تتبنى العديد من الشركات في دبي نهجاً مرناً لساعات العمل، مانحةً موظفيها حرية العمل من المنزل، كما تشجعهم على مشاركة السيارات لتفادي زحمة المرور خلال ساعات الذروة.
في خطوة لافتة، تتيح بعض الشركات الخاصة في دبي لموظفيها إمكانية العمل لثماني ساعات في أي وقت خلال اليوم، مما يوفر عليهم الوقت والجهد المبذول في رحلات الذهاب والعودة.
يأتي ذلك بالتزامن مع سعي دبي الحثيث لتوسيع نطاق برنامج ساعات العمل المرنة وسياسات العمل عن بُعد في جميع أنحاء الإمارة، بهدف تخفيف الازدحام المروري. وقد أكدت الدراسات التي أجرتها سلطات دبي أن تطبيق ساعات العمل المرنة والعمل عن بُعد يساهم بشكل فعال في تقليص مدة الرحلة في وقت الذروة الصباحية بنسبة 30%.
وفي هذا السياق، قال "ميناك سينجوبتا"، وهو موظف في قطاع تكنولوجيا المعلومات: "يتيح لي العمل في هذا القطاع مرونة العمل من المنزل، وهي ميزة لا تُقدر بثمن، خاصة وأن الشركة التي أعمل بها مقرها الولايات المتحدة. يتطلب مني هذا الوضع تعديل جدول أعمالي ليتوافق مع المناطق الزمنية هناك، مما يمتد بساعات العمل إلى الليل في كثير من الأحيان. وعلى الرغم من صعوبة ذلك، إلا أن هذه المرونة تمنحني فرصة فريدة لقضاء المزيد من الوقت مع عائلتي".
وقال "أوليفر كوالسكي"، المدير الإداري لشركة "هايز الشرق الأوسط": "نحن نقدم خيار العمل المرن من المنزل، كما أن أوقات بدء العمل وانتهائه في المكتب مرنة أيضاً، بحيث يمكن للموظفين تجنب ساعات الذروة".
وأضاف "كوالسكي" أنه في حالة ازدياد الزحام المروري سوءاً بسبب الأمطار الغزيرة، ستقوم الشركة بتوسيع نطاق العمل المرن للموظفين.
وقال "فيفيك أرورا"، المدير الإداري لجمعية إدارة الموارد البشرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أنهم اعتمدوا تدابير مختلفة لمساعدة الموظفين على تجنب الازدحام، بما في ذلك ساعات العمل المرنة، حيث يمكنهم العمل في مناوبات مدتها ثماني ساعات في أي وقت من اليوم من الساعة 8 صباحاً حتى 6:30 مساءً وخيار العمل الهجين للموظفين للعمل أربعة أيام من المكتب ويوم واحد من المنزل لجميع الوظائف غير الأساسية.
كما أشار إلى أنهم يشجعون الموظفين على مشاركة السيارات في إطار القوانين المعمول بها.
أشار "فيفيك أرورا" إلى التأثير السلبي للازدحام المروري المتزايد في دبي والإمارات العربية المتحدة على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث يقضي الموظفون الآن ضعف الوقت تقريباً على الطرق مقارنة بعام 2021-2022، مما يُخل بتوازن العمل والحياة ويُؤثر على الصحة النفسية.
ومن جانبه، أكد "أوليفر كوالسكي" على أن قضاء ساعات طويلة في زحمة المرور يرهق الموظفين ويؤثر على توازنهم بين العمل والحياة الشخصية.
وأضاف: "إن الوقت الضائع في المترو المكتظ أو في الاختناقات المرورية يسبب التوتر وقد يؤدي إلى أمراض متكررة على المدى الطويل، كما أنه يقلل من الوقت المتاح للعائلة والهوايات". وأوضح أن شركته تحرص على توفير مواقف سيارات قريبة من المكتب لجميع الموظفين، كما راعت عند اختيار موقع المكتب قرب محطة المترو لتسهيل استخدام وسائل النقل العام.
أما "ميناك سينجوبتا"، فقد أكد أن ساعات العمل المرنة تتيح له قضاء وقت ممتع مع ابنته، حيث قال: "بما أن زوجتي أيضاً تعمل، فإن تواجدي في المنزل خلال النهار يشكل دعماً كبيراً لنا. فعلى سبيل المثال، عندما تعود ابنتي من المدرسة، أكون موجوداً هناك لاستقبالها من محطة الحافلات. تتيح لنا هذه اللحظات البسيطة التواصل وقضاء بعض الوقت معاً قبل أن أعود إلى العمل. كما يمكنني متابعة شؤون المنزل وإنجاز بعض المهام والتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام، وهو أمر مريح لزوجتي نظراً لجدول عملها المزدحم".
أكد أرورا على أهمية دعم النقل المدرسي كحل فعال للحد من الازدحام المروري. كما اقترح وضع حد أقصى لعدد المركبات التي تمتلكها كل أسرة، وفرض رسوم تسجيل وتأمين أعلى على السيارات الإضافية، وتطبيق نظام الأرقام الفردية والزوجية على الطرق، إلى جانب تحسين وتيرة النقل العام وتسهيل وصوله إلى جميع المناطق.