بعد الإطلاق الضخم للقاموس التاريخي العربي في 21 سبتمبر 2024، يتطور المشروع إلى القاموس التاريخي جي بي تي ، ومن المقرر الآن إطلاق هذه المنصّة المبتكرة، التي أُعلن عنها في أكتوبر، في عام 2025، وستوفر إمكانية الوصول إلى أكثر من 20 مليون كلمة عربية عبر 127 مجلداً، وستسمح للمستخدمين بالتفاعل مع القاموس بطريقة ديناميكية وجذابة، تماماً مثل " تشات جي بي تي " ChatGPT.
القاموس التاريخي ليس مجرّدَ قاموس عادي، بل يمثّل نقلةً نوعية في كيفية استخدام موارد اللغة العربية، وقد صرح محمد حسن خلف، عضو مجلس أمناء مجمع اللغة العربية، قائلاً: "إن هذا المشروع مبادرة عربية تتجاوز الحدود، وتعمل كجهدٍ جماعي لإثراء وتعزيز الثقافة واللغة العربية، إنه مورد يعرض تراثنا اللغوي مع جعله في متناول الجميع".
وتهدف المبادرة إلى تقديم لغة مصطلحية جديدة في الفكر والثقافة والقانون، وإظهار ثراء الثقافة العربية للجمهور غير العربي، وأكّد خلف أن "هذا القاموس لن يصحّح المفاهيم الخاطئة عن لغتنا فحسب، بل سيوفر أيضاً جسراً للتبادل الثقافي".
وأضاف الدكتور محمد صافي المستغانمي، الأمين العام للأكاديمية والمدير التنفيذي للمشروع، أن "أطفالنا مهتمون جداً بالذكاء الاصطناعي"، مشيراً إلى أهمية دمج التكنولوجيا الحديثة في تعلم اللغات وإتاحة الموارد.
بدأ تطوير القاموس العربي التاريخي في عام 2017، وشارك فيه أكثر من 780 باحثاً ولغوياً وخبيراً، مما يعكس التفاني الجماعي لإحياء تاريخ اللغة العربية والحفاظ عليه، وأشار خلف إلى أن "الفرق بين القاموس التاريخي والقاموس العادي يكمن في السياق الذي يوفره، فنحن نتعمق في تطور الكلمات ومعانيها وأهميتها الثقافية".
وقد تم تنفيذ هذا المشروع الطموح بميزانية تبلغ ملايين الدولارات، على الرغم من عدم الكشف عن الأرقام الدقيقة.
وتحدث الأستاذ الدكتور محمد السعودي، المقرر العام للفريق الأردني، عن الجدول الزمني الطموح للمشروع، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء منه في سبع سنوات فقط، وهو إنجاز يستغرق عادةً عقوداً من الزمن لقواميس مماثلة. وقال: "على الرغم من التحديات التي واجهناها، بما في ذلك الوباء، فقد واصلنا العمل، بدأ فريقنا بـ 200 خبير، ونما إلى مجموعة مخصصة تغلبت على العقبات من خلال التعاون والابتكار".
وأعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، عن إنجاز مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، والذي يضم 127 مجلداً، ليضاف هذا الإنجاز إلى سلسلة إنجازات الشارقة المتنامية في الثقافة والأدب واللغة العربية، والتي تعود بالنفع على المجتمعين العربي والإسلامي.