بالنسبة لبعض الدعاة المسلمين في دبي، فإن المبادرة الجديدة التي أطلقتها دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري ستكون بمثابة نقطة تحول، حيث ستساعدهم على تعلم مهارات جديدة وإنشاء محتوى رقمي مؤثر. تم تصميم هذا البرنامج التحويلي، المعروف باسم "منشئو المحتوى الدعوي"، لسد الفجوة بين الوعظ التقليدي والتواصل الرقمي الحديث.
وأشاد الشيخ "أياز حوسي"، إمام مدرسة نجاتا الوطنية وخطيب مركز المنار الإسلامي، بالمبادرة لتعزيز المهارات الفنية والاحترافية للخطباء. وقال الشيخ البالغ من العمر 38 عامًا من موريشيوس: "إن نشر رسالة السلام بطريقة يسهل على هذا الجيل استيعابها هو أفضل طريقة للمضي قدمًا".
وأكد الشيخ حوسي أن تبني التقنيات الحديثة لا يقتصر على مواكبة الاتجاهات الحديثة، بل ويتعلق بفهم كيفية استهلاك الجماهير الحديثة للمعلومات. وأضاف: "تهدف المبادرة إلى تزويد الخطباء بالمهارات اللازمة لاستخدام الرسومات والفيديو والصوت بشكل فعال، مما يسمح لهم بإشراك جمهور أوسع برسائل سلام مؤثرة".
كما سلط الشيخ محسن صالح، وهو إمام مسجد في ديرة يبلغ من العمر 46 عامًا، الضوء على فوائد البرنامج. وقال المواطن العراقي: "يساعد هذا التدريب في سد الفجوة بين الوعظ التقليدي والتواصل الرقمي الحديث. إنه يسمح لنا بتكييف التعاليم الدينية مع المنصات الاجتماعية، مما يجعلها أكثر سهولة في الوصول إليها وقابلية للتواصل".
وشرح الشيخ صالح أهمية إشراك الجمهور الأصغر سناً من خلال محتوى جذاب بصرياً وموجز. وقال الشيخ صالح: "يتفاعل الجيل الحالي مع المحتوى بشكل مختلف. فهم يتعلمون بصرياً، وغالبًا ما يتصفحون وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات. ولجذب انتباههم وإحداث تأثير، يجب أن تكون رسائلنا جذابة وذات صلة".
وبالإضافة إلى تحسين قدراتهم على التواصل، سيساعد البرنامج الدعاة على التعامل مع تعقيدات المشهد الرقمي، بما في ذلك التعامل مع المعلومات المضللة والمحتوى السلبي. وقال الشيخ حوسي: "ستمنحنا المبادرة رؤى قيمة حول كيفية عمل خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية التلاعب بالمحتوى عبر الإنترنت، مما يساعدنا في إدارة حضورنا الرقمي بشكل فعال".
ويمتد البرنامج على مدى خمسة أسابيع بواقع 100 ساعة تدريبية، تغطي المهارات الأساسية مثل إنشاء المحتوى الرقمي والتحدث أمام الجمهور ورواية القصص الإبداعية. وسيتلقى المشاركون إرشادات من 20 محاضراً، كما سيشاركون في ورش عمل حول الظهور الإعلامي والتصوير الفوتوغرافي بالهاتف المحمول والتحرير والنشر الاستراتيجي للمحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. وعلاوة على ذلك، يتضمن المنهج أحدث الاتجاهات في التسويق الرقمي والذكاء الاصطناعي، مما يضمن قدرة الخريجين على إدارة محتواهم بشكل احترافي والتواصل بشكل فعال مع جماهيرهم.
تهدف هذه المبادرة إلى تمكين الدعاة الدينيين بالمعرفة والأدوات اللازمة لنشر رسائلهم في العصر الرقمي، وضمان أن تظل تعاليمهم مؤثرة وذات صلة بالجمهور الحديث.