حافلة فريدة من نوعها تم تحويلها إلى متحف متنقل تدعو الطلاب إلى رحلة غامرة عبر التاريخ.
أطلقت هيئة الشارقة للمتاحف مبادرة "متاحف على الطريق" في عام 2019، وهي جزء من مبادرة "المتاحف على الطريق"، التي تهدف لنشر المعرفة الثقافية للطلاب في المناطق البعيدة.
وحصلت صحيفة خليج تايمز على نظرة حصرية داخل الحافلة، التي تضم لقطات من متاحف الشارقة.
يضم المتحف المتنقل معروضات وتحفاً تفاعلية، بما في ذلك بوصلة الملاح الشهير ابن جلفار أحمد بن ماجد ونموذج مصغر لقارب "البتيل". ومن بين أبرز المعروضات عقد لؤلؤ مذهل عمره 7000 عام، وهو أقدم عقد تم اكتشافه في الإمارات، إلى جانب نموذج طائرة شراعية صممها رائد الطيران "أوتو ليلينتال" في عام 1894.
وداخل الحافلة، يمكن للزوار استكشاف ثلاثة أقسام: الابتكار العلمي، والاستكشاف، والتعبير. لا تخدم حافلة المتحف المتنقل المدارس فحسب، بل تشارك أيضاً في المهرجانات والفعاليات التراثية المجتمعية على مدار العام.
وقالت عائشة راشد ديماس، المدير العام لهيئة الشارقة للمتاحف لصحيفة خليج تايمز : "تم تصميم المتاحف على الطريق للوصول إلى المدارس البعيدة، مثل الموجودة في كلباء وفي جميع أنحاء الإمارة". "هدفنا هو إلهام الإبداع وتعزيز حب التاريخ بين الطلاب". تستهدف المبادرة المدارس والأحياء، وتعزز الإثراء الثقافي.
ويوجد في مدينة الشارقة متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، الذي يضم سبع صالات عرض مخصصة للدين الإسلامي وإنجازات العلماء والفلكيين العرب. وتبرز صالات العرض الموجودة في الطابق الأرضي الجوانب التاريخية، بينما توفر الطوابق العليا لمحة عامة عن الفنون والحرف الإسلامية عبر الزمن، بما في ذلك المنسوجات والمجوهرات. ومن بين المعروضات الجديرة بالذكر الأسطرلابات والمخطوطات والسيراميك والعملات المعدنية، إلى جانب الستارة المطرزة بالذهب من الكعبة المشرفة والفسيفساء التي توضح مجموعات الأبراج الفلكية.
وتعمل هيئة الشارقة للمتاحف أيضاً على توسيع حضورها الدولي، حيث أعلنت مؤخراً عن مشاركتها في المعرض الوطني العماني في أكتوبر المقبل. وتتمتع هيئة الشارقة للمتاحف بتاريخ حافل بالتعاون مع مؤسسات مرموقة، بما في ذلك معرض مشترك مع الفاتيكان في عام 2018.
يعد إشراك الزوار من أولويات هيئة الشارقة للمتاحف، حيث تم تسجيل حوالي 1.5 مليون زائر في عام 2023، مما يعكس زيادة كبيرة عن السنوات السابقة. أطلقت الهيئة أكثر من 3000 برنامج مجتمعي وجامعي لجذب الطلاب للبحث في مجموعاتها الواسعة.
وأكدت ديماس قائلة "إننا حريصون دائماً على الاستماع إلى زوارنا، فكل زائر يدخل المتحف يشعر بأن هناك شيئاً جديداً يمكن اكتشافه، مما يثري تجربته الثقافية". ولتعزيز إمكانية الوصول، تعمل المتاحف على توسيع الخيارات اللغوية إلى ما هو أبعد من العربية والإنجليزية لتشمل الأردية والصينية، مما يضمن أن يتمكن المزيد من الزوار من الاستمتاع بالمعروضات.