حقق طالب يبلغ من العمر 17 عاماً من دبي تأثيراً عالمياً حيث تمت دعوته للتحدث في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
كان "أريترو تشاترجي"، طالباً في الصف الثاني عشر بكلية دبي، أحد 25 طالباً تم اختيارهم عالمياً. وكان الممثل الوحيد من الإمارات الذي تحدث في الأمم المتحدة خلال سبتمبر حول أهمية زيادة تمثيل الشباب في اتخاذ القرارات المؤسسية ودعم القضايا البيئية.
وفي حديثه لصحيفة خليج تايمز، أعرب أريترو عن امتنانه قائلاً: "أشعر بالحظ لأنني حظيت بفرصة التحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ناقشت خلالها كيفية تعزيز دور الشباب في صنع القرار المؤسسي، وتشجيع مشاركتهم في معالجة القضايا البيئية. كما تطرقت إلى كيفية الاستفادة من التطبيقات في مجالات الرياضيات والعلوم والتقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، لإيجاد حلول فعالة للتحديات البيئية."
وجاءت هذه الدعوة بعد اختياره كأحد الفائزين العالميين في برنامج (رايز غلوبال) RISE Global، وهو برنامج تقدمه شركة (شميدت فيوتشرز) Schmidt Futures ومؤسسة (رودس تراست) Rhodes Trust.
والجدير بالذكر أن البرنامج مصمم لتحديد ودعم الشباب الاستثنائيين الذين يحدثون تأثيراً كبيراً في مجتمعاتهم وخارجها.
وقال إن "مشروع (رايز) RISE (البحث في تحسين أنظمة التعليم) يختار 100 طالب من بين أكثر من 50 ألف طالب في جميع أنحاء العالم - والذين اعتبرهم فوربس "أكثر المراهقين الواعدين في العالم".
قال أريترو: "كجزء من مشروع (رايز) RISE الخاص بي، أطلقت بودكاست أجريت فيه مقابلات مع شباب رائدين في مجال البيئة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك رواد أعمال وعلماء وناشطون. حرصت على تسليط الضوء على التنوع في وجهات النظر البيئية، واستضفت صناع تغيير من دول مثل نيجيريا ولبنان وبولندا وكوريا الجنوبية والهند والصين والولايات المتحدة والإمارات. وبعد اختياري كواحد من الفائزين العالميين في (رايز 2024) RISE 2024، تلقيت دعوة من ممثل الأمم المتحدة للتحدث في الجمعية العامة." وأضاف: "ألقيت أيضاً محاضرة (تيد) TED حول تاريخ الرياضيات."
وعند حديثه عن تجربته في نيويورك، وصف أريترو شعوره لحظة دخوله قاعة الجمعية العامة، على بُعد آلاف الأميال من وطنه، بأنها كانت تجربة مبهرة ومليئة بالمهابة.
قال أريترو: "خلال وجودي هناك، التقيت بوفود من مختلف أنحاء العالم، ومن أبرزها وفد لجنة المياه في جنوب أفريقيا. في البداية، كان شعوري بالرهبة كبيراً عند الحديث مع هؤلاء الأشخاص ـ العلماء البارزين، الناشطين، رواد الأعمال، وصناع السياسات. لكن سرعان ما أدركت أن العمل الذي قمت به بدأ يثمر على هذا المستوى العالمي. هذا جعلني أشعر بفخر عميق لكوني قادراً على مشاركة أفكاري على مثل هذا المنبر."
وفي سياق حديثه عن خطابه، أكد أريترو أن تركيز دولة الإمارات على الاستدامة، والذي تجسد في مبادرات مثل عام الاستدامة، مؤتمر الأطراف (كوب 28) COP 28، ومعرض إكسبو 2020، لعب دوراً كبيراً في تشكيل طموحاته وإلهامه لتحقيق تغيير إيجابي في القضايا البيئية.
وأضاف أريترو: "لقد كان للنهج التقدمي الذي تتبناه الإمارات في مواجهة التحديات البيئية ودفع الاستدامة تأثير عميق على عملي". وأوضح أن مفهوم الاستدامة، كما هو محدد في أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، يشمل "الجوانب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية". وأكد: "تركيزي لا ينصب فقط على الجوانب الاجتماعية والبيئية للمناصرة، بل يمتد أيضاً إلى كيفية تمكين الشباب من إحداث تأثير إيجابي في مجتمعاتهم ومناطقهم، من خلال تزويدهم بالموارد والدعم من المؤسسات والحكومات المحلية."
تحدث المغترب الهندي، المتخصص في تطبيق الأساليب الكمية لتطوير الأبحاث البيئية، عن رحلته المهنية، مشيراً إلى أن شغفه بالألغاز بدأ منذ طفولته، حيث كان يمضي أوقات فراغه في حلها. ومع مرور الوقت، تطور هذا الشغف المبكر بالأرقام إلى اهتمام أعمق بتطبيق الرياضيات في مجالات مختلفة.
قال: "مع اقترابي من سنواتي الأخيرة في كلية دبي، لاحظت تحولاً في تفكير زملائي حول ما يخططون للقيام به في المستقبل. وبفضل شغفي الفطري بالرياضيات، وجدت نفسي منجذباً لاستكشاف كيفية استخدام الأساليب الكمية والبحث العلمي لمعالجة قضايا العالم الحقيقي وإحداث تأثير إيجابي. في النهاية، قررت التركيز على القضايا البيئية والاجتماعية."
على المدى البعيد، يطمح الشاب إلى أن يصبح عالماً بيئياً، مع التركيز على العمل مع الحكومات والمؤسسات الكبرى التي تلعب دوراً في تشكيل السياسات العالمية ودفع الابتكار الصناعي. وشرح دوافعه قائلاً: "أحد الأهداف الرئيسية لهذا الطموح هو ردم الفجوة بين الخبراء الفنيين والباحثين من جهة، وصناع السياسات من جهة أخرى. أرى أن هذه الفجوة تمثل تحدياً حالياً في العالم، وهو ما أسعى لمعالجته في المستقبل."