بالنسبة لسيلفيا البالغة من العمر 12 عامًا، فإن الزراعة جزء من حياتها، وهي هواية اكتسبتها من شغف والديها بالزراعة. وفي إطار حرصها على توسيع معرفتها بممارسات الزراعة الحديثة، انضمت سيلفيا إلى والديها في فعالية "من المزرعة إلى الحصير" التي أقيمت يوم السبت في منتجع المزرعة العضوية في سويحان، أبو ظبي.
وقد انبهرت سيلفيا، التي تعلمت زراعة الخضروات على قطعة أرض صغيرة في المنزل باستخدام الطرق التقليدية، بضخامة المزرعة. وقالت: "عندما رأيت المزرعة الضخمة والتقنيات المبتكرة المستخدمة، لم أستطع مقاومة رغبتي في الانغماس فيها لمعرفة المزيد".
وفي هذا الحدث، تعلمت ممارسات متقدمة مثل الري بالتنقيط الموفر للمياه، وممارسات الحفاظ على التربة، والصوب الزراعية ذات البيئات الخاضعة للرقابة والتكنولوجيا المتقدمة. وقالت سيلفيا: "نعتمد على الأساليب التقليدية في المنزل، ولكن هنا، تعلمت تقنيات مثل الري بالتنقيط، حيث يتم توصيل المياه مباشرة إلى منطقة جذر النبات، مما يقلل من التبخر والهدر. كما تعلمت أيضًا عن الري تحت السطحي واستخدام المياه المعاد تدويرها".
وتعد الورشة، التي تم تنظيمها بالتعاون مع"نوت" The Knot، حدثًا جزءًا من مبادرة "عام الاستدامة". ولم تعمل الورشة على دحض المفهوم الخاطئ بأن زراعة الفاكهة والخضروات في مناخ الإمارات العربية المتحدة الجاف أمر غير ممكن فحسب، بل أظهرت أيضًا كيف تزدهر المزارع المحلية من خلال ممارسات فعالة في استخدام الموارد.
وقالت أمل الشحي، وهي من عشاق الزراعة وحضرت الحدث مع شقيقاتها: "كانت زيارة المزرعة بمثابة اكتشاف. كنت أعتقد أن زراعة الخضروات والفواكه في الإمارات العربية المتحدة أمر صعب. لكن رؤية هذه المزرعة تزدهر في مثل هذه الظروف الصعبة كانت بمثابة فتح عين حقًا. يتم زراعة كل شيء بشكل مستدام من الأعشاب إلى الفلفل الحار".
وقد أبدت أمل اهتمامها الشديد باستخدام الري بالتنقيط. وأضافت أمل: "لقد تعلمت كيف تساعد هذه التقنية في الحفاظ على المياه، وقد ألهمتني الآن فكرة إنشاء حديقة أعشاب صغيرة على شرفتي باستخدام نفس الطريقة. ومن المذهل أن ندرك أنه باتباع النهج الصحيح، يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة زراعة أي شيء تقريبًا".
وكانت التجربة بمثابة فتح أعين المشاركين، بفضل الأنشطة التي تراوحت بين ورش العمل التفاعلية والحرف التقليدية إلى الجلسات العملية في مجال الحفاظ على المياه وصحة التربة.
بالنسبة لطارق أحمد، وهو مقيم في دبي، فقد اعتقد أنه "لن ينجح أبدًا في زراعة منتجاته الخاصة". ومع ذلك، قال بعد حضور الحدث: "لقد حطمت هذه التجربة اعتقادي الخاطئ بأن الزراعة غير قابلة للاستمرار في الإمارات العربية المتحدة".
واجه المهندس إخفاقات متكررة في زراعة الخضروات في حديقة منزله، لذا حضر الحدث لفهم أين كان الخطأ.
وأضاف طارق: "كانت قدرة المزرعة على استخدام الحد الأدنى من المياه والمواد العضوية المستمدة محليًا لزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل مذهلة. لقد استمتعت بشكل خاص بجلسة صنع الزبدة وزراعة الأعشاب. لقد علمتني مدى ارتباطنا العميق بالطعام الذي نستهلكه".
ويخطط الآن لزراعة الخضروات في حديقته الخلفية وإعطاء الأولوية لتوريد المكونات محليًا لتقليل بصمتي الكربونية. وقال طارق: "كان هذا الحدث دليلاً على أن دولة الإمارات العربية المتحدة لديها القدرة على أن تصبح مركزًا للزراعة المستدامة".
وتشكل مثل هذه الأحداث جزءًا من الجهود المستمرة في إطار مبادرة عام الاستدامة، والتي تهدف إلى إشراك الأفراد والمنظمات في إجراءات هادفة من أجل مستقبل أكثر اخضرارًا.
وقالت روضة الفلاسي، نائبة قائد المشروع في عام الاستدامة: "إن العمل الجماعي هو جوهر أي مبادرة استدامة ناجحة".
وأضاف الفلاسي: "تتركز جهودنا على دفع التغيير الدائم والمؤثر من خلال تشجيع الخطوات العملية. ويلعب الأفراد والمنظمات أدوارًا حاسمة في تشكيل مستقبل أكثر استدامة لأمتنا. ونهدف إلى معالجة التحديات التي تواجه الاستدامة من خلال تعزيز الإجراءات اليومية الصغيرة جنبًا إلى جنب مع الالتزامات التنظيمية الأكبر، وخلق تأثير متموج للتغيير الإيجابي".