لن تعمل شبكة الممرات الحديثة التي تمتد على مسافة 6500 كيلومتر وتغطي 160 منطقة في مختلف أنحاء دبي على زيادة إمكانية وصول المشاة والتنقل السلس لتقليل الانبعاثات الكربونية وجعل الإمارة أكثر خضرة فحسب، بل ستوفر أيضاً للسكان والزوار مناظر طبيعية أكثر جمالًا للاستمتاع بالمدينة.
قالت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، الثلاثاء، إن الخطة الرئيسية لمشروع "دبي ووك" التي أُعلن عنها مؤخراً ستشمل إنشاء 3300 كيلومتر من الممرات الجديدة وإعادة تأهيل 2300 ممر حالي بحلول عام 2040، بالإضافة إلى أكثر من 900 كيلومتر من الممرات المخطط لها بعد عام 2040.
ويشمل المشروع أيضًا بناء 110 جسور وأنفاق للمشاة لتعزيز الاتصال كجزء من "الخطة الطموحة لزيادة قدرة المشاة والتنقل الناعم من 13 في المائة حاليًا إلى 25 في المائة بحلول عام 2040".
كما أحصت هيئة الطرق والمواصلات ثلاثة أنواع من الممرات التي سيتم تطويرها، بما في ذلك الممرات الترفيهية ذات المناظر الخلابة، وممرات ربط المدينة، وممرات المجتمع.
وأشارت هيئة الطرق والمواصلات إلى أن الممرات الترفيهية ذات المناظر الخلابة "ستصور بيئات الطبيعة المختلفة في الإمارة"، موضحة أن ذلك سيتم من خلال تطوير ممر مائي بطول 112 كيلومترًا، وممر أخضر بطول 124 كيلومترًا، وممر ريفي بطول 150 كيلومترًا، وممر حضري بطول 64 كيلومترًا.
وستركز الخطة على تعزيز سلامة المشاة، وربط المناطق بالممرات الحالية، ودمج العناصر الإبداعية والثقافية في البنية التحتية للتنقل الناعم، بما يعكس الهوية الفريدة لكل منطقة.
وستضم الممرات مساحات خضراء، ومناطق مظللة، وأنظمة ضباب، وشاشات رقمية تفاعلية، وعروض فنية، ومعدات رياضية وترفيهية، ومناطق استراحة، ومساحات تجارية.
وستلبي مسارات ربط المدينة متطلبات الميل الأول والأخير في أربع مناطق رئيسية، بما في ذلك الرقة، والخليج التجاري، والبدع، ومركز دبي التجاري العالمي. وستغطي الخطة أيضًا 30 منطقة حتى عام 2040، وفقًا لهيئة الطرق والمواصلات.
وتهدف الممرات إلى تعزيز التنقل السلس أو استخدام أي نوع من وسائل النقل العام أو الخاص التي لا تنتج أي انبعاثات كربونية، بما في ذلك الدراجات الهوائية والزلاجات والدراجات البخارية. كما سيتم تشجيع المزيد من الناس على المشي.
الهدف الرئيسي هو تحويل دبي إلى مدينة صديقة للمشاة، بما يتماشى مع هدف المدينة "مدينة الـ 20 دقيقة" والذي سيوفر "80 في المائة من السكان إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية (المدارس والمستشفيات ومحلات السوبر ماركت وما إلى ذلك) في غضون 20 دقيقة من التنقل".
وفي وقت سابق، أوضحت الدكتورة مونيكا مينينديز، العميدة المساعدة لكلية الهندسة لشؤون الدراسات العليا في جامعة نيويورك أبوظبي، لصحيفة خليج تايمز : "إن فكرة مدن الـ20 دقيقة هي أن يتمتع السكان بإمكانية الوصول إلى معظم الخدمات والمرافق الأساسية في دائرة نصف قطرها 20 دقيقة".
وأضافت الدكتورة مينينديز أن هذا من شأنه أن يساعد في حل الاختناقات المرورية في الإمارة، مشيراً إلى أنه: "يجب استكمال ذلك بتوسيع وسائل النقل العام (على سبيل المثال، نظام الحافلات)، فضلاً عن وسائل نقل أكثر نشاطاً (مثل توسيع وتحسين البنية التحتية للمشي وركوب الدراجات وغيرها من أشكال التنقل الصغيرة) وتوفير مفاهيم أكثر مرونة (مثل المركبات المشتركة والنقل عند الطلب) بمساعدة تقنيات المركبات الجديدة".
وستخدم الممرات المجتمعية المحلية السكان وتوفر لهم إمكانية الوصول إلى المرافق المجتمعية. وقد تم تحديد ثلاث مناطق في المرحلة الأولى من المشروع، بما في ذلك البرشاء 2، والخوانيج 2، والمزهر 1.
وتستهدف خطة الأحياء النموذجية 50 منطقة بحلول عام 2040، بحسب هيئة الطرق والمواصلات.
وتتضمن الخطة الرئيسية لمشروع "دبي ووك" إنشاء مراكز وساحات في متحف الاتحاد، وشارع الثاني من ديسمبر، والممزر، ومشرف؛ فضلاً عن كتل سكنية ضخمة في أربع مناطق، بما في ذلك الفهيدي، والقوز، والكرامة، وأبو هيل.
وسيتم أيضاً إعادة تأهيل شوارع جميرا وبني ياس والخليج والمرقبات وتحويلها إلى شوارع أكثر خضرة أو غطاءً نباتياً على أحد جانبيها أو كلا الجانبين.
علاوة على ذلك، ستتضمن المبادئ التوجيهية التصميمية لممشى دبي إنشاء ممرات متواصلة ومظللة، وإشارات إرشادية، ومساحات فنية عامة، واستخدام الإضاءة المستدامة، وإنشاء المزيد من المناطق الخضراء ومناطق الراحة.