علمت الأم الإماراتية "س. عبدالله"، المقيمة في دبي، من ابنها أن ابنتها البالغة من العمر 14 عاماً تخطط لشيء "مريب" مع أصدقائها.
وعندما راقبت هاتف ابنتها، وجدت أنها كانت تخطط لمواجهة زميلة لها في الفصل كانت تتصرف بعدوانية تجاههم.
وكانوا يعتزمن رش خليط من المكونات، ليسبب حرقة في عيني زميلتهن في الفصل. تدخل عبد الله، لقلقه من الضرر المحتمل الذي قد يسببنه للفتاة.
"س. عبد الله" هي واحدة من العديد من الأمهات في الإمارات العربية المتحدة اللواتي لا يعرفن ما إذا كان من المقبول مراقبة هواتف أطفالهن. وفي حين أن المراقبة المنتظمة ضرورية للحماية من مشكلات مثل الوصول إلى محتوى محظور أو تكوين علاقات مع غرباء، فإن التفتيش المفرط قد يقوض تطوير بيئة داعمة.
لا يوجد قانون يحظر على الآباء التحقق من هواتف أطفالهم؛ فهم ملزمون قانونياً وأخلاقياً بتوفير الأمان لهم. وقالت أسماء صديقي، المحامية المساعدة في مكتب المحاماة "بي اس ايه) (BSA): "في الإمارات العربية المتحدة، يتمتع الآباء عموماً بحق مراقبة هواتف أطفالهم، وخاصة لحمايتهم".
وأوضحت المحامية أنه بمجرد وصول الطفل إلى سن الرشد (18 عاماً في الإمارات العربية المتحدة)، فإنه يصبح مسؤولاً عن أفعاله ويتمتع بحقوق خصوصية أكبر.
وأثناء مناقشة مسألة مراقبة الهاتف، يجب على أولياء الأمور شرح الأمر لأبنائهم والتأكيد لهم أن ذلك يتم لحمايتهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها عبر الإنترنت، وعندما يُظهر الأطفال ردود فعل سلبية على تفتيش هواتفهم، من الضروري أيضاً إدارة مشاعرهم والاستجابة لها بشكل ناضج .
وقال الدكتور "شاجو جورج"، طبيب نفسي في المستشفى الدولي الحديث بدبي: "تنمو الثقة عندما يشعر الأطفال بأنهم قادرون على مناقشة أي شيء مع والديهم دون خوف من الحكم عليهم". تعمل المحادثات المنتظمة على تعزيز بيئة يشعر فيها الأطفال بالراحة لمشاركة أفكارهم.
وقال الدكتور جورج إن "المشاركة في محادثات منتظمة وصحية حول مواضيع مختلفة تساعد على بناء الثقة وتسمح للأبناء بالشعور بالراحة لمناقشة كل شيء بصراحة"، وأضاف أن هذا النهج يعزز الحوار الصحي دون حدوث مجادلة.
وأضاف أنه يتعين على الآباء الانتباه للعلامات التي تشير إلى أن الطفل يخفي شيئاً ما على هاتفه، مثل "غلق الأجهزة بكلمات مرور، وحذف الرسائل النصية أو سجلات المكالمات بانتظام، واستخدام الهواتف في ساعات غريبة، والكذب بشأن الاستخدام، وتجنب تتبع استخدام الهاتف".
وكما ذكرت صحيفة خليج تايمز في وقت سابق، دعت الشرطة الآباء إلى قضاء وقت ممتع مع الأطفال، للمساعدة في تقليل الوقت الذي يقضونه على الشاشات. وأكدت السلطات على أهمية حماية الأطفال من الجرائم الإلكترونية، والتي يمكن أن تحدث من خلال شراء الألعاب عبر الإنترنت من مواقع وهمية وغير موثوقة، مما يؤدي إلى الوصول إلى الحسابات المصرفية، وسرقة الأموال، وحتى خصم مبالغ شهرية من البطاقة المستخدمة.
واكتشفت "هاجر ح"، وهي أم إماراتية، محادثة على هاتف ابنها البالغ من العمر 12 عاماً حول طلب سكين و برجمية (مفصل إصبع) حيث استخدم عنوان منزلهما ليتم تسليم الطلب به. وعندما تحدثت معه عن الأمر، أوضح لها ابنها أن أحد أصدقائه هو من طلبها عندما كانوا في المدرسة وخطط لإرسالها إلى عنوانهما حتى لا يكتشف والداه الأمر.
وأكدت الدكتورة "راجا سانديا غاندي"، طبيبة نفسية في مستشفى زليخة بدبي، على ضرورة تحقيق التوازن بين الخصوصية والأمان عند مراقبة هواتف الأطفال. ويمكن للوالدين اتباع عدة استراتيجيات للمراقبة الصحية:
وضع إرشادات واضحة للنشاط عبر الإنترنت
تفعيل إعدادات الخصوصية على الأجهزة
تعليم الأطفال كيفية حماية المعلومات الشخصية
اتباع أولياء الأمور لسلوكيات إيجابية على الإنترنت ليتخذهم الأبناء كقدوة
وفقاً لجمعية علم النفس الأمريكية، ينبغي على الوالدين مراقبة استخدام أطفالهم للهاتف حتى يبلغوا عمر 15 عاماً. ومع ذلك، تشير غاندي إلى أن هذا العمر قد يختلف حسب نضج كل طفل وظروفه.
وأكدت الدكتورة غاندي أهمية الحفاظ على الهدوء عند اكتشاف محتوى مثير للقلق على هاتف الطفل: "من الضروري على الآباء الحفاظ على الهدوء وطمأنة الطفل بأنهم موجودون لدعمه. كما يجب عليهم المساعدة في حظر المحتوى غير اللائق أو الإبلاغ عنه ومراقبة أي تغييرات سلوكية قد تنشأ، وطلب المساعدة من المختصين إذا لزم الأمر".