ربما اعتاد سكان دبي على رؤية مخططين محترفين وهم يجهزون المنازل لحفلات منزلية أو متخصصين في صالونات التجميل وهم يجهزون الأماكن لخدمات التجميل، لكن الآن، أصبح من الشائع أن يشاهدوا طبيب أسنان وفريقه يصلون إلى منازلهم، محولين إياها إلى عيادات مؤقتة.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتمكن المرضى قريباً من متابعة وصول طبيبهم إلى منازلهم في الوقت الفعلي، تماماً مثل مراقبة تقدم توصيل الطعام.
تقدم خدمة طبيب الأسنان المنزلي الجديدة، والتي تقوم حالياً بتوسيع مجموعة أطبائها، متخصصين مرخصين متاحين يومياً من الساعة 8 صباحاً حتى منتصف الليل، مما يوفر رفاهية تلقي رعاية الأسنان دون مغادرة المنزل.
سيصل أطباء الأسنان خلال 45 دقيقة أو حسب المواعيد المقررة، مما يضمن رعاية شخصية في الوقت المناسب لتلبية الاحتياجات الفردية.
قال "بافان شارما"، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب في شركة "فيرست ريسبونس هيلث كير"، لصحيفة خليج تايمز يوم الأربعاء: "سيصل أطباؤنا إلى الموقع خلال 30 إلى 45 دقيقة من تلقي المكالمة. ومن المتوقع أن يستغرق الأمر في المتوسط 26 دقيقة للوصول إلى مختلف أنحاء دبي. باستخدام تكنولوجيا طب الأسنان المحمولة السويسرية المتقدمة، يقدم أطباء الأسنان المعتمدون من هيئة الصحة بدبي مجموعة شاملة من خدمات رعاية الأسنان، بما في ذلك الفحوصات الشفوية، وتنظيف الأسنان، وتبييضها بشكل احترافي، وعلاجات الطوارئ السنية، وطب أسنان الأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى الحشوات والتيجان والخلع البسيط. لقد بدأنا مرحلة الإطلاق التجريبي، وسنقوم بالطرح الكامل الأسبوع المقبل".
وأكد أن هذه الخدمة من شأنها القضاء على وقت الانتظار، وتخفيف آلام الناس بشكل أسرع، وربما تساعد أيضاً في تقليل الزحام على الطرق.
في هذا النظام، يعمل طبيب وممرضة وسائق معاً داخل مركبة متخصصة. والمركبة مجهزة بالكامل بمجموعة واسعة من المعدات الطبية والأدوية وأجهزة التشخيص في نقطة الرعاية. تحتوي على كل شيء من جهاز تخطيط القلب إلى أسطوانة أكسجين ومقياس تأكسج الدم، مما يضمن توفر جميع الأدوات الأساسية بسهولة.
أضاف أن "الفريق يحتاج إلى حوالي 15 دقيقة لتجهيز جميع المعدات داخل منزل المريض، بما في ذلك كرسي الأسنان القابل للطي. يحمل أعضاء الفريق حقيبتين، ويقومون بترتيب الأغراض الضرورية بكفاءة لتهيئة مساحة طبية عملية".
وأشار شارما إلى أن هناك إجراءات معينة تتطلب بنية تحتية أكبر ويتم تقييم حالة المريض بدقة قبل بدء العلاج.
"بالنسبة للمرضى الذين يعانون من حالات مثل مرض السكري، أو مشاكل القلب، أو سرطان الدم، أو اضطرابات الدم، فإن البنية التحتية الأقوى ضرورية. التركيز الأساسي أثناء إجراءات طب الأسنان هو إدارة تدفق الدم. يمكن إجراء حوالي 70% من إجراءات طب الأسنان بأمان في المنزل، بينما يتم إجراء الـ 30% المتبقية في بيئة سريرية خاضعة للرقابة، والتي يتم تحديدها بعد تقييم حالة المريض. نقوم بإجراء فحوصات الدم والفحوصات الضرورية الأخرى قبل البدء في العلاج."
يتم تجنب الإجراءات المعقدة، مثل خلع ضرس العقل أو زراعة الأسنان التي تتطلب رعاية جراحية متقدمة، لأنها قد تؤدي إلى مضاعفات.
أضاف قائلاً: "لكن يمكن عمل إجراءات أبسط مثل علاج قنوات الجذر، وخلع الأسنان المتحركة أو غير المعقدة، وخلع الأسنان للأطفال أو كبار السن في المنزل. تُنفذ هذه الإجراءات وفقاً لإرشادات هيئة الصحة بدبي، مما يضمن الحفاظ على مستوى عالٍ من النظافة ومكافحة العدوى".
وفي العام الماضي، أصبحت عيادة الأسنان المتنقلة القابلة للطي أول خدمة صحية حكومية في الشرق الأوسط تقدم العلاج "في المنزل" للمرضى في دولة الإمارات العربية المتحدة.
لقد أثبتت خدمة طب الأسنان المتنقلة التي تقدمها مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أنها مفيدة بشكل خاص للمرضى غير القادرين على الذهاب للعيادة شخصياً بسبب ظروف طبية أو جسدية محددة.
أضاف شارما: "يتطور تقديم الرعاية الصحية، حيث أصبحت الرعاية المنزلية خياراً مفضلاً، تماماً مثل توصيل الطعام. وعلى عكس الأنشطة الترفيهية التي يخرج فيها الناس لتحسين مزاجهم، غالباً ما تتضمن الرعاية الصحية مواقف صعبة، حيث يفضل معظم الناس تقديم الحلول في المنزل. يمكن أن يسهم تحويل الرعاية الأولية إلى المنازل في تقليل العبء على البنية التحتية الحكومية بشكل كبير، حيث لا تتطلب الرعاية الأولية مرافق واسعة. أما حالات الطوارئ أو العمليات الجراحية، التي تتطلب بنية تحتية متقدمة، فهي تحدث عادةً بضع مرات فقط في الحياة".
وذكر شارما أنه يتم فرض رسوم أعلى قليلاً مقابل خدمات طب الأسنان في المنزل لتغطية التكاليف والراحة الإضافية.
أضاف: "تتقاضى العيادات عادة بين 100 و300 درهم، بينما نحن نتقاضى حوالي 400 درهم. هذا يشمل تكلفة التنقل، بالإضافة إلى أن طبيب الأسنان يمكنه رؤية حوالي 4 مرضى فقط يومياً، مقارنة بـ 30 مريضاً في العيادة. تكاليف الإجراءات الإضافية تتوافق مع أسعار السوق. ورغم أننا معتمدون من قبل شركات التأمين، فإننا لا نتعامل نقداً؛ حيث يدفع المرضى مقدماً ويطالبون بالتعويض بناءً على أهلية بوليصتهم. تغطي بعض السياسات الخدمات المنزلية، بينما لا تغطيها سياسات أخرى. نحن نقدم جميع النماذج اللازمة للتعويض، ولم يتم رفضنا من قبل أي شركة تأمين، ونخدم العديد من المرضى حول العالم".