في اتجاه مثير للقلق، يتجه عدد متزايد من الأفراد في منطقة الخليج إلى حقن إنقاص الوزن كحل سريع للتخلص من الوزن الزائد.
ومع ذلك، فإن الخبراء الطبيين يحذرون من المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بهذه العلاجات، وخاصة بعد تقارير عن حاجة المرضى إلى العناية المركزة بسبب المضاعفات.
وكشفت الدكتورة وفاء حلمي عياش، استشارية التغذية السريرية ومديرة التغذية العلاجية بمستشفى تداوي التخصصي، عن دخول نحو تسعة من مرضاها إلى وحدات العناية المركزة بسبب إصابتهم بالتهاب البنكرياس المرتبط بحقن إنقاص الوزن.
وأضافت: "لدي أكثر من 200 مريض يستخدمون هذه الحقن بأنواعها المختلفة، وهناك أطفال أيضا، فالطفل والبالغ يفقدان الوزن، ولكن من دون متابعة الطبيب وأخصائي التغذية يستعيدان الوزن".
"إنها آمنة عند استخدامها بشكل مناسب، ولكن العديد من الأفراد يعالجون أنفسهم دون التوجيه المناسب، مما يؤدي إلى نتائج ضارة."
وأعرب الخبراء أيضاً عن قلقهم بشأن سهولة الحصول على حقن إنقاص الوزن هذه، والتي تتوفر في كل صيدلية تقريبًا.
ويسمح هذا التوفر الواسع النطاق للأفراد بالحصول على هذه الأدوية واستخدامها دون الحاجة إلى وصفات طبية أو إرشادات مناسبة، مما يزيد من خطر سوء الاستخدام والمضاعفات الصحية الخطيرة.
بعض المرضى الذين سعوا إلى حلول سريعة لفقدان الوزن من أجل المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزفاف، وجدوا أنفسهم يواجهون عواقب صحية خطيرة بدلاً من النتائج المرجوة.
وأوضحت الخبيرة خلال مؤتمر "صحتي" في الشارقة، أن الحقنة تستخدم كبديل للعمليات الجراحية، وهناك تجارب ناجحة.
ومع ذلك، أكدت الدكتور وفاء على أهمية الإشراف الطبي عند النظر في هذه الحالات.
على الرغم من أن هذه الحقن يمكن أن تساعد في تقليل الجوع والمساعدة في إنقاص الوزن، إلا أنه يجب إعطاؤها تحت إشراف طبي صارم، موضحة أن هذه الحقن ليست علاجا سريعا، محذرة من أن "الطبيب وحده هو المخول بوصفها، وفي حال وصفها فلابد من زيارات متابعة".
وأكدت أنه حتى لو كانت هذه الحقن آمنة لفترة معينة، فلا بد من فحص كافة الجوانب، بما في ذلك وظيفة الغدة الدرقية، ولا يجب أن يكون أحد في العائلة مصاباً بسرطان البنكرياس أو مشاكل الغدة الدرقية وغيرها.
"يمكن أن تعمل حقن إنقاص الوزن على خلق شعور بالشبع وتساعد على تقليل الوزن، ولكن يجب وصفها من قبل متخصصين مؤهلين في الرعاية الصحية والذين يمكنهم مراقبة استخدامها عن كثب."
وعلى الرغم من شعبيتها المتزايدة، حذرت الدكتورة وفاء من أن حقن إنقاص الوزن لا ينبغي أن تحل محل النظام الغذائي المتوازن ونظام التمارين الرياضية.
وأضافت أنه "بدون اتباع نهج شامل لإدارة الوزن، بما في ذلك التعديلات الغذائية والنشاط البدني، قد لا يتمكن الأفراد من تحقيق نتائج مستدامة".
وقد دفع هذا الاتجاه المثير للقلق إلى دعوات لزيادة الوعي والتثقيف بشأن الاستخدام الآمن لعلاجات إنقاص الوزن.
وحث المتخصصون في المجال الطبي الجمهور على طلب الاستشارة المناسبة قبل الشروع في رحلات إنقاص الوزن هذه، مشددين على أن الفوائد قصيرة المدى قد لا تفوق المخاطر الصحية طويلة المدى.
ومع استمرار نمو الطلب على هذه الحقن، أصبح من الضروري لمقدمي الرعاية الصحية والمرضى المشاركة في مناقشات مستنيرة حول استخدامها، وضمان بقاء السلامة على رأس الأولويات في السعي إلى حلول إنقاص الوزن.