رواد الأعمال:المساهمة في الاقتصاد الوطني 
الإمارات

رواد الأعمال الإماراتيون.. الإبداع بين الوظائف التقليدية والمشاريع الخاصة

وعد بركات

موجة جديدة بدأت بالظهور مع رواد الأعمال الإماراتيين الذين يوازنون بمهارة بين حياتهم المهنية التقليدية ومشاريعهم الجديدة. يتيح لهم هذا الالتزام المزدوج استكشاف شغفهم وفي نفس الوقت المساهمة في الاقتصاد.

نجح علي إبراهيم في عمر 32 عاماً بتحويل شغفه بالطهي إلى مشروع مطعم مزدهر، إن مطعمه "علي بهاي"، الذي يقدم المأكولات الهندية بلمسة إماراتية، ليس مجرد مكان لتناول الطعام بل هو تتويج لرحلته الشخصية.

قال: "لقد كنت أطبخ منذ أن كنت في العاشرة من عمري. بدأت رحلتي في الطهي في مطبخ والدي، حيث تعلمت طهي الأطباق التقليدية". بعد الدراسة في الخارج، كان غالباً ما يقوم بإعداد وجبات لأصدقائه ويمزج بين النكهات والأساليب التي تعلمها أثناء سفره، وكان يمثل الشيف المخصص لمجموعة أصدقاءه.

خطرت له فكرة إنشاء مطعمه أثناء فترة جائحة كوفيد-19، قال: " رأيت الفرصة أثناء وجود قيود السفر. في البداية، كانت مجرد فكرة تجارية ولكن بعد ذلك أدركت أنها كانت أكثر من ذلك بكثير."

قرر علي إبراهيم التركيز على تقديم طعام الشارع الهندي، وهو الأمر القريب إلى قلبه.

علي إبراهيم

على الرغم من الحاجة إلى التوفيق بين عمله بدوام كامل كمراقب للحركة الجوية وواجباته في المطعم، إلا أن تصميم علي إبراهيم يبدو واضحاً، يقول علي إبراهيم: "نومي هو ضحية التزاماتي".

واجه علي إبراهيم تحديات في إدارة المطاعم لكنه تلقى الدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

قال: "في السنة الثانية من عملي، انضممت إلى المؤسسة وأحدث الدعم فرقاً كبيراً في التكاليف، وبفضل مساعدتهم ازدهرت أعمالي والآن أنا على وشك افتتاح فرع ثالث".

تلعب مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة دوراً حاسماً في هذه الموجة الريادية. منذ إطلاقها قبل 22 عاماً من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عملت مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة على تهيئة بيئة تنافسية للشركات الناشئة ودعم أكثر من 16 ألف شركة جديدة في مختلف القطاعات.

الابتكار عبر تحليل البيانات

مع موجة تحرك العالم نحو مستقبل قائم على البيانات، رأى سعيد الجابري، المؤسس المشارك لشركة "رمال أناليتكس"، الدور الحاسم الذي سيؤديه تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي في تشكيل الصناعات والحوكمة والمجتمع ككل. أسس الجابري شركته بمهمة واضحة: أن يكون في طليعة هذا التحول والمساهمة في تنمية المنطقة من خلال الحلول المتطورة.

ومنذ انضمامه إلى برنامج دبي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في منتصف عام 2022، استفاد الشاب البالغ من العمر 27 عاماً من خبرته الواسعة في الهندسة المالية والتحليل الكمي لتقديم حلول مبتكرة. وقال: "أردت معالجة تحديات السوق وابتكار حلول فعالة". ومن خلال عمله، يهدف إلى مساعدة المؤسسات على تحسين العمليات والتخفيف من المخاطر.

سعيد الجابري

أعرب الجابري عن امتنانه للتوجيه الذي تلقاه. وقال: "كان التواصل مع مرشدين ذوي خبرة لا يقدر بثمن. ساعدتنا رؤاهم في تجنب العوائق المحتملة". كما أشاد بالدعم الكبير الذي قدمته مؤسسة دبي لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة طوال رحلته وأشار إلى أن "مساعدتهم كانت محورية في تحسين نموذج أعمالنا وترجمة الأفكار إلى حلول قابلة للتنفيذ".

وفي تطلعه إلى المستقبل، يخطط الجابري لتعزيز عروض الشركة بمنتجات جديدة تركز على علوم البيانات المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وأوضح قائلاً: "نهدف إلى إطلاق هذه الحلول في غضون 12 إلى 18 شهراً المقبلة واستكشاف الفرص في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي مع تعزيز أساسنا في دولة الإمارات العربية المتحدة".

الالتزام بالتداول

وبينما يختار البعض الاحتفاظ بوظائفهم بدوام كامل، قرر آخرون منح وقتهم بالكامل لمشاريعهم الريادية. يمثل اسم شركة علي القويزي، البالغ من العمر 47 عاماً، "AHSKA General Trading" الأحرف الأولى من اسمه إلى جانب الأحرف الأولى من أسماء أبنائه الثلاثة - وهو ما يمثل التزاماً ببناء إرث للأجيال القادمة من أحفاده.

ما بدأ كمشروع بدوام جزئي سرعان ما تحول إلى التزام بدوام كامل. قال علي القويزي: "في العامين الأولين، كنت أحقق التوازن بين عملي ووظيفتي بدوام كامل بمساعدة أبناء عمومتي. ولكن نمو شركتي جعل من الصعب تقسيم وقتي وأدركت أنني لا أستطيع أن أكون حاضراً بشكل متقطع؛ وأضاف: "بل كنت بحاجة إلى بذل قصارى جهدي في الأمر". وقد أجبره هذا الإدراك على القفز إلى ريادة الأعمال بدوام كامل.

وأضاف: "إن التخرج بشهادة في التخصص التجاري أشعل شغفي بالبيع والشراء"، إلا أن التحديات التي فرضتها الجائحة اختبرت قدرته على التحمل. يقول علي القويزي: "كان ذلك العام هو الأصعب. وبينما تضاءلت المبيعات، أصبح تحصيل المدفوعات بمثابة كابوس - فقد استغرق الأمر في كثير من الأحيان ستة أشهر".

علي القيزي

وعلى الرغم من هذه النكسات فقد واصل العمل مستغلاً عضويته في مؤسسة تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة لدعم أعماله. وأوضح قائلاً: "لقد دعمتني المؤسسة وساعدتني في الشراء والبيع بشكل كبير". تشمل عمليات القويزي الآن التركيز على الوجبات الخفيفة والمشروبات الصحية بما يتماشى مع اتجاهات السوق الحالية.

وأكد علي القويزي أن أعماله لا تتعلق به فقط، بل بأبناءه أيضاً. وأضاف: "لم أقم ببناء هذه العلامة التجارية من أجل مصلحتي فقط بل إنها إرث لأبنائي، كل قرار أتخذه يهدف إلى خلق مستقبل مضمون لهم، ولحسن الحظ، فإن ما أفعله يؤتي ثماره".

مواطنات: إلزام الشركات بمقعد للمرأة خطوة نحو الشمولية

رائدات أعمال: عانينا من التحيز ونتطلع لتمثيل أكبر

قفزة قياسية لأسعار الذهب بدبي بعد خفض الفائدة الأمريكية

"كولدبلاي" ..حفل حصري في أبوظبي ضمن جولتها العالمية

50 ألف درهم غرامة 3 كُتاب عَدل بأبوظبي لمخالفتهم التوجيهات والقرارات