"أبنائي المتواجدون على طرق وأماكن متعددة في إمارة الشارقة، نحييكم ونشد على أيديكم ونتمنى لكم السلامة في هذا العمل الجبار الذي يحافظ على أمن الإنسان في دولة الإمارات العربية المتحدة".
ترددت هذه الكلمات عبر النظام اللاسلكي لتصل إلى مئات من ضباط الدوريات وأفراد الشرطة الميدانية أثناء كلمة وجهها لهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة خلال افتتاحه مبنى القيادة العامة ومركز العمليات الجديد لشرطة الشارقة.
وأضاف في ختام كلمته "وفقكم الله وسدد خُطاكم ونتمنى لكم إن شاء الله العودة سالمين إلى مواقعكم الصحيحة".
وحث صاحب السمو حاكم الشارقة خلال الفعالية رجال الأمن على توخي أقصى درجات الحيطة والحذر قبل القيام بالاعتقالات، والتأكد من عدم إلحاق الأذى بالأفراد الأبرياء، ونصح رجال الشرطة باتخاذ قرارات تقلل من الأذى الذي قد يلحق بالأفراد، خاصة عند التفكير في السجن، من أجل حماية سمعتهم داخل المجتمع وبين أقرانهم.
وأكد أن التعامل مع الناس يجب أن يتم باحترافية وأخلاقية ويعتمد على معلومات دقيقة وموثوقة.
وحث سموه رجال الأمن على التحلي بالمرونة في التعامل مع الناس، رغم التحديات التي يواجهونها في أداء مهام عملهم.
كما أكد على أهمية تخفيف المشاكل المالية، وهو يسعى شخصياً إلى معالجة مخاوف هذه الفئة من خلال منحهم فترات سماح أو تخفيف معاناتهم، مؤكداً أنه ملتزم بتجنب السجن كلما أمكن ذلك. وأعرب عن رغبته في منع وصف الأفراد بـ "خريجي السجون"، حتى لو كانوا قد سُجنوا مرة واحدة فقط.
وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة أن السجن ليس للإهانة أو التعذيب، بل للإصلاح والتأديب، مؤكداً أن من أهم مسؤوليات رجال الأمن تأهيل الأفراد وليس معاقبتهم.
وأشار إلى أن قانون العقوبات لا ينص على عقوبات متساوية، وبالتالي لا يجوز معاملة المجرمين على قدم المساواة أو وضعهم معاً في زنزانات السجن.
وأكد أن الانضباط في السجون يجب أن يرتكز على معاملة الأفراد بلطف، والاهتمام بمن ارتكبوا مخالفات، والاستماع إليهم. وأكد أن هؤلاء الأفراد، مثلهم كمثل أي شخص آخر، يولدون بقدرات، ولكن تربيتهم ربما أهملت، مما جعلهم عرضة للتأثيرات السيئة. ولو تلقوا التوجيه السليم من والديهم، لكانوا قادرين على أن يصبحوا أعضاء إيجابيين في المجتمع.
وأكد أن عملية إصلاح السجون والأمن تبدأ من المنزل، داعياً الآباء إلى تربية أبنائهم على الفضيلة، الأمر الذي يؤدي إلى بناء مجتمع فاضل ومدينة فاضلة، يحافظ فيها الناس على دينهم وعقيدتهم وهويتهم العربية وعاداتهم وتقاليدهم.
كما افتتح سموه مركز العمليات المتطور والذي يعد الأكثر تطوراً بين الأجهزة الأمنية، والمجهز بأحدث الأنظمة البرمجية، والمصمم وفق معايير متطورة تدمج الذكاء الاصطناعي.
ويمكّن المركز من إدارة البلاغات والمهام الأمنية بكفاءة عالية، ويوحد الجهود عبر سلسلة من الإجراءات الرقمية الدقيقة، بما يضمن الربط الفعال بين كافة غرف العمليات في مختلف أقسام الشرطة، كما يتكامل مع أنظمة شبكات الشركاء، مثل الوصول إلى كاميرات إشارات المرور على طرق وشوارع الإمارة.