في الإمارات العربية المتحدة، كانت حوالي 90 إلى 95 في المائة من حالات الرعاية البديلة خلال العقد الماضي لأطفال دون سن السنتين. هذه هي الممارسة المفضلة للتمريض التي تعد جزءاً من برنامج الرعاية البديلة الذي أطلقته هيئة تنمية المجتمع في دبي.
تشرح الشريعة الإسلامية سبب احتضان الأطفال دون سن العامين. وبيّن الدكتور عبد العزيز الحمادي، مدير إدارة التماسك الأسري في هيئة تنمية المجتمع، لصحيفة الخليج تايمز: "إذا قامت امرأة بإرضاع طفل يقل عمره عن عامين - حتى وإن لم يكن طفلها - فإنها تصبح أماً له بالرضاعة. وبناءً على ذلك، يعتبر أطفالها البيولوجيون أقارب للطفل بالرضاعة ويُحظر عليهم الزواج منه".
وينصح الأمهات بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، وأضاف: "في حالة الأم العزباء يمكنها تناول أدوية إدرار الحليب وإرضاع الطفل رضاعة طبيعية".
التبني بصورته القانونية محرم في الإسلام، لكن الإسلام يجيز للناس تقديم الحماية والدعم المالي للأطفال المحتاجين. ويمكن لأي شخص أن يقدم الرعاية والحنان للطفل دون فرض أي التزامات قانونية مثل الميراث، كما هو الحال في نظام الكفالة.
والفرق الرئيسي بين الكفالة والتبني هو أن الكفالة تكون في الغالب مؤقتة (تستمر من بضعة أيام إلى عدة سنوات)، في حين أن التبني يكون دائماً في العادة. ويذكر القرآن الكريم الآباء المتبنين على وجه التحديد بأنهم ليسوا الوالدين البيولوجيين للطفل، كما يعطي قواعد محددة حول العلاقة القانونية بين الطفل وأسرته المتبنية.
يقدم برنامج "رعاية الطفل" الذي تديره هيئة التنمية الاجتماعية الرعاية والدعم للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية، مثل الأطفال ذوي الوالدين غير المعروفين. يتيح البرنامج لهؤلاء الأطفال العيش في بيئة أسرية نموذجية. أُطلق البرنامج في عام 2013، مما يوفر للأسر فرصة لرعاية الطفل وتربيته في بيئة اجتماعية صحية ومستدامة.
فيما يلي الإرشادات لمعرفة المزيد عن رعاية الأطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة:
في الشريعة الإسلامية، لا يجوز أن يحمل الأطفال المحتضنون اسم الوالدين المحتضنين. وتختار الهيئة اسماً عشوائيًا مكوناً من أربعة أجزاء للطفل دون أن يوحي بأنه مجهول النسب أو يحمل أي إهانة. ويجب أن يكون الاسم شائعًا في المجتمع الإماراتي. ويمكن للوالدين اختيار الاسم الأول إذا كان الطفل مولودًا حديثًا ومحتضنًا، حيث أن معظم الأطفال المحتضنين هم دون سن الثانية.
وأشار الحمادي إلى أن "الحضانة تنتهي في حالتين: إما بإثبات النسب وظهور أحد الوالدين البيولوجيين، أو ببلوغ الطفل سن 21 عاماً".
وأكد الدكتور الحمادي أن خدمة رعاية الطفل تستهدف الأسر الإماراتية المسلمة من الأزواج الراغبين في رعاية طفل بشرط توفر شروط معينة وهي:
يجب أن يكون أحد المتقدمين على الأقل إماراتياً
يجب أن تكون الأسرة الحاضنة مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة
لا ينبغي أن يكون عمر أي من الزوجين أقل من 25 عامًا
يمكن أيضًا للمرأة العازبة التي يتراوح عمرها بين 30 و 50 عامًا التقدم بطلب.
كما يجب أن تكون الأسرة خالية من الأمراض المعدية والمشاكل النفسية والاضطرابات العقلية، وألا يكون لديها سجل جنائي، وأن يكون وضعها المالي متوسطاً إلى ممتازاً.
