تجمعت مجموعة من الطالبات الموهوبات في مدرسة المنار النموذجية للبنات لتسخير مواهبهن في الحرف اليدوية لأهداف خيرية. وتقوم الطالبات بصناعة منتجات كروشيه وشموع، ويتبرعن بكامل عائدات مبيعاتها للأعمال الخيرية.
وقد أقامت الطالبات معرضهن الأول تحت مسمى مشروع "المها الخيري"، والذي حظي بدعم كبير من الطالبات والمعلمات، ما أدى إلى نجاح الفعالية. وأكدّت الطالبة "ليلى يونس" (10 سنوات) "قررنا التبرع بجميع الأموال للأيتام والمحتاجين، وهو الهدف الرئيسي لمشروعنا".
وأوضحت الطالبة "شيخة الغاوي" (14 عاماً) كيف بدأ المشروع: "في البداية تلقينا الدعم من عائلاتنا، ثم عرضنا فكرتنا على معلمينا الذين نظموا لنا ورش عمل وعلمونا كيفية صنع الشموع باستخدام القوالب لإنشاء أشكال مختلفة".
وأكدّت الطالبة "حور صلاح" (12 عاماً) أن "المشروع بدأناه في المدرسة بمساعدة مجتمع المدرسة بأكمله".
وبمرور الوقت، ساعد المشروع الطالبات أيضاً على تحسين مهارات التواصل لديهن أثناء بيع المنتجات في أكشاكهن. وقالت "يارا محمد" البالغة من العمر 11 عاماً: "لقد حسّن المشروع قدرتنا على التواصل مع الناس وزاد من فهمنا للتجارة. أصبحنا أكثر وعياً بالتفضيلات المختلفة، مما ألهمنا لإنشاء تصميمات مختلفة للشموع بروائح مختلفة".
وشاركت الطالبات في مهرجان "ريتش" الأسبوع الماضي في مكتبة "محمد بن راشد"، حيث حصلن على الدعم والتمويل من جمعية "سواعد الخير" تحت رعاية سعادة الشيخة "فاطمة بنت حشر".
وقالت المعلمة "سميرة الجنيبي": "كان المشروع الخيري فكرة طالبات فريق الهلال الأحمر اللاتي أطلقنا عليهن الآن اسم "غيمة عطاء"، حيث أحضرن بأنفسهن المواد اللازمة لتنفيذ المشروع، وأصررن على عدم أخذ أي أرباح للمساعدة في إقامة المعرض".
"لدينا فترة نشاط حيث يمكن للطالبات ممارسة هواياتهن، وقد اخترن التركيز على العلوم، ممّا أدى إلى تطوير هذا المشروع". تقضي الطالبات وقتاً في المختبر، ويخلطن عناصر مختلفة معاً لتشكيل شمعة.
وأضافت أن "هذه المبادرة تشكل فرصة ممتازة للطالبات للتعرف على ريادة الأعمال، حيث نعمل منذ سنوات على تعزيز ريادة الأعمال ونواصل تطويرها سنة بعد سنة، ولا يحتاج الشخص إلى الانتظار حتى الجامعة لبدء مشروع، بل يمكنه البدء في سن مبكرة وتنمية مهاراته مع مرور الوقت".
تلتزم المدرسة بالأعمال الخيرية، وقد عقدت شراكة مع الهلال الأحمر الإماراتي، حيث اختارت هذا العام دعم الطلاب الأيتام من خلال تقديم مساعدات مالية لتغطية نفقاتهم التعليمية، بالإضافة إلى توزيع وجبات الطعام على الأيتام والأسر المحتاجة وتغطية رسومهم المدرسية.
كما تقدّم المدرسة الدعم الصحي والاجتماعي، والمستلزمات الأساسية مثل الإمدادات الغذائية والأجهزة الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك، تقدّم المدرسة ورش عمل لتطوير مهارات ريادة الأعمال لمساعدة الأسر المحتاجة على تحقيق الاستقلال.