم وأربع نقاط سوداء.
ألقت شرطة دبي القبض مؤخراً على سائق لأنه تعمد الاصطدام بشخص آخر، وتمت إحالة السائق المتهور للمحكمة في حين لم يصب الراكب الذي اصطدم به السائق بجروح خطيرة.
إن حوادث العنف الناجم عن الغضب أثناء القيادة نادرة الحدوث في الإمارات وهناك قوانين صارمة ضدها. ولكن هناك أساليب عدوانية أخرى لا تخيف مستخدمي الطريق فحسب بل تعرضهم للخطر أيضاً، بما في ذلك وميض المصابيح الأمامية بشكل متكرر، واستخدام أبواق السيارات في غير الضرورة، والتجاوز بصورة غير قانونية، والتتبع - حيث يقود سائق سيارة بالقرب من السيارة التي أمامه لإجبارها على تغيير المسار فجأة.
وفي حديث مع صحيفة خليج تايمز يوم الأربعاء، قال الدكتور مصطفى الداه، مؤسس شركة "إم إيه ترافيك كونسلتينج": "إن تتبع السيارة عن قرب يزيد من فرص وقوع تصادم إذا ضغط السائق الآخر على المكابح أو انحرف فجأة. وهو أحد الأسباب الرئيسية للحوادث الخطيرة، وعادة ما يحدث في المسار الأيسر الداخلي المستخدم للتجاوز".
وأضاف الباحث الإماراتي في مجال سلامة المرور ورئيس قسم دراسات المرور في شرطة دبي سابقاً: "بشكل عام، رأيت سلوكيات خطيرة على الطريق من جانب سائقي السيارات، وكأنهم لا يهتمون بالحفاظ على حياتهم على الإطلاق. في بعض الأحيان قد يبدأ الأمر بالجهل ولكنه يؤدي إلى العدوان على الآخرين. ومن سلوكيات القيادة الخطيرة الأخرى دخول الطريق دون التحقق من اقتراب السيارات؛ والتوقف في منتصف الطريق؛ وإنزال أو التقاط الركاب في مسار نشط، وأكثر من ذلك".
وفي حادثة أكثر خطورة، ألقي القبض على سائق في دبي وفرضت عليه غرامة قدرها 50 ألف درهم بسبب القيادة عن قرب والتجاوز الخطير في أغسطس من العام الماضي. حيث انحرف السائق وقاد سيارته بالقرب من السيارة الأخرى بشكل خطير أثناء تجاوزه لها من اليمين. وبمجرد أن تقدم أمامها، قام بالفرملة عدة مرات. وتم حجز السيارة وحصل السائق على 23 نقطة سوداء على رخصة قيادته. وطُلب منه دفع 50 ألف درهم قبل الإفراج عن سيارته المصادرة حيث تندرج الجريمة تحت بند "قيادة مركبة بتهور أو بطريقة تشكل خطراً على الأرواح أو الممتلكات".
قال "توماس إيدلمان"، مؤسس ومدير عام شركة "رود سيفتي يو إيه إي" "RoadSafetyUAE"، إن الوقوع تحت ضغط الوصول في وقت محدد أو عذر التأخير هو السبب الرئيسي وراء سوء سلوك سائقي السيارات على الطريق.
وأضاف "بشكل عام، يتعين علينا أن نتعايش مع حقيقة أننا نشهد العديد من التصرفات التي تتسم بعدم الاهتمام والأنانية في كل مرة نقود فيها السيارة. وكثيراً ما نشعر بأننا نقود السيارة "ضد بعضنا البعض"، وليس "مع بعضنا البعض".
وقال إيدلمان أيضاً إن تعدد الثقافات في الإمارات العربية المتحدة قد تشكل عاملًا مؤثراً. وأوضح: "تشهد الدولة تدفقاً دائماً من الأفراد من حول العالم، مما جعل الطرق مزدحمة أكثر. إن خليط الجنسيات مع تصوراتهم المختلفة لما هو مهذب وما هو غير مهذب - والذي غالباً ما يرتبط بتجاربهم الثقافية في القيادة في الوطن - يجعل التواجد في الطرق هنا أمراً صعباً".
وأضاف "لقد أجرينا في السابق مشروعاً بحثياً واكتشفنا أن 34 في المائة فقط يرون أن السائقين الآخرين هم سائقون مهذبون ومهتمون"، مؤكداً: "يجب ترسيخ اللباقة والتواصل على نطاق واسع وبشكل ثابت في سلوك جميع السائقين من أجل إنشاء قاعدة قوية لتحسين السلامة على الطرق".
وأضاف "نحن بحاجة إلى إرساء موقف أكثر اهتماماً على طرقنا. نحن بحاجة إلى أن نفهم أننا نواجه هذا الأمر معاً، كما علينا الاهتمام ببعضنا البعض وحماية الجميع. لا يمكن أن يحدث هذا إلا إذا أعدنا النظر في سلوكنا وأصبحنا مهتمين ومهذبين وغير أنانيين".
وقال إيدلمان إن إدارة الوقت بشكل صحيح هي أفضل علاج لتجنب التأخير. وأضاف: "نشدد على قول إننا بحاجة تثقيف وتوعية قوية نحو إدارة الوقت بشكل صحيح. يجب أن نغادر مبكراً ونخطط للتأخيرات المحتملة في مساراتنا حتى نتمكن من القيادة بأمان مع مراعاة وضع الآخرين".
احترم السائق الذي أمامك - لا تتنمر عليه وحافظ على المسافة الآمنة
إذا رأيت مركبات سريعة تقترب من الخلف، اترك المسار السريع ودعها تمر
تحرك بسرعة من وإلى المسار السريع - لا تمنع أو تعيق الآخرين
استخدم دائماً المؤشر الإشارة إلى المكان الذي تنوي التوجه إليه
عندما ترى سائقاً يستخدم المؤشر، افسح له الطريق
إذا كنت تريد الخروج من الطريق السريع انتقل إلى مسار الخروج في الوقت المحدد، ولا تعبر أبداً أكثر من مسار واحد في وقت واحد
إذا دخلت إلى طريق سريع، انتقل تدريجياً إلى المسارات الأسرع، ولا تعبر أبداً أكثر من مسار واحد في وقت واحد
لا تتخطى الصفوف
لا تتوقف في منتصف الطريق، بما في ذلك بالقرب من المدارس أو محطات المترو