موسم الإجازات يفطر قلوبهم حيث لاوطن يذهبون إليه 
الإمارات

حلم العودة يسكن أبناء قطاع غزة في الإمارات

بعض المغتربين من أبناء غزة لم يروا أقاربهم منذ عقود ويقولون أنّ زيارة الوطن أصبحت حلماً صعب المنال.

زين بسلت

يُعبر المغتربون الفلسطينيون عن شعورهم العميق بالفقدان كل صيف عندما يرون أصدقاء لهم يذهبون لقضاء العطلة في وطنهم الأم.

وقالت رحاب، وهي رب عمل تبلغ من العمر 49 عاماً، والتي طلبت عدم الكشف عن اسمها الكامل، لصحيفة "خليج تايمز": "إنه لأمر محزن يفطر القلب. عندما أرى مغتربين آخرين في دولة الإمارات يذهبون لقضاء إجازاتهم في بلدانهم الأصلية، أدرك حينها قلة حيلتي وعدم قدرتي على العودة إلى بلدي".

وأضافت: "عندما تزوجت، أيقنت أنني لن أستطيع الذهاب إلى غزة بعد الآن لأنّ زوجي من الضفة الغربية. يجب علينا أن نسلك طرقاً مختلفة للدخول إلى الأراضي المحتلة، ومع وجود طفل معنا في الطريق، لم نرغب في المخاطرة بالبقاء عالقين في غزة. كان الأمر محزناً للغاية، فلسطين وطني، وعائلتي لا تزال هناك. لم أرَ بعض أقاربي منذ 24 عاماً".

وقال الفلسطينيون الذين تحدثوا إلى صحيفة "خليج تايمز" أن "زيارة الوطن أصبحت حلماً صعب المنال". فقد خلقت القيود الحدودية والتعقيدات السياسية حواجز لا يمكن التغلب عليها أمام أولئك الذين يتوقون لزيارة وطنهم.

آخر زيارة للوطن

وقالت نهال، وهي أم وربة منزل تبلغ من العمر 53 عاماً، والتي طلبت هي الأخرى عدم الكشف عن هويتها، أنها زارت غزة آخر مرة في عام 2005. وأضافت: "كانت آخر زيارة لي إلى غزة قبل ولادة ابنتي الأخيرة. لم أكن أعلم أنها ستكون زيارتي الأخيرة لموطني، إنه لأمر محزن للغاية".

كما مرت 18 سنة منذ أن زارت "هبة" غزة. وقالت هبة، وهي موظفة استقبال في مدرسة وتبلغ من العمر 48 عاماً: "عندما تخرجت من الكلية، حصلت على وظيفة وتزوجت وانشغلت بالحياة. والآن، بعد أن فقدت أقاربي في الحرب، ندمت أشد الندم على عدم زيارتهم عندما كان بإمكاني ذلك. الحياة ليست مضمونة، ولا نعرف أبداً متى سنفقد شخصاً ما، فكل ليلة قبل أن أنام، أبكي من الحزن".

الهجمات العسكرية الإسرائيلية مستمرة بلا هوادة في غزة، فيضطر الفلسطينيون إلى مغادرة عدة أحياء، بما في ذلك المناطق التي كانت قد تم تصنيفها في الأصل كجزء من منطقة إنسانية آمنة.

السعي للبقاء على اتصال

رغم الحرب المستمرة التي جعلت البعد عن الوطن أكثر إيلاماً، قالت النساء الفلسطينيات اللاتي تحدثن إلى صحيفة "خليج تايمز" أنهن يسعين جاهدات للبقاء على اتصال مع أحبائهن في غزة.

وتعتمد رحاب الآن على الرسائل النصية للتواصل مع عائلتها. وقالت: "قبل الحرب، كنا نتواصل دائماً عن طريق تطبيق "بوتيم"، ولكن الآن لا أرسل لهم سوى الرسائل النصية لأنني لا أستطيع تحمل رؤية البؤس الذي يعيشون فيه، فهذا الوضع الذي هم فيه يفطر قلبي".

وقالت نهال، التي اعتادت زيارة أقاربها في مصر في لقاءات قصيرة: "أتحدث مع أقاربي عبر الهاتف. قبل الحرب، كنا نلتقي في مصر ونقضي أسبوعاً معاً. أمّا الآن، فقد غدا هذا مستحيلاً."

بساطة الحياة الاجتماعية

بالنسبة لرحاب، الشيء الوحيد الذي تفتقده أكثر هو بساطة الحياة في غزة. وقالت: "أفتقد الحياة البسيطة"، وأضافت: "لا تسيؤوا فهمي، فأنا سعيدة بوجودي حيث أنا اليوم في الإمارات . ولكن في غزة، كانت الحياة أبسط بكثير، فهي تذكرني بالأجيال القديمة عندما كان كل شيء يسير بخطى بطيئة وبسيطة، أفتقد أخواتي وأبناء عمومتي. مجرد التفكيرفي أنني لم أر أختي منذ 24 عاماً، يفقدني صوابي".

تشتاق نهال إلى تقاليد الطهي الجماعي. وقالت: "أفتقد الطهي في غزة. قد يبدو الأمر مضحكاً، لكن الطهي في غزة مختلف تماماً عن الطهي هنا. هناك، لا تطهو لعائلتك فقط، بل للجيران أيضاً".

أمّا هبة، فذكرت أنها تفتقد المجتمع المترابط والتجمعات. وقالت: "أفتقد مدى قرب الجميع من بعضهم البعض والتجمعات والسهرات. عندما كنت في غزة، كان الناس يزوروننا كل يوم. لم نكن نشعر بالوحدة أبداً، وهذا أكثر ما أفتقده."

عطلة للمدارس الخاصة في دبي بمناسبة عيد الاتحاد

دبي: مركز الشرطة الذكي العائم يقدم خدماته نهاية 2026

3 ألاف درهم وتذاكر العودة شرط لتأشيرة زيارة الإمارات

الإمارات: رفع الحظر الجزئي عن الطائرات بدون طيار

عروض وهمية تقدم بيانات مجانية بمناسبة عيد الاتحاد