تأسس المقهى في أربعينيات القرن العشرين على يد الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، وكان اسمه في الأصل مقهى "أم شربك"، ثم تطور على مر العقود إلى ما يعرف الآن بمقهى منور، واستمر إرثه الغني تحت ملكية عبد الله محمد كندر الأحمد.
ومن بين العروض المميزة التي يقدمها المقهى مشروبه المميز، وهو شاي "منور"، وهو مزيج رائع من شاي "سانجيني" وشاي السليماني. وقد ظل هذا المشروب المميز دون تغيير في وصفاته منذ الأيام الأولى للمقهى. وذكر عبد الله، صاحب المقهى، أن هذا المشروب "يمثل رمزاً ثابتاً للمقهى وعلامته التجارية".
إلى جانب مشروبه المميز، يتمتع مقهى منور بمكانة خاصة في قلوب سكان رأس الخيمة. فهو أكثر من مجرد مكان لتناول الشاي؛ بل إنه مركز مجتمعي محبوب. وقبل وقت طويل من ظهور وسائل الترفيه الحديثة، كان المقهى مكانًا مركزيًا للتجمع حيث يمكن للسكان المحليين التواصل وتبادل القصص.
في بداياته، كان المقهى ملتقى للسكان الذين كانوا يجتمعون هناك قبل الخروج لقضاء احتياجاتهم اليومية. كما لعب المقهى دورًا رئيسيًا في تعزيز الوعي الوطني؛ فمع ظهور "الجرامافون" ثم الراديو، أصبح مكانًا حيث يمكن للناس أن يجتمعوا لمناقشة القضايا الوطنية والإقليمية المهمة. وقد ساعد هذا في بناء شعور قوي بالمجتمع والوحدة بين السكان المحليين.
والآن، لا يزال هذا الشعور بالانتماء للمجتمع قائمًا ويسير على ما يرام. ويواصل مقهى منور الترحيب بالزوار من المدارس المحلية والمجتمع المحيط، وحتى السياح من الخارج، ويدعوهم إلى معرفة المزيد عن تاريخه وتراثه الغني. ومن خلال القيام بذلك، يخلق المقهى جسرًا بين الماضي والحاضر، مما يوفر لكل من يزوره ارتباطًا أعمق وتقديرًا لتراثه الدائم.
نجح مقهى منور في بناء قاعدة عملاء مخلصة على مر السنين. وقد شاركنا عبد الله بعض القصص المؤثرة عن العملاء الذين عبروا عن حبهم وتقديرهم للمقهى.
"يأتي بعض الأشخاص إلى هنا مباشرة من المطار قبل حتى العودة إلى منازلهم"، كما ذكر. "غالبًا ما يكون لديهم حقائبهم في السيارة. يتوقف آخرون كل يوم في طريقهم إلى المنزل من المكتب. لدينا العديد من العملاء الدائمين هنا منذ فترة طويلة".
وفي إطار تطلعه إلى المستقبل، يواصل المقهى التزامه بالحفاظ على إرثه. وأعرب عبدالله عن التزامه العميق بمواصلة خدمة أبناء رأس الخيمة، قائلاً: "إن هذا المعلم الوطني الملتقى أمانة، وأدعو الله أن نتمكن من أداء هذه المهمة كعربون وفاء لهذا الوطن الحبيب وشعبه الكريم".