منذ ثلاثين عاماً، التقى "ك.أ هاشم" بـ "كولم ماكلولين" لأول مرة. لكن الوافد الهندي لا يزال يتذكر ذلك اليوم وكأنه حدث بالأمس. يقول لصحيفة خليج تايمز : "كنت أعمل في مطار دبي حتى عام 1984، حيث انضممت إلى فريق عمل "كولم ماكلولين" في سوق دبي الحرة".
"عندما التقيت به لأول مرة قال لي أنه متسامح مع أي شيء يحدث باستثناء السرقة، حتى لو سرقت درهماً واحداً فإن هذا يُعد أمراً لا يُغتفر بالنسبة له. في تلك اللحظة شعرت باحترام كبير له وكنت فخوراً بالعمل ضمن فريقه".
بدأ هاشم مسيرته المهنية كموظف مبيعات وكان عضواً من فريق عمل "ماكلولين" الأساسي عندما تولى إدارة سوق دبي الحرة. يتذكر هاشم ويقول: "كان يعامل كل فرد من أفراد طاقم العمل وكأنه من أفراد عائلته. كان بإمكان أي شخص أن يلجأ إليه في أي شيء، وكان يستمع إليه".
توفي "ماكلولين"، الذي قاد إطلاق سوق دبي الحرة في يوم الأربعاء في المملكة المتحدة عن عمر يناهز 81 عاماً. وفي مايو، تقاعد بعد 55 عاماً من العمل في صناعة التجزئة في مجال السفر. وفي آخر مقابلة له وجهاً لوجه مع صحيفة خليج تايمز، شدد على أهمية رعاية الموظفين. وقال: "إن رعاية الموظفين هو أهم جانب من جوانب العمليات"، مضيفاً: "إن المدراء والمشرفين لدينا هم من بدؤوا العمل في المستويات الأدنى وتمت ترقيتهم حتى وصلوا لمناصبهم الحالية، ولقد التزمنا بهذه السياسة طوال الطريق. أنا سعيد لأننا كافأنا الموظفين، وتمتعنا بولائهم".
وقال هاشم، الذي تقاعد في عام 2012 كمساعد مدير من سوق دبي الحرة ، إن "ماكلولين" كان أكبر داعم له عندما أراد القيام بشيئ مختلف.
وأوضح: "كنت شغوفاً بلعب كرة الطائرة وأردت أن أؤسس فريق كرة الطائرة في سوق دبي الحرة. لقد قمت باختيار لاعبين من أقسام مختلفة، لكن جميع المدراء كانوا غير راضين لأنهم شعروا بأنني كنت ألهي وأرهق الموظفين بإجبارهم على اللعب. ولكن، "كولم" كان بجانبي ودعمني عندما كان الجميع ضدي".
وتذكر هاشم كيف مضى الفريق للعب في إحدى البطولات في أبوظبي. وقال: "عدنا في وقت متأخر للغاية من الليل. كان علينا العمل في الصباح الباكر، لكن لم يتأخر أحد منا. وقد قدر "كولم" كيف لم نسمح لشغفنا بالرياضة أن يقف في طريق التزامنا بعملنا".
بالإضافة لذلك، أسس هاشم فريقي كرة السلة والكريكيت للرجال والنساء لسوق دبي الحرة. وقال: "كنت أرتب كل شيء وكان "كولم" ممتناً جداً لذلك. في تلك الأيام، لم يكن من المألوف أن يتمتع المرء بلياقة بدنية ويمارس الرياضة كما هو الحال اليوم. لكن "كولم"، كان يدرك منذ ذلك الحين مدى أهمية النشاط البدني للموظفين".
وأضاف أن "ماكلولين" كان له دور فعال في حصول اللاعبين على ملعب وصالة ألعاب رياضية قريبة من مكاتب سوق دبي الحرة للتدريب. ويقيم هاشم الآن في الهند، وقد التقى بـ "ماكلولين" آخر مرة في نوفمبر عندما زار الإمارات العربية المتحدة. وقال: "في ذلك الوقت، كانت معنوياته عالية. ربما يكون قد رحل، لكن ما فعله لمطار دبي والسوق الحرة سيظل حياً على مر الزمان".