مدفوعاً بحبه لكرة القدم، يقوم مدرب يبلغ من العمر 48 عاماً بتعليم اللعبة للأطفال الإماراتيين بسعر منخفض يبلغ 16.5 درهماً إماراتياً للحصة الواحدة. وقال عبد الله علي، مؤسس أكاديمية "هاتريك" لكرة القدم، إنه يأمل أن يجعل الدروس في متناول جميع الآباء.
قضى الإماراتي أكثر من 11 عاماً كمدرب ومكتشف مواهب وإداري في العديد من الأندية المحلية. عندما اتصل به الآباء في البداية لتعليم أطفالهم، قدم جلسات في مراكز خاصة وأماكن عامة، قبل أن يؤسس أخيراً أكاديميته الخاصة.
وتوسعت أكاديمية هاتريك إلى خمسة مواقع - ند الشبا، وعود المطينة، والورقاء 3، والبرشاء 3، والبرشاء جنوب - لتلبية احتياجات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 14 عاماً. تهدف الأكاديمية إلى جعل تدريب كرة القدم في متناول الجميع، وخاصة للعائلات التي تواجه صعوبة في التنقل إلى أماكن بعيدة.
وتقدم الأكاديمية للمواطنين الإماراتيين مقابل رسوم رمزية قدرها 265 درهماً إماراتياً، وتغطي الحزمة 16 جلسة شهرياً وتتضمن أيضاً زي التدريب.
وفي كل عام، توسع أكاديمية هاتريك فئاتها العمرية. يقول عبد الله: "بدأنا بأعمار من 7 إلى 10 سنوات، ثم توسعنا لنشمل الأعمار من 5 إلى 14 سنة، وننظر أيضاً في تدريب الفتيات على كرة السلة".
وتعمل الأكاديمية على تعزيز الروابط الاجتماعية بين الآباء والأمهات أثناء التدريبات والمسابقات. ويقول عبد الله: "لقد كون العديد من الآباء والأمهات صداقات عميقة أثناء التدريبات والمسابقات، وتحولت المدرجات إلى تجمعات اجتماعية مليئة بالمحادثات الحيوية".
إن أحد الجوانب الرئيسية لنجاح أكاديمية هات تريك يكمن في فلسفة التدريب التي تتبناها، حيث لا يتم اختيار المدربين على أساس المهارات الفنية فحسب، بل على أساس قدراتهم الشخصية مع الأطفال أيضاً. ويشير عبد الله إلى أنهم "يوجهون اللاعبين الصغار من خلال السلوك الطبيعي دون عقاب"، مؤكداً أن هذا النهج ضروري لتنمية الرياضيين المهرة.
ويؤكد عبد الله أيضاً على أهمية تعزيز صحة وعافية المتدربين لديه. ويقول: "لقد لاحظت ارتفاع معدلات السمنة لدى الأطفال بسبب الإفراط في الجلوس والألعاب الالكترونية، مما يشكل مخاطر صحية خطيرة". ويهدف إلى غرس نمط حياة صحي مع تشجيع الأطفال على الابتعاد عن الشاشات. "من الضروري تعليمهم قيماً مثل الالتزام بالصلاة، حتى أثناء اللعب، وتعزيز الروح الرياضية التي تقلل من السلبية".
لكن المدرب الإماراتي يواجه بعض التحديات، إذ يقول: "تدريب الأطفال أمر سهل، لكن كسب ثقة الآباء أصعب بكثير".
يظل تأمين مواقع التدريب المناسبة هو العقبة الأكبر أمامه على الرغم من قدرته على الوصول إلى المعدات.
ويؤكد قائلاً: "إن توفير الحب والتوجيه للأطفال مع القيام بدور الأب أثناء التدريب ليس بالأمر السهل"، لكنه يقول أنه رأى تحسناً ملحوظاً في لياقة اللاعبين وأسلوب لعبهم وثقتهم بأنفسهم نتيجة لذلك.
إن تحويل الشغف إلى مشروع هو أمر صعب ويتطلب المثابرة وجهداً كبيراً. يقول: "بمجرد أن تبدأ في تحقيق أهدافك وتكرس نفسك لها، تبدأ الفرص في الظهور".
ويؤكد عبدالله على الدور المهم لصندوق الفرجان في تخفيف تحديات المكان ودعم مشروعه المفضل.
وفي أوقات فراغه، يستمتع عبد الله بعطلات نهاية الأسبوع مع أطفاله الخمسة، بينما يوازن بين العمل والتدريب خلال أيام الأسبوع. وبعد الانتهاء من عمله في الجهة الحكومية التي يعمل بها، يتوجه إلى التدريب الذي غالباً ما ينتهي في حوالي الساعة التاسعة مساءً. وقد اكتسب بفضل نهجه الحكيم والحازم التقدير من طرف الأطفال والآباء على حد سواء.
تتحدث أم عيسى عن الأكاديمية وتقول : "لقد أكمل ابني عامين مع المدرب عبدالله. في السابق، لم يكن يستطيع الذهاب إلى الأندية لأنها كانت بعيدة جداً".
وقالت إنها لاحظت تغييرات إيجابية في أطفالها، بما في ذلك احترام الآخرين وفهم أهمية الصلاة. وقد سمحت بيئة التدريب الداعمة للآباء بتكوين صداقات، وتعزيز الشعور بالمجتمع.
وتقول أم ماجد: "أخذت ابني إلى نادٍ شعبي، لكنه شعر بعدم الارتياح مع المدرب الصارم. أعجب بأسلوب المدرب عبد الله خلال إحدى الجلسات، والآن يشعر براحة تامة. في أكاديمية هاتريك، نشعر وكأننا عائلة؛ يعامل المدرب أطفالنا بلطف، وهم يحبونه ويحترمونه".
وتضيف أم ماجد بنبرة عاطفية: "نحن الآباء نعتبره بمثابة أخ لنا، لقد خلف انطباعاً دائماً في حياتنا، وسأظل ممتنة لدعمه إلى الأبد".