بعد سلسلة من العروض السماوية المبهرة التي شهدتها سماء الإمارات في الآونة الأخيرة، ها هي تزدان بمشهد فلكي أخاذ جديد. فالقمر، ذلك الجرم السماوي الذي لطالما ألهم الشعراء والفنانين، يبدو الليلة أكبر وأكثر إشراقاً من المعتاد، وكأنه يقترب من الأرض ليُشاركنا جماله الفريد. وبحسب خديجة الحريري، مديرة العمليات في مجموعة دبي للفلك، فإن هذه الظاهرة تُعرف بـ "القمر العملاق"، ويُعد قمر هذه الليلة هو الأكبر من نوعه خلال هذا العام.

وأوضحت الحريري أن ظاهرة "القمر العملاق" تحدث عندما يكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض في مداره، مما يجعله يبدو أكبر وأكثر إشراقاً في سماء الليل.

ويُطلق على هذا القمر العملاق اسم "قمر الصياد"، لأنه يتزامن مع بداية موسم الصيد، ويُعتبر إشارةً للاستعداد للفصل البارد.

وأضافت الحريري أن "قمر الصياد" هو الثالث من بين أربعة أقمار عملاقة في عام 2024، وهو الأقرب فلكياً. على الرغم من عدم حدوث أي تغيير في لون القمر الفعلي، إلا أنه قد يبدو بلون برتقالي بسبب قربه من الأفق وتأثير تلوث الضوء، خاصةً عند بزوغه.

متى يمكن لسكان الإمارات رؤية القمر العملاق؟

؛سيصل "قمر الصياد" إلى أوج جماله واكتماله في ليلة 17 أكتوبر، حيث سيضيء سماء الليل بضوئه الساطع طوال الليلة. وعلى الرغم من أنه سيبقى مشرقاً وواضحاً للعين المجردة لمدة يومين بعد ذروة اكتماله، إلا أنه لن يكون قمراً عملاقاً بعد انقضاء ليلة 17 أكتوبر. ومع تغير أطوار القمر، سيبدأ شكله في التغير تدريجياً مع دخوله في طوره الجديد.

وأكدت الحريري أنه "يمكن رؤية القمر العملاق بكل وضوح من أي مكان"، وليس هناك حاجة للذهاب إلى موقع مُحدد لمُشاهدته. ومع ذلك، فإن رؤيته من المناطق المفتوحة، مثل الشواطئ، تكون أفضل. وأضافت: "للاستمتاع بالمشهد الكامل للقمر العملاق، يفضل مشاهدته حوالي الساعة السابعة مساءً". كما أشارت إلى أنه يمكن استخدام التلسكوبات أو المناظير للحصول على رؤية أكثر وضوحاً وتفصيلاً، ولمن فاتته مشاهدة قمر هذه الليلة، لا يزال هناك فرصة أخرى لمشاهدة القمر العملاق التالي في 15 نوفمبر. وسيتزامن هذا القمر مع زخة شهب الأسديات، حيثُ من المُتوقع أن تُضيء السماء بحوالي 20 شهاباً في الساعة في منتصف نوفمبر.