أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤخراً عن إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، والذي يقع في 127 مجلداً.
ويضاف هذا الإنجاز إلى قائمة الإنجازات المتنامية التي حققتها الشارقة في الثقافة والأدب واللغة العربية والتي تعود بالنفع على المجتمعين العربي والإسلامي على حد سواء.
جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات مؤتمر الشارقة الدولي الثاني لدراسات اللغة العربية في أوروبا، في 21 سبتمبر الجاري، والذي تنظمه أكاديمية اللغة العربية بالشارقة في مركز الدكتور سلطان القاسمي.
وتستمر فعاليات الدورة الثانية من المؤتمر حتى 22 سبتمبر/أيلول الجاري، ويهدف إلى تناول مجالات حيوية تتعلق باللغة العربية، بما في ذلك الدراسات المعمقة في العلوم الإنسانية العربية التي تعكس الوضع الحالي للغة العربية في أوروبا، والبحوث المبتكرة في تعليم اللغة العربية، والتجارب العملية في مجالات اللغة العربية ودراسات العلوم الإنسانية.
ورحب صاحب السمو حاكم الشارقة بحشد متنوع من العلماء والباحثين من مختلف أنحاء أوروبا في المؤتمر، معرباً عن سعادته العميقة بإنجاز مجلدات المعجم التاريخي للغة العربية.
وقال سموه : "إن حضوركم اليوم، ونحن نحتفل بإتمام هذا العمل الضخم، يملأنا بالفرح والفخر. إنها حقًا لحظة احتفال، وشهادة على جهودنا الجماعية. على مدى سبع سنوات، أصبح هذا القاموس حيًا من خلال تفاني 500 باحث ونحو 200 مصحح لغوي ومراجع وطابع".
يجمع المؤتمر مجموعة متنوعة من العلماء والأكاديميين من دول مثل رومانيا وكازاخستان وإسبانيا والنرويج وبولندا وروسيا وألمانيا وصربيا وكرواتيا والدنمارك وتركيا وفرنسا واليونان وإيطاليا. سيقدمون أوراق بحثية تستكشف موضوعات المؤتمر ويشاركون تجاربهم الفريدة في تعلم وتعليم اللغة العربية، فضلاً عن التحديات التي يواجهونها.
وأعلن سموه أن الفريق العلمي والبحثي الذي أنجز مشروع المعجم التاريخي سيواصل عمله الدؤوب بالتعاون مع مجمع اللغة العربية في الشارقة، وسيبدأ العمل على إعداد الموسوعة العربية التي ستغطي كافة المجالات الأدبية والعلمية، لتكون المرجع الأول للجميع.
وفي ختام كلمته، أكد صاحب السمو حاكم الشارقة على الالتزام المستمر بإنشاء المزيد من المراكز الثقافية التي تلعب دوراً حاسماً في تعزيز الثقافة واللغة العربية، إلى جانب العديد من المشاريع القيمة المرتبطة بهذه الجهود.
يهدف المؤتمر إلى استكشاف ومناقشة عدد من المواضيع الرئيسية، بما في ذلك الحكايات العربية في الغرب مثل "ألف ليلة وليلة" و"كليلة ودمنة" وقصص جحا، فضلاً عن اللغة العربية والتكنولوجيا المعاصرة؛ والترجمة والتواصل الثقافي؛ وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأوروبية: الواقع والآفاق؛ وتصوير العرب في أدب الرحلات وكتابات الجغرافيين الأوروبيين؛ وموضوع المخطوطات العربية في أوروبا.
وشارك في افتتاح المؤتمر مع صاحب السمو حاكم الشارقة عدد من كبار الشخصيات، من بينهم خليفة مصبح بن أحمد الطنيجي رئيس مجمع القرآن الكريم بالشارقة، وجمال سالم الطريفي رئيس الجامعة القاسمية، وعبدالله خليفة السبوسي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة، وعلي المري رئيس مركز الدكتور سلطان القاسمي، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ورؤساء وممثلي اتحادات اللغة العربية والأكاديميين، إلى جانب عدد من المسؤولين والمتخصصين.