بينما تستعد الإمارات لإقامة صلاة الاستسقاء التي دعا إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، يحث علماء الدين المقيمين على التجمع لأداء هذه العبادة التي تحمل أهمية روحية واجتماعية وبيئية. فهي أكثر من مجرد دعاء للاستسقاء، بل إنها تعكس التواضع والتوبة واعتماد البشرية على رحمة الله.
وأوضح الدكتور عبد الحميد ظفر، إمام مسجد في سوق التنين، العمق الروحي للاستسقاء. وقال الدكتور ظفر: "عندما يدعو المؤمن للاستسقاء، يجب أن يكون واضحاً أن المطر هبة من الله. ومن خلال رحمته فقط يُمنح لنا".
تُؤدى صلاة الاستسقاء في ركعتين، مثل صلاة العيد، ويليها خطبة تتضمن التسبيح والدعاء للاستغفار.
وقال الدكتور ظفر "يقوم المؤمنون بعد ذلك بقلب قبعاتهم أو عباءاتهم، رمزاً للأمل في أن تتغير الظروف، تماماً كما تغيرت الملابس"، وذكر أن هذا الفعل يتماشى مع سنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، مضيفًا: "المطر يدعم الزراعة، ويجدد السدود، ويبرد الطقس، ويذكرنا بأهمية الماء كمورد".
وأكد الشيخ أياز حوسي، إمام وخطيب مركز المنار، على أهمية صلاة الاستسقاء روحياً ومجتمعياً، وقال: "الاستسقاء تذكير بالتوحيد والتوبة والاعتماد على الله، كما أنه يجمع المجتمعات في عبادة جماعية لطلب رحمة الله".
ثم بين كيف ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في هذه العبادة، وذكر حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد.
"عن أبي هريرة قال: خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يصلي بنا ركعتين بغير أذان ولا إقامة، ثم خطبنا، ودعا الله، ثم استقبل القبلة بوجهه، ورفع يديه، ثم قلب رداءه، فوضع شقها الأيسر على يمينه، وشقها الأيمن على يساره".
كما أكد العلماء على التداعيات البيئية للدعاء، حيث أوضح الشيخ أياز: "إن الدعوة إلى الاستسقاء هي اعتراف بالتحديات البيئية التي تواجهها دولة الإمارات والمنطقة. وبعيدًا عن معناها الروحي، فإنها تشجعنا على تبني ممارسات مستدامة والحفاظ على المياه".
وأضاف أن الاستسقاء يؤكد اعتماد البشرية على الله في جميع احتياجاتها، قائلاً: "هذه الصلاة هي فرصة لنتواضع أمام خالقنا ونطلب البركات ليس لأنفسنا فقط بل للمجتمع بأكمله - بما في ذلك المزارعين والأسر والضعفاء".
وبينما يستعد المقيمون للصلاة، يحث العلماء الجميع على الحضور والتأمل في معانيها العميقة. وقال الدكتور ظفر: "إنها فرصة لتعزيز ارتباطنا بالله والدعاء من أجل مصلحة البلاد. وكسنة، فإنها تحمل مكافآت روحية هائلة".
ستقام صلاة الاستسقاء في تمام الساعة 11 صباحًا يوم السبت، ويُشجع السكان على الانضمام إلى مساجدهم المحلية لهذا العمل الجماعي من العبادة.