مع انتشار ارتفاع الأسعار لمعدلات قياسية وعروض خطط السداد المغرية للعقارات على الخريطة من قبل مطوري العقارات في دبي، يبتعد المشترون عن المناطق المركزية ويتجهون للبحث عن عقارات في ضواحي المدينة.
ونتيجة لارتفاع الأسعار إلى ذروتها في المناطق المرغوبة في المدينة، بدأت بعض المناطق ذات الأسعار المعقولة والاقتصادية تسجل ارتفاعاً في الأسعار أيضاً، حيث يتحول المشترون والمستثمرون إلى هذه المناطق.
وشهدت أسعار العقارات في المواقع الرئيسية مثل وسط المدينة، وخليج الأعمال، ونخلة جميرا، ومارينا، وشارع الشيخ زايد، ودبي هيلز نمواً بمعدلات أحادية إلى مزدوجة الرقم على أساس ربع سنوي خلال جائحة كوفيد-19 بسبب الطلب المرتفع من أصحاب الملايين والأفراد ذوي الثروات العالية الذين ينتقلون إلى الإمارة.
وبالإضافة إلى ذلك، يتجه المستثمرون الدوليون إلى شراء العقارات قيد الإنشاء في الإمارة والتي تعد اقتصادية أكثر بكثير من المدن العالمية الأخرى مثل لندن ونيويورك وهونج كونج وباريس وسنغافورة، وغيرها.
وقالت "براثيوشا جورابو"، رئيسة الأبحاث والاستشارات في كوشمان آند ويكفيلد كور، إن أسعار المبيعات على مستوى المدينة حافظت على اتجاهها الصعودي للربع السابع عشر على التوالي في الربع الثالث من عام 2024، مسجلة زيادة قوية بنسبة 20 في المائة على أساس سنوي.
وارتفعت أسعار الفلل بنسبة 23 في المائة على أساس سنوي في حين ارتفعت أسعار الشقق بنسبة 19 في المائة في الربع الثالث من هذا العام.
وأظهرت بيانات شركة "كوشمان آند ويكفيلد" الأساسية أن أحياء الضواحي والأحياء ذات الأسعار المعقولة تقود السوق.
وقال جورابو: "يرجع هذا الارتفاع إلى حد كبير إلى انخفاض الأسعار نسبياً في هذه المناطق والنمو الكبير في الأسعار في المناطق المركزية، مما دفع المزيد من المشترين إلى الاستثمار في مناطق الضواحي. وسجلت ديسكفري جاردنز أعلى زيادة في الأسعار بنسبة 43 في المائة، تليها أبراج بحيرات جميرا ودبي لاند (رمرام) بنسبة 34 في المائة و 28 في المائة على التوالي. وفي الوقت نفسه، سجلت كل من سيتي ووك ودبي هيلز استيت زيادات معتدلة بلغت 12 في المائة"، مضيفاً أن "هذا التحول يسلط الضوء على الطلب المتزايد على فرص الاستثمار القائمة على القيمة في مناطق الضواحي، حيث يتم التسعير للمشترين خارج المناطق المركزية ويبحثون عن بدائل في مواقع الضواحي الخارجية".
بالإضافة إلى ذلك، يوفر بعض المطورون في دبي خطط دفع قوية، خاصة بهم، مع استمرار نمو الطلب على العقارات على الخريطة بشكل مطرد. وتضمن خطط الدفع هذه التسليم في الوقت المناسب وإكمال المشاريع للمشترين مع ارتفاع تكاليف مواد البناء بسبب الطلب المرتفع، ويجد بعض المطورين صعوبة في الحصول على مقاولين ذي كفاءة عالية.
وقالت شركة "أستيكو"، وهي شركة خدمات عقارية مقرها دبي، إن "الطلب المرتفع المستمر على العقارات قيد الإنشاء دفع بعض المطورين إلى تقديم خطط دفع تنافسية، حيث تصل نسب السداد إلى 80/20 أو 75/25. وهذا الاتجاه يجعل امتلاك المنازل من خلال عمليات الشراء قيد الإنشاء أكثر صعوبة بالنسبة للأفراد والأسر ذات الدخل المنخفض، وخاصة أولئك الذين يبحثون عن شقق أو فيلات أكبر".
كما ظل نشاط المعاملات العقارية على الخريطة قوياً في الربع الثالث، حيث بيعت مشاريع التطوير في مواقع مرغوبة ومن مطورين بارزين في كثير من الأحيان خلال أيام أو حتى ساعات. ويعود هذا الأداء القوي إلى تداخل عوامل رئيسية مثل سمعة العلامة التجارية والموقع المرغوب وعروض المنتجات عالية الجودة والأسعار التنافسية وخطط الدفع الجذابة.