هل يمكن للرسوم المتغيرة أن تساعد في تخفيف الازدحام  
الإمارات

تأثير التسعيرة المتغيرة على حركة المرور في دبي

تفرض سالك رسوماً ثابتة قدرها 4 دراهم عند مرور مركبة بأي من بوابات التعرفة المرورية عبر المدينة

انجيل لي تيسوريرو

في وقت سابق من هذا الشهر، نفت سالك، المشغل الحصري لبوابات التعرفة المرورية في دبي، بشكل قاطع ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي حول "التطبيق الوشيك لنظام تسعيرة مرنة لبوابات التعرفة المرورية في الإمارة".

وقد ذكر المنشور الذي انتشر على نطاق واسع المبالغ المقابلة - من المجانية إلى 8 دراهم - على أساس ساعات الذروة وغير الذروة والتي من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ عند تشغيل بوابتين جديدتين لسالك في الشهر المقبل. وبحسب سالك إن هذه المعلومات غير دقيقة.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها طرح فكرة إدخال تسعيرة متغيرة لرسوم المرور كوسيلة لتقليل الازدحام على الطرق المزدحمة في دبي.

في سبتمبر 2022، قالت شركة سالك في إعلانها عن الطرح العام الأولي: "يمكن لهيئة الطرق والمواصلات تنفيذ نظام تسعيرة متغيرة من خلال تعديل أسعار الرسوم اعتماداً على الوقت من اليوم، على سبيل المثال، عن طريق فرض رسوم أعلى لمسارات محددة أو خلال ساعات الذروة".

وتفرض سالك حالياً رسوماً ثابتة قدرها 4 دراهم في كل مرة تمر فيها مركبة عبر أي من بوابات التعرفة المرورية في مختلف أنحاء المدينة. وقالت الشركة في وقت سابق: "هناك أنظمة ديناميكية أخرى حول العالم تفرض رسوماً أعلى خلال ساعات الذروة مقارنة بالأوقات الأخرى... ويرتبط نظام التسعيرة المتغيرة باعتماد أي تغييرات تأتي في المستقبل، بما في ذلك التعرفة المرنة أو زيادة عدد البوابات لإدارة حركة المرور. وسيتخذ المجلس التنفيذي لإمارة دبي القرار النهائي في هذا الشأن".

إمكانية إخراج السيارات من الطريق

إن إدارة الطرق في دبي أمر بالغ الأهمية خاصة وأن من المتوقع أن يصل عدد سكان المدينة إلى 4 ملايين نسمة بحلول عام 2026. لذا فإن السؤال هو: هل يمكن للرسوم المتغيرة على البوابات أن تساعد في تخفيف الازدحام في طرق دبي؟

قالت الدكتورة "مونيكا مينينديز"، العميدة المساعدة لكلية الهندسة لشؤون الدراسات العليا في جامعة نيويورك أبوظبي، لصحيفة خليج تايمز : "من الممكن أن يغير بعض السائقين سلوكهم - وخاصة في البداية لتجنب دفع الرسوم المرتفعة.

"قد يختارون التحرك في أوقات مختلفة، أو اتخاذ طرق بديلة، أو استخدام وسائل نقل أخرى، أو حتى إلغاء رحلاتهم تماماً. وإذا حدث ذلك، فقد تشهد بعض الطرق ــ وخاصة تلك التي تفرض عليها رسوم ــ ازدحاماً أقل خلال تلك الفترات".

الدكتورة مونيكا مينينديز

وأشارت إلى أن "أسعار الرسوم المتغيرة" قد تؤدي إلى إخراج بعض السيارات من الطريق"، موضحة: "حيث يمكن أن يقوم سائقو السيارات بتغيير وسائل النقل التي يستخدمونها أو إلغاء رحلاتهم، و/أو تقليل الحركة خلال ساعات الذروة، و/أو إذا قام سائقو السيارات بتغيير أوقات تحركهم لتجنب أسعار الرسوم المرتفعة".

وأوضحت الدكتورة "مينينديز" قائلة: "تشير عبارة (التسعيرة المتغيرة لبوابات التعرفة) إلى تقلب أسعار الرسوم طوال اليوم. ويتم تنفيذ هذا النظام عادةً لإدارة الاختلافات في الطلب والتأثير المحتمل على سلوك التنقل. على سبيل المثال، خلال فترات الذروة، قد تكون أسعار الرسوم أعلى لتقليل حركة السائقين والتنقل في تلك الأوقات. وعلى العكس من ذلك، عندما يكون الطلب منخفضاً، تنخفض أسعار الرسوم أو قد يتم إلغاؤها، مما يشجع على التنقل خلال تلك الفترات".

من المستفيد من التسعيرة المتغيرة؟

وقد نجحت مدن كبرى مثل لندن وستوكهولم وسنغافورة وأبوظبي في تطبيق نظام التسعيرة المتغيرة.

وقالت الدكتورة "مينينديز"، التي تشغل أيضاً منصب مدير مركز الأبحاث للشبكات الحضرية المتفاعلة، إنه بالإضافة إلى تخفيف الازدحام المحتمل على الطرق في أوقات مختلفة، فإن تنفيذ نظام التسعيرة المتغيرة يمكن أن يساعد أيضاً في تحسين تمويل مشاريع البنية التحتية للطرق.

وأشارت إلى أنه "أولاً، يمكن إعادة استثمار الإيرادات من الرسوم المحصلة في البنية الأساسية للنقل. وقد يشمل ذلك مبادرات لتحسين الطرق أو تعزيز خدمات النقل العام.

"ثانياً، كما هو الحال مع أي شكل من أشكال التسعير، هناك احتمال أن تحفز الرسوم المتغيرة بعض الناس على تعديل عادات تنقلهم. وإذا حدث ذلك، فقد تنخفض حركة المرور على طرق معينة، مما يعود بالنفع على السائقين الآخرين الذين سيلاحظون بعد ذلك انخفاض الازدحام".

توسيع خيارات النقل

ومع ذلك، أشارت الدكتورة "مينينديز" إلى أن: "خيار تغيير أوقات التنقل للسائقين لتجنب أسعار الرسوم المرتفع غير متاح إلا للذين لديهم إمكانية الوصول إلى وسائل نقل أخرى أو جداول زمنية مرنة.

وأكدت أنه "من المهم أيضاً تطبيق استراتيجيات تكميلية، مثل تعزيز ساعات العمل الأكثر مرونة وتوسيع نطاق توفير خيارات النقل البديلة مثل الحافلات وأنظمة المترو".

وفي مقابلة سابقة، قالت "شويتا غاندي"، المستشارة المساعدة للتخطيط الحضري والاستراتيجية في "كيرني"، لصحيفة خليج تايمز إن فعالية بوابات الرسوم في الحد من حركة المرور ليست عالية جداً. وأضافت: "الرسوم وحدها لا تحل مشكلة الازدحام المروري، قد تعمل على تحويله أو إعادة توزيعه، لكنها لا تعالج السبب الجذري"، مؤكدة: "يبدو تطبيق نظام التسعيرة المتغيرة ممكناً على الورق ولكن به أوجه قصور، خاصة في مدينة مثل دبي".

شويثا غاندي

وأشارت إلى أن "رفع رسوم المرور قد لا يكون حلاً كافياً لتغيير السلوك بشكل ملحوظ، لأنه ببساطة سيدفع معظم الناس المزيد من المال للتنقل أثناء أوقات الذروة، ولن يحل ذلك مشكلة الازدحام. والبديل (التنقل في ساعات غير منتظمة) يمكن أن يعطل نوعية حياة الناس. في المدن ذات أنظمة النقل العام القوية، يشجع نظام التسعيرة المتغيرة الناس على ترك سياراتهم في المنزل، ولكن في دبي، حيث لا تكون هذه البدائل متاحة دائماً، فإن الأمر يشكل عبئاً مالياً أكثر من كونه حلاً لمشكلة المرور".

دبي تشدد قوانين المرور: حجز المركبات 30 يوماً للمخالفين

مريم الزعابي: بطلة إماراتية في سماء الطوارئ

الإمارات تنفي شائعات التحقيق حول عملة"واب" المشفرة

الإمارات:ارتفاع في عدد المواليد وزيادة معدلات العقم الثانوي

68% من موظفي الإمارات يسعون للتغيير بسبب نقص المزايا