سيتمكن زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب الجاري حالياً من إلقاء نظرة على "أقدم مؤسسة للتعليم العالي تعمل بشكل متواصل في العالم"، والتي تأسست بين عامي 857 و859 ميلادي في فاس، وهي مدينة تقع في شمال المغرب.
ويقدم جناح بيت الحكمة في معرض الشارقة الدولي للكتاب تكريماً خاصاً لجامعة القرويين المغربية التي اعترفت بها منظمة اليونسكو وموسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتبارها "أقدم جامعة أو أقدم مؤسسة للتعليم العالي تعمل بشكل مستمر في العالم".
وتأسست جامعة القرويين في البداية كمسجد على يد فاطمة بنت محمد الفهرية، ثم أصبحت مركزاً روحياً وتعليمياً رائداً أو مدرسة، قبل أن يتم دمجها في نظام الجامعة الحكومية الحديثة في المغرب في عام 1963.
وبحسب منظمي معرض الشارقة الدولي للكتاب، سيحصل الزوار على تجربة افتراضية للتعرف على جوانب مختلفة من تراث القرويين ودوره في حفظ المعرفة ونقلها عبر الأجيال.
وسيقومون بإلقاء نظرة على مكتبة القرويين، وسيجدون "قسمًا مخصصًا لإحدى أقدم مكتبات العالم العربي، والتي تشتهر بمجموعتها من المخطوطات النادرة".
ويستطيع الزوار مشاهدة نسخ رقمية من المخطوطات الثمينة التي يعود تاريخها إلى مئات السنين، ومن بينها نسخة من القرآن الكريم تعود إلى القرن الثالث الهجري، مكتوبة بدقة بالخط الكوفي الكبير على رق الغزلان، وترجمة أندلسية قديمة للكتاب المقدس إلى اللغة العربية، ومخطوطة كتاب السير لأبي إسحاق الفزاري، والتي يرجع تاريخها إلى نفس الفترة.
ومن أبرز مقتنيات المتحف نسخة من كتاب ابن خلدون "العبر وديوان المبتدأ والخبر" الذي أدرجته منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي، إلى جانب كتاب أرسطو في الأخلاق، وكتاب أبي إسحاق في الرحلات. كما توجد مخطوطات محفوظة منذ أكثر من 1200 عام.
وهناك أيضاً عروض رقمية تستكشف تحول القرويين من مسجد إلى مدرسة في القرن التاسع الميلادي، وتقدم نظرة عميقة إلى حياة علمائها الأكثر تأثيرًا، بما في ذلك ابن خلدون، وابن رشد، وابن حزم، والإدريسي.
يمكن للزوار التعرف على ساعة المياه التاريخية الخاصة بالجامعة، والتي ترمز إلى روحها المبتكرة وتراثها المعماري.
وتقدم العروض الرقمية أيضًا نافذة افتراضية على التطور المعماري لجامع القرويين، مما يسمح للزوار بالانغماس في قصص أولئك الذين ساهموا في المشهد الفكري الغني للجامع.
وباستخدام سماعات الواقع الافتراضي، يمكن للزوار أيضًا استكشاف العمارة الإسلامية المميزة لجامعة القرويين، بما في ذلك قبابها الخضراء الشهيرة، ومحرابها الخشبي المنحوت بدقة، ونافورة الفناء المركزي. ووفقًا لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، فإن السقف المفتوح جزئيًا للفناء الرئيسي للجامعة يخلق لحظة مذهلة بصريًا، ويدعو المشاهدين لتجربة هدوء مساحات جامعة القرويين.
وفي الوقت نفسه، تستضيف "كيف تحفظ المخطوطات" ورشة عمل لمدة ثلاثة أيام حول حفظ المخطوطات، بقيادة الدكتورة صباح البازي، رئيس قسم الترميم بمكتبة القرويين، بالشراكة مع معهد الشارقة للتراث. وتغطي هذه الورشة المتخصصة ممارسات الترميم الأساسية، من تحديد العوامل التي تؤثر على المخطوطة إلى التقنيات الأساسية للحفظ.
تنطلق الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب في مركز إكسبو الشارقة حتى 17 نوفمبر المقبل.