عندما خرجت "زويا"، وهي طالبة في حضانة الأطفال تعيش في منطقة المجاز 3 بالشارقة، في الساعة 5.50 صباحاً للصعود إلى حافلة مدرستها يوم الاثنين، سألت والدتها: "لماذا أذهب إلى المدرسة ليلاً؟" ويعكس سؤالها البريء واقعاً جديداً للآباء والأمهات مع إعادة فتح المدارس بعد العطلة الشتوية: يبدأ بعض الطلاب يومهم قبل وقت طويل من شروق الشمس.
عاد أكثر من مليون طالب إلى الفصول الدراسية في جميع أنحاء الإمارات يوم الاثنين، بعد انتهاء العطلة الشتوية التي بدأت في 17 ديسمبر. وفي حين جلب اليوم الأول من العودة الإثارة للعديد من الطلاب، واجهت العائلات التي لديها رحلات طويلة وجداول نقل مبكرة تعديلات على الصباحات الأكثر ظلاماً وبرودة.
ومع شروق الشمس بعد الساعة السابعة صباحاً، يبدأ بعض الطلاب يومهم قبل طلوع الشمس. غادرت زويا، التي تدرس في منطقة القرهود بدبي، منزلها مبكراً لتجنب زحام ساعة الذروة. قبل بضعة أشهر فقط، كان رحلتها تبدأ مع أول ضوء للنهار، لكنها الآن تبدأ رحلتها في الظلام.
لا تقتصر هذه التجربة على زويا. تقول نادية، وهي أم تسكن في مردف: "عندما خرجنا لانتظار الحافلة، كان القمر لا يزال في السماء. شعرت بأنها تجربة غريبة".
تبدأ الأيام مبكراً ويزيد من صعوبتها الظروف الجوية. وفقاً للمركز الوطني للأرصاد، يُتوقع أن يكون هناك ضباب أو غيوم خفيفة في بعض المناطق الداخلية والساحلية خلال الأيام القادمة، مع رياح خفيفة إلى معتدلة. وقد يكون هناك احتمال هطول الأمطار لاحقاً في الأسبوع، خاصة في المناطق الشمالية والشرقية، مما قد يتطلب من العائلات التخطيط مسبقاً.
بالنسبة لسميرة خان في بر دبي، فإن الصباح الأكثر ظلاماً وبرودة يعني تغييرات صغيرة. يجد ابنها البالغ من العمر 8 سنوات، والذي يدرس في جبل علي، أنه من الغريب أن يستيقظ في الظلام. تقول: "قال لي إن الأمر أشبه بوقت النوم. أشعر بالسوء لأنني أرسلتهم إلى الخارج في البرد بهذه الطريقة، لذا فقد قمت بتغطيته بطبقة إضافية من الملابس".
يتخذ العديد من الآباء إجراءات مماثلة لإبقاء أطفالهم دافئين. أصبحت السترات والأوشحة والقفازات شائعة بين الطلاب الذين ينتظرون الحافلات في برودة الصباح الباكر.
تبدأ المدارس في الإمارات العربية المتحدة عادة بين الساعة 7.30 و8 صباحاً، مما يتطلب المغادرة المبكرة للأسر التي تعيش بعيداً عن مدارس أبنائها. وقد بدأ بعض الآباء في الدعوة إلى إعادة النظر في أوقات بدء الدراسة خلال الأشهر الأكثر برودة.
قالت نادية: "طفلي يتمتع بالمرونة وأنا أعلم أنه سيتكيف. ولكن بصفتنا آباء، نتمنى أن تكون الصباحات أسهل بالنسبة له".
وقال "ريشابه"، وهو أحد أولياء الأمور: "إن تأخير البداية لمدة 30 دقيقة فقط قد يُحدث فارقاً كبيراً"، وتابع قائلاً: "سيسمح ذلك للأطفال بالحصول على مزيد من الراحة ويساعدهم على بدء يومهم وهم يشعرون بالانتعاش.".