وأكد الحمادي أن "المعايير العمرية وضعت للتأكد من أن الأسرة جاهزة لاحتضان الطفل وقادرة على تحمل المسؤولية وأن المرأة تتمتع بصحة جيدة لرعاية الطفل".
وتبدأ العملية بتقدم الأسر بطلب الحصول على الخدمة، ثم يتم وضعهم على قائمة انتظار وتزويدهم ببرامج تدريبية وتأهيلية. وتعمل هذه البرامج على إعداد الأسر نفسياً وتجهيزها لتربية الطفل، بما في ذلك الوعي النفسي والتربوي والقانوني.
تستغرق عملية التسجيل عادة حوالي 15 يومًا. إذا كان الطفل متاحًا، فيمكن وضعه مع الأسرة الحاضنة خلال يومين.
وأشار الحمادي إلى أن "هناك قوائم انتظار للاحتضان، مع وجود عدد محدود من الأطفال المتاحين، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى إغلاق باب التسجيل".
وأضاف أن "الحضانة عمل تطوعي قائم على الرغبة، ولذلك قد تحدد بعض الأسر مواصفات الطفل، وتبرر ذلك برغبتها في تجنب إثارة الأسئلة المجتمعية حول الاختلافات بين الوالدين والطفل، وبالتالي تقليل الحرج الذي قد يشعر به الطفل".
وأشار أيضًا إلى أن "تحديد السمات الشخصية قد يطيل العملية بسبب القيود التي قد لا يستوفيها الأطفال المتاحون للرعاية".
يقوم العاملون الاجتماعيون بزيارات ميدانية دورية للأسرة للتأكد من سلامة الطفل المتبنى، ويجب أن تكون الزيارات ست زيارات على الأقل للأطفال دون سن الرابعة وأربع زيارات لمن هم فوق الرابعة، وحالة إعادة الطفل المتبنى شبه معدومة.
وأكد الحمادي على أهمية وجود سياسة إفصاح منظمة للأطفال المحضونين.
وأوضح أن القانون ينظم سياسة الإفصاح لإطلاع الطفل المحضون على واقعه الاجتماعي، ويجب على الأسرة الحاضنة استكمال برامج التدريب، ويجب أن يتم الإفصاح في سن الرابعة تقريبًا، وإعداد الطفل تدريجيًا لهذه المعلومات.
وأضاف أن "الإفصاح يتم تحت إشراف الوزارة والسلطات المحلية، ولا يوجد أي طرف خارجي".
وتماشياً مع هذه الجهود، أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة "قرية عائلية" تهدف إلى تهيئة أجواء عائلية لأطفال الرعاية البديلة. وتتيح هذه المبادرة لهم تجربة الشعور بالانتماء من خلال نظام منظم من الأسر البديلة.
تعمل القرية العائلية على تعزيز الصحة العاطفية والاجتماعية لهؤلاء الأطفال، من خلال توفير العلاقات الداعمة اللازمة للنمو الصحي.
وتحث دولة الإمارات العربية المتحدة الأفراد على الإبلاغ فورًا إلى أقرب مركز شرطة في حال العثور على طفل مجهول الهوية. وعند الإبلاغ عن ذلك، يجب عليهم إحضار ملابس الطفل وأي أشياء أخرى تم العثور عليها مع الطفل أو بالقرب منه. ومن المهم تقديم الوقت والتاريخ والمكان الذي تم فيه العثور على الطفل.
إذا بدا أن الطفل في حالة تشكل خطراً على حياته وسلامته، فيجب على الشخص الذي وجده إبلاغ الشرطة على الفور وسؤالها عن الإجراءات التي يجب اتخاذها.
وتقوم الجهات الأمنية والقضائية بعد ذلك بإجراء التحقيقات اللازمة لتحديد هوية الطفل، وفي حال عدم تمكنها من تحديد هويته، يتم إصدار وثيقة رسمية تفيد بأن الطفل مجهول الهوية، مما يسمح بدخوله برنامج الرعاية البديلة.