في خطوة ريادية، تتجه شركة "يونيسبورتيتي" (Unesportity) بدبي، المتخصصة في توفير سوق متكاملة لمنتجات الألعاب الإلكترونية، نحو دمج هذه الألعاب في المناهج الدراسية، لتُطلق برنامجاً تجريبياً يستهدف الطلاب منذ سن الثالثة.
وأكد الدكتور عادل الزرعوني، مؤسس شركة "كابيزونا فنتشورز" (CapiZona Ventures) التي تُدير "يونيسبورتيتي" (Unesportity)، على أهمية دمج الألعاب الإلكترونية في العملية التعليمية، قائلاً: "نتطلع إلى تغيير النظرة السائدة حول الألعاب الإلكترونية، وإبراز دورها في تعزيز النمو الاقتصادي وتنمية مهارات اللاعبين. هدفنا هو تقديم هذه الألعاب بطريقة مفيدة وإيجابية في المدارس والجامعات، ونسعى إلى تطوير منهج دراسي متكامل يستخدم الألعاب لتحسين مهارات الطلاب."
ويجري العمل حالياً على تنفيذ مشروع في مدرسة "سيتيزنز" (Citizens school)، التي يترأسها الدكتور عادل. وقال: "نريد أن نجعل التعليم أكثر متعة وأن نغرس المهارات في عقول الطلاب دون وعي".
وتابع: " تُسهم ممارسة الألعاب في تنمية مهارات مهمة تساعد الطلاب في حياتهم اليومية ودراستهم ومستقبلهم المهني، ونأمل من خلال هذا البرنامج أن يكتسب الطلاب هذه المهارات سواء أصبحوا من ممارسي الألعاب أم لا."
وأشار الدكتور عادل إلى النمو المتسارع لصناعة الألعاب، مؤكداً على أهمية تمكين الجيل الجديد من المهارات اللازمة للتعامل مع هذه الصناعة الواعدة. وقال: "لقد أصبحت صناعة الألعاب اليوم أكبر من صناعتي الموسيقى والأفلام معاً، وتُشير التوقعات إلى أن 25% من سكان الإمارات العربية المتحدة سيكونون من اللاعبين النشطين، بينما تصل هذه النسبة إلى 60% في المملكة العربية السعودية، مما يُبرز الإمكانات الهائلة لهذه الصناعة في المنطقة".
وبدأت شركة "يونيسبورتيتي" في تنظيم بطولات للألعاب الإلكترونية في أول موقع لها بشارع الشيخ زايد، كمحطة أولى لتعريف الشباب بهذا العالم الرقمي الجديد. ويقع هذا الاستوديو داخل مقهى، وسيسعى لتحقيق أهداف متعددة. وقال: "نمتلك حالياً منصة متطورة لإدارة البطولات، والتي ستشمل المدارس والجامعات في مرحلة لاحقة. ونحن بصدد إجراء تجارب على صالات الألعاب لإدارة البطولات وتطبيق نظام المكافآت. سنتقدم في هذه المبادرة خطوة بخطوة، وسنعمل على توسيع نطاق برنامجنا ليشمل مجتمعات ومدارس إضافية".
وأضاف الدكتور عادل أن هدفه الأساسي يتمثل في مكافحة النظرة السلبية التي تُسيطر على الكثير من الآباء تجاه ألعاب الفيديو. وقال: " للأسف، ينظر معظم الآباء إلى ألعاب الفيديو كشيء ضار، ويُوبخون أبناءهم عندما يلعبونها".
وأردف قائلاً: "لكن مع التوجيه والتربية السليمة، يمكن للألعاب أن تصبح تجربة إيجابية ومفيدة. فمن الضروري أن ينشأ الطلاب على ممارسة أنشطة عقلية وجسدية متوازنة، والألعاب جزء لا يتجزأ منها."
كما أشار إلى الصعوبة التي يواجهها الآباء في التعامل مع ألعاب الفيديو، وقال: " يفتقر الآباء إلى المصادر والمراجع التي تُساعدهم على فهم ألعاب الفيديو وتوجيه أبنائهم للاستفادة منها بشكل سليم". وأضاف: "من أهم أهداف "يونيسبورتيتي" هو توعية الآباء وتزويدهم بالإرشادات والاستراتيجيات اللازمة لجعل تجربة الألعاب إيجابية ومُثمرة لأبنائهم".
وشدد الدكتور عادل على أهمية تضافر جهود المجتمع لبناء إطار عمل متكامل يدعم تجربة الألعاب الإلكترونية. وقال: "إن دمج الألعاب في التعليم هو مفهوم رائد وطموح، ولكن تحقيقه يتطلب دعماً مجتمعياً واسعاً، وفريقاً متفانياً، وتعاوناً وثيقاً مع الآباء. إن تضافر الجهود حول مبادرة مثل "يونيسبورتيتي" سيُسهم في تحويل تجربة الألعاب إلى تجربة إيجابية ومثمرة، وإن كان ذلك سيستغرق بعض الوقت".