تحقق العالمة الإماراتية فاطمة الشامسي والمبتكرة السودانية إسراء الحسين الحسن عثمان خطوات كبيرة في مكافحة مضاعفات مرض السكري من النوع الثاني وتغير المناخ على التوالي.
تعد العالمتان المقيمتان في الإمارات العربية المتحدة من بين الفائزين الستة في النسخة الحادية عشرة من برنامج المواهب الشابة الإقليمي لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلوم للشرق الأوسط، والذي أقيم مؤخراً بالشراكة مع جامعة خليفة.
تبلغ الشامسي من العمر 28 عامًا، وهي مرشحة لنيل درجة الدكتوراه في جامعة خليفة. تركز أبحاثها على تحديد الجينات التي تعزز خلل الخلايا البطانية، وهو السبب الرئيسي للمضاعفات القلبية الوعائية لدى مرضى السكري من النوع الثاني. تستمد الشامسي إلهامها من تجاربها الشخصية مع أحبائها الذين يكافحون مرض السكري وآثاره المدمرة، بما في ذلك السكتات الدماغية والبتر.
وقالت لصحيفة خليج تايمز : "إن رؤية كيف تؤثر حالات مثل السكتة الدماغية والضمور الطرفي على الأشخاص الذين أهتم بهم جعلت هذا البحث شخصيًا للغاية. لقد دفعني ذلك إلى تكريس حياتي المهنية لفهم الآليات وراء هذه المضاعفات، على أمل تطوير استراتيجيات تركز على الوقاية قبل العلاج".
وأضافت أن "هدفي النهائي ليس فقط منع هذه العواقب التي تغير الحياة، ولكن أيضًا استكشاف طرق لعكس المضاعفات القلبية الوعائية المرتبطة بهذا المرض، وتجنيب الأجيال القادمة نفس المعاناة وتحسين نوعية الحياة بشكل عام".
وقالت الشامسي إن "الحاجة إلى حلول مستهدفة ملحة، خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتأثر ما يقرب من 12.3 في المائة من السكان بمرض السكري، وهو ما يقرب من ضعف المتوسط العالمي".
وتهدف في عملها إلى اكتشاف أهداف علاجية لمنع وعكس المضاعفات التي تغير الحياة. وبدلاً من مجرد إدارة مستويات الجلوكوز في الدم، تعمقت الشامسي في صحة الخلايا البطانية التي تبطن الأوعية الدموية، سعياً إلى معالجة الأسباب الجذرية لتلف الأوعية الدموية.
تركز أبحاثها على تحسين راحة المريض وتحسين النتائج في الوقاية والتشخيص والعلاج. وتهدف إلى سد الفجوة بين الابتكار العلمي والحلول التي تركز على المريض.
من ناحية أخرى، عندما لا تكون الشامسي مشغولة بأبحاثها، يمكن أن تجدها وهي تعالج لعبة سودوكو صعبة أو تعمل على مشروع صعب في المنزل. البستنة هي شغف آخر، حيث توفر لها وسيلة لتصفية ذهنها والتواصل مع الطبيعة. تجد قدرًا كبيرًا من الرضا في البحث عن رعاية النباتات ومشاهدتها وهي تزدهر.
من جانبها، تدافع عثمان، 33 عاماً، وهي من السودان، عن إيجاد حلول مستدامة لواحدة من أكثر قضايا العالم إلحاحاً: تغير المناخ.
تركز أبحاثها في جامعة خليفة على تطوير النقاط الكمومية والمركبات النانوية لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مواد كيميائية قيمة ووقود شمسي.
اشتعل شغف عثمان بالتكنولوجيا المستدامة خلال سنوات دراستها، وتطور منذ ذلك الحين إلى التزام بالابتكار الأخضر. وقد أثر عليها والداها بشكل كبير. في الصف السابع، انضمت إلى نادي المختبر وظلت نشطة لمدة أربع سنوات، حيث اكتشفت أن العلوم هي مسارها المثالي.
وفي حديثها عن بحثها، أوضحت عثمان لصحيفة خليج تايمز: "النقاط الكمومية هي مواد رائعة. خصائصها القابلة للضبط تجعلها مثالية لتحويل ثاني أكسيد الكربون بواسطة الضوء، وتحويل الانبعاثات إلى موارد والمساهمة في رؤية الإمارات العربية المتحدة لمستقبل منخفض الكربون".
وقالت عثمان إن عملها يمكن أن يتغلب على التحديات العالمية مثل عدم كفاءة الطاقة وعدم استقرار المواد، حيث يمكن أن يساعد عملها في تقليل الغازات المسببة للاحتباس الحراري مع إنتاج الطاقة المتجددة.
لقد حدثت لحظة محورية أعادت تشكيل تصورها لإمكاناتها أثناء عملها كمساعدة بحثية. أثناء العمل على مخطوطة، واجهت هي وفريقها رفضًا متعددًا من مجلات مرموقة. لكن ذلك لم يثنهم عن اتخاذ خطوة جريئة وتقديمها إلى مجلة تحتل المرتبة الأولى في مجالهم.
ولدهشتهم، اجتازت المخطوطة مرحلة الفرز، ثم نُشرت في النهاية في تلك المجلة المرموقة. وقد علمتها هذه التجربة قيمة المثابرة، واعتبار النكسات فرصًا للوصول إلى آفاق أعظم.
وفي نهاية يوم طويل، تسترخي من خلال تجربة مطاعم جديدة، واستكشاف المقاهي، ومشاهدة الأفلام، والاسترخاء مع كتاب جيد أو سلسلة مانجا. كما تجد الإبداع والهدوء في الحياكة والطبخ ولعب ألعاب الطاولة ومشاهدة المسلسلات التلفزيونية. وتستمتع بالأنشطة الخارجية مثل الرماية وحضور الحفلات الموسيقية والميكروفونات المفتوحة والمعارض مع الأصدقاء.
خلال احتفالات توزيع الجوائز الأخيرة، أكدت كلتا العالمتين على أهمية الإرشاد والتمثيل للعالمات الطموحات في المنطقة.
وقالت الشامسي: "يزدهر العلم بالفضول والمثابرة. يجب على الشابات أن يؤمنّ بإمكانياتهن ويبحثن عن مرشدين يدعمون نموهن".
وكررت عثمان هذا الرأي قائلة: "إن مساهمات المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ضرورية لحل القضايا العالمية. ونأمل أن نلهم الأجيال القادمة، وخاصة النساء في الشرق الأوسط، لمواصلة البحث العلمي الهادف. إن كونك عالماً له تحديات، ولكن كل خطوة، مهما كانت صغيرة، تقربك من إحداث فرق".