في الوقت الذي تعمل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز قطاعها الزراعي من خلال برنامج "ازرع الإمارات" الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشهر الماضي، ظهرت مبادرات لدعم المزارعين في توسيع أنشطتهم الزراعية وحماية محاصيلهم.
ويعد الجراد الصحراوي من التهديدات التي يمكن أن تلحق أضرارا بالغة بالمحاصيل، ولهذا السبب نظمت وزارة التغير المناخي والبيئة ورشة عمل تدريبية حول تقنيات الرش الجوي لمكافحة هذه الآفة.
وتأتي هذه الحشرات إلى الإمارات من سواحل البحر الأحمر، حيث تهاجر في أسراب تمتد لعدة كيلومترات إلى المملكة العربية السعودية، ومن ثم إلى الإمارات وسوريا والعراق وإيران وباكستان والهند.
وتتميز هذه الجراد بقدرتها الفائقة على الطيران والانتقال من قارة إلى أخرى، حيث تهاجم المناطق الزراعية أثناء هجرتها. كما يمكن أن تلتهم أسراب الجراد كميات كبيرة من النباتات والمحاصيل، مما يتسبب في أضرار جسيمة للمحاصيل.
وقال الدكتور مأمون العلوي الأمين التنفيذي لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى: "إن الجراد الصحراوي، باعتباره أحد أكثر الآفات العابرة للحدود ضرراً في العالم، يشكل تهديداً كبيراً للزراعة. وقد أدت قدرته على تدمير المحاصيل والمراعي بسرعة إلى تفشيه بشكل متكرر وشديد في السنوات الأخيرة".
وأضاف: "إن الورشة توفر فهمًا شاملاً لبيولوجيا وبيئة هذه الآفة، جنبًا إلى جنب مع أحدث تقنيات المسح والمكافحة. ومن خلال هذا التدريب، نهدف إلى تزويد الموظفين بالمعرفة والمهارات اللازمة لإدارة أسراب الجراد الصحراوي بشكل فعال قبل أن تتمكن من تشكيل أسراب وغزو مناطق أخرى، سواء داخل بلدنا أو في المناطق المجاورة".
وتم تنفيذ التدريب بالتعاون مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية والمركز الوطني للأرصاد الجوية وهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة.
وقد مكّنت الورشة العديد من المزارعين في الإمارات من استخدام المبيدات الكيماوية بشكل آمن أثناء الرش الجوي، مع ضمان سلامتهم وسلامة البيئة، كما ضمنت الورشة تأهيل المزارعين للقيام بعمليات الرش الجوي عند الحاجة.
وقال أحمد خالد عثمان نائب مدير عام هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية للشؤون التشغيلية والمدير التنفيذي لقطاع الشؤون الزراعية: "نهدف من خلال مثل هذه المبادرات إلى التأثير بشكل إيجابي على إنتاجيتنا الزراعية لتحقيق أهدافنا الوطنية في مجال الأمن الغذائي